كتب: عصام علوان
قال”نبيل أبوالياسين”رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في العلاقات العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الجمعه» للصحف والمواقع الإخبارية، إن التوتر المتصاعد بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، يتحمل مسؤولية إنعكاسها، رئيس وزراء إثيوبيا “آبي أحمد علي” لإنه سيكون لها تداعيات أمنية قد تؤثر على الحدود الجنوبية لدولة أخرىّ، في ضوء إمكانية أضطرار مصر تخفيف بعض قواتها المنتشرة في أماكن أخرى ، ونقلها الى مناطق التوتر في جنوبها مع السودان وإثيوبيا.
وأضاف”أبوالياسين”أن العالم يرصد الصراع الناشب بين القاهرة وأديس أبابا، بسبب السد، والتي تعتزم الأخيرة على الإستمرار في نهجها الإستفزاري لمشاعر شعوب دول المصب، دون النظر إلى أن مصر تعتمد على نهر النيل بنسبة 95% من كميات مياه الري، والشرب لسكانها البالغ عددهم أكثر من 106 مليوناً، مما يجعلها ترى في الإستمرار في بناء السد والملئ المزعوم تهديداً لأمنها القومي.
مضيفاً: أنه كما يرىّ ” آبي أحمد علي” أن بناء السد يهدف للتخفيف من النقص الحاد في الكهرباء لديها، وربما تصدير الكهرباء لبلدان أخرى في المنطقة، ترىّ مصر أيضاً أن بناءة يهدد آمنها القومي، ومصر مازالت تسلك المسلك الدبلوماسي ولكن إذا نفذ صبرها فعلى رئيس الوزارء الإثيوبي تحمل المسوولية كاملة لان مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديد الصريح لآمنها القومي،
وأن سد النهضة الذي تستمر في بناءةُ إثيوبيا على نهر النيل يرتبط”بـ”قضية وجودية لمصر وشعبها.
حيثُ: أعلن مدير سد النهضة الإثيوبي”كيفلي هورو”، في تصريح له أن الملئ الثالث سيكون في أغسطس، وسبتمبر المقبلين، مشيراً إلى إحتمال تأثر مصر، والسودان بعمليات ملء السد، وإستعبد المسؤول الإثيوبي في تصريحات أوردتها القنوات الفضائية إيقاف عملية الملئ الثالث، معتبراً أنها عملية تلقائية، وأن تصريحات مصر والسودان بشأن خطورة، وتأثيرات السد لا تعني إثيوبيا، موضحاً أن بلاده لم تتخط ما اتفق عليه عام 2015 بخصوص عمليات الملئ.
وأشار”أبوالياسين”إلى بيانه الصحفي الصادر عنه في 26 أبريل, 2021، والذي حذر فيه الجانب الإثيوبي من مغبة النهج الخبيث الذي ينهجهُ رئيس حكومة أديس أبابا، والذي قد يُطيح بكل المسالك الدبلوماسية مما يدفع صبر “مصر” على النفاذ، ولفت: في بيانه إلى أن قضية سد النهضة أكبر خطر يواجه مصر على طوال تاريخها لذلك يجب على المصريين أن يتحدوا جميعاً لمواجهة الأزمة من خلال مساندة، ودعم الدولة فى قراراتها الخاصة بهذا الشأن.
مشيراً: إلى متابعة العالم بأسره عن كثب وبدء “أديس أبابا” في فبراير ببناء أول توربين من بين 13 مخططاً، لتوليد الكهرباء دون تنسيق، أو أي تشاور مع بقية دول النيل، بما فيها مصر، والسودان، والذي يُعد بَلاَهَة، في تناول القضايا الشائكة بين البلدان.
وأكد”أبوالياسين” أن إستمرار مواقف “آبي أحمد علي”المستفزة توضح أن إثيوبيا لم تعد معنية بالمصالح الإقليمية لدول النيل الأزرق، وأنها ترسل جملة من الرسائل الواضحة والصريحة تُمثل تحدياً صريحاً” لـ ” مصر والسودان ، وإجراءات أحادية رافضة لكل الدعوات الإقليمية والدولية، وهذا تحقيقاً للأجندة الخارجية على حساب الشعب المصري، والسوداني ويعُد غير مقبول، وسيتم مواجهتةُ بكل حسم في الوقت المناسب مهما كانت التكلفة.
مؤكداً: أن 106مليون مصري جاهزون خلف القيادة السياسية للدفاع عن حقهم في مياة نهر النيل، ويجب على العالم، وخاصةً”إسرائيل” أن يتذكروا في عام 1979 عقب إتفاقية كامب ديفيد قد أعلن الرئيس الراحل”محمد أنور السادات” أن القضية الوحيدة التي ستخوض مصر الحرب من أجلها هي المياه، وبعدها بعدة سنوات، وتحديداً في آواخر الثمانينات حذر أيضاً “بطرس غالي”وزير الخارجية السابق آنذاك، أن الحرب القادمة في الشرق الأوسط ستكون بسبب نهر النيل.
زر الذهاب إلى الأعلى