بقلم / محمـــد الدكـــرورى
إن الوطن كلمة عظيمة لا يدرك عظمتها إلا كل إنسان عزيز وأبي، ولا يستشعر مبادئها السامية وقيمها النبيلة إلا كل شخص مخلص ووفيّ، فكيف إن كان هذا الوطن هو مصدر كل عزة ومنبع كل إباء ورمز للإخلاص والوفاء، فحتما ستكون حقوقه على مواطنيه أعظم، والوطن، كلمة عظيمة يستظل بظلها كل إنسان أصيل، ويتشرف بحملها كل ذي خلق رفيع، ويتسمى باسمها كل ذي نفس عزيزة، فيكف إن كانت ظلال هذا الوطن تجاوزت حدوده، ويتشرف بالانتماء له أكثر الناس خلقا وأخلاقا، ويتسمى به أكثر الناس عزة وكرامة، فحتما ستكون حقوقه على مواطنيه أعظم، وإن حب الوطن هو شي مقدس يندرج في إطار الاخلاص والوفاء والإنتماء لتراب وأرض مصرنا الحبيبة وهو يعكس حجم الوفاء لما يقدمة الوطن لنا من كثير من الحقوق التي تندرج في اطار تقدم وتطور أرض الكنانه مصرنا الحبيبة وانجازاتها، وإن من حق الوطن في هذه الظروف الدولية والاقليمية والمحلية .
أن نتقى الله عز وجل في بلدنا وتراب ارضنا وأمن مواطنينا وأن نكون شركاء في تحمل المسوؤلية وأن نتحمل مسوؤلية الاصلاح وتطوير بلدنا الحبيبة الغالية بكل صدق واخلاص ووفاء بدون تنظير أو مزاودة من أي شخص مهما كان موقعة أو صفتة في هذا البلد لان الاوطان لا تبنى إلا بسواعد الرجال الشرفاء المخلصين لله أولا ولتراب الوطن ثانيا، وإن حب الوطن في أبسط معانيه هوعملية تشاركية يحكمها عقد الوفاء والولاء للوطن والارض والانسان، ويجب ان يتحمل الجميع مسوؤلياتة بكل صدق ووضوح وصراحة وبدون منة من أحد أو رياء أو نفاق فالجميع علية واجب المحافظة والإنتماء إرتكازا لما يتم من علاقة تحكمها المصالح للوطن والمواطن، وإن حب الوطن يتطلب منا جميعا الإهتمام بشأنه العام والدفاع عنه ضد كل معتد خارجي وضد كل من يريد تشويه صورته داخليا بتقصير مسؤول عن تقديم خدمة مستحقة لمواطن أو تقصير مواطن.
في تقديم واجب مستحق للوطن، وإن الحب، أو أي حب ناجح، له طرفان يتشاركان أفرع الحقوق وأذرع الواجبات، وصحيح أن الفرد منا يجب أن يسأل نفسه ماذا قدم لوطنه قبل السؤال عما قدم له الوطن، وصحيح أيضا أن السؤال أولا عن الواجبات والمسؤوليات ثم عن الحقوق والمطالب، إلا أنها في النهاية علاقة متكافئة متوازنة تتيح للحب بينهما أن يتفتح ولمستقبلهما أن ينمو ويزدهر، وإن أي خلل بين أركان هذه المعادلة، بوعي أو بدون وعي ومن أي طرف منهما، يعود ضرره على الطرفين معا، وليست هذه صورة مثالية بل هي الصورة الواقعية المعاشة في كل دول وأوطان العالم منذ تكونت الأوطان ونشأت الدول، سماها بعضهم العقد الاجتماعي ودعاها آخرون دولة الرفاه واكتفى قلة بوصفها علاقة منفعة روحية ومادية بين الوطن والمواطن، وإنه يولد الإنسان بأرض فيدعوها مسقط رأسه والأحرى أن يقال مهوى فؤاده، يتنسم شذاها.
وينعم بخيرها منذ لحظة الميلاد وربما حتى الموت، ومن هنا يولد حب الأوطان فهي السابقة بالإنعام والفضل على المنتمين إليها، وعلية فان هناك واجب بوجود علاقة الحقوق المتبادلة بين الوطن والمواطن، التي تجعل هذه العلاقة مبنية على اسس صحيحة تجعل من المحافظة على الوطن وانجازاتة هو موضوع رئيسي في حياة كل من يعيش على تراب مصرنا الغالية، فمن حق الوطن علينا المحافظة على ماله العام والغيرة على ممتلكاته ورعاية منجزاته، من حق الوطن الفداء له دفاعا عن حدوده وتثبيتا لمصالحه، ومن حقه علينا العمل فرادى وجماعات للرفع من شأنه والمساهمة في تنميته وإعماره ومن حقه علينا أن نكون مواطنين صالحين للنعمة شاكرين ومقدرين وقبل ذلك راعين ومقدرين، ومن حق المواطن على وطنه أن يجد لقمة العيش النظيفة والمهنة الشريفة والعناية الصحية والاجتماعية وان تحقق له الفرص بكل عدالة ومساواة وأن يتم سيادة مبادي الشفافية بكل صدق.
وان يكون العمل والعطاء والوفاء لمقدار ما يقدمة المواطن لوطنة لا أن تكون مبادي المحسوبية والواسطة هي المقياس فالجميع شركاء في حب الوطن ويجب أن تكون مكتسبات الوطن متاحة للجميع بحرية وعدالة، وكما أن من حق الوطن علينا أن نخاف عليه وأن نفديه بكل غالي ونفيس وأن نحميه بأرواحنا وأقلامنا، وأن نفوّت على المتربصين بنا وبوطننا أي فرصة تمكنهم من المساس بأمنه ومقدراته وحقوق مواطنيه، وأن نتصدى بحزم وقوة لمحاولات إيذائه أو النيل منه، وألا نسمح لأي كائن أن ينشر الفوضى على امتداد أرضه أو أن يتعدى على حدود مائه وسمائه، ومن حق الوطن علينا أيضا أن نقف في سبيل عزته وكبريائه دروعا بشرية للذود عنه ونحميه من أي عدو يحاول أن يعبث في مقدراته ومنجزاته أو حاقد لا يسره أن يرى هذا الوطن بما هو عليه اليوم من التقدم والشموخ والرقي، ومن أي شخص يتعالى أو ينصب نفسه وصيا علينا في تحديد مسار حياتنا.
ويحاول إجبارنا على محاكاته وتقليده بما نختلف وينبغي أن نختلف معه عليه، لا شك أن استغلال ما تمر به العلاقات الدولية الآن من أزمات اقتصادية وإستثمار وحالة عدم الاستقرار في المنطقة والإستفادة من المساحة المعطاة لنا للتعبير الحر أو إيذاء الوطن بإسم الرغبة في الإصلاح إنما هو سلوك غير مقبول وغير مبرر ويرفضه الجميع لأنه تصرف يضر بالوطن ويقوض أمنه واستقراره وبالتالي يلحق بنا أفدح الأضرار فيما يفيد المتربصين بنا ويحقق أمانيهم وأهدافهم المعلنة وغير المعلنة، ونحن اليوم نواجه معركة اقتصادية دولية شرسة وخطيرة وسلوك بعضنا سوف يقودنا بالتأكيد إلى ما لا نتمناه من فوضى لن يسلم مواطن واحد من أضرارها وآثارها مع ما يتيحه مثل هذا السلوك من فرص للخسارة ولجعل المواطن أكثر حاجة وبالأخص الذي يحاول أن يسير أموره اليومية بما تيسر له.
زر الذهاب إلى الأعلى