بقلم .. د. صالح وهبة
يوجد في عالمنا 4 تصنيفات للبشر ..
1- شخص يدري أنه يدري = (العالم فاسألوه)
2- شخص يدري ولا يدري أنه يدري = (الناسي فذكروه)
3- شخص لا يدري ويدري أنه لا يدري = (الجاهل فعلموه)
4- شخص لايدري ولا يدري أنه لا يدري= (الغبي فاجتنبوه)
لهذا إني في حيرة عمن أكتب ؟..عن أي نوع من الأنواع الأربعة أتحدث ؟ ..
ولكن فجأة حيرتي تبددت وقررت أن أكتب عن “الغبي” والذي له 4 أسماء دلع وهم ( الأحمق – المعتوه – الأبله – المغفل ) .
أتحدث عمن يكرر الخطأ ويتمادى فيه دون أن يتعلم منه شيئا .
اكتب عمن يضع المفتاح في الباب وعندما لا يستطيع الفتح يكرر المحاولة مرة أخري وتكون النتيجة “يحشر المفتاح في الباب ولا يستطيع نزعة ويتطلب الأمر إلي قوة كبيرة” (سكينة وكماشة ومدفع وبلدوذر ومدرعة وبوليس نجدة ومطافي .. والشارع يتلم على فتح الباب .
أكتب عن الذي نقول له:(في كتابة الخبر الصحفي يوجد فارق كبير بين ..بقلم فلان ..ومتابعة فلان ) ويتم توضيح السبب ولكن نفاجأ بتكرار الخطأ .
أتحدث عن الشخص الذي عندما يقوم بقياس حذائه يجرب الشمال فيجد الحذاء ضيق فيقوم بتجريب اليمين .
أتحدث عن الشخص الذي نقول له:(الخير الصحفي يجب ألا يتضمن إعلانا) وتجده يكرر الخطأ ولا يتعلم منه .
أكتب عن الشخص الذي يسير في طريق وحل وطين ويصر في الإستمرار في المشي دون أن يفكر في الرجوع “بدري بدري” وتكون المفاجأة أن قدميه تغوص في الطين وتحتاج إلى قوة جبارة ضد الجاذبية لنزعها من الطين.مع أنه كان في إمكانه يتلاشى الخطأ برجوعه أو يختار طريق أفضل .
فالذكي هو الذي إذا ركب قطار خطأ يجب أن يبادر بالنزول في أول محطة لأنه كلما زادت المسافة زادت تكاليف السفر .
والجدير بالذكر أن الإنسان الغبي عندما يخطأ يمر بثلاث خطوات غلط .
1- خطوة .. أنه بدأ في سكة الغلط .
2- خطوة .. (لكي يرجع) .
3- خطوة كان ممكن يعملها لو لم يكن بدأ غلط
إذن بعد هذا العرض يمكن إعطاء تعريف للغباء وهو:
قيام الشخص بتكرار الخطأ مرتين أو أكثر متوقعا نتيجة مختلفة .
فالغبي هو من يكرر أخطاءه دون أن يتعلم منه، وعندما يخطأ يتفلسف عكس الذكي عندما يخطأ يتأسف .
” علامات الشخص الغبي”
1- يصعب عليه الاعتذار (بالرغم من إدراكه جيداً أنه على خطأ) ولكن مكابرته ومعاندته تمنعه من الاعتراف بالخطأ ولا يعرف معنى الاعتذار وحتى لو اعتذر، عذره غير مقبول والحكمة تقول ” اعتذار المغفل أسوأ من خطاياه لأنه لا يعرف الاعتذار .
2- الغبي يصدق كل ما يقال دون تريث أو تدقيق فلو سمع خبر حصري تم إذاعته ويضر بأمن وسلامة البلاد، نجده على الفور بقوم بتشييره وإذاعته على أصحابه ثم يكتشف بعدها ان الخبر غير صحيح عندما يقوم مصدر مسؤول بنفي وتكذيب هذا الخبر وهذه هي الحروب الإلكترونية أو حروب الجيل الرابع والخامس وهذا يذكرنا بأحد الوزراء في عهد هتلر حينما قال مقولته الشهيرة “اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتي يصدقك الناس” .
3- العبي عندما يقع في مشكلة ويحس أنه فقد السيطرة عليها ويشعر بضعفه وأن الأمور لا تسير على هواه نجده يعوض هذا النقص بالنرفزة فيتعصب ويثور ويغضب .
4- الغبي يتلذذ بالتشهير بالناس سواء بالكتابة أو الكلام وبالتالي يقطع حبل الوصال بينه وبين الناس الذين كان من الممكن أن يساعدوه ، فهو يضر الناس ويضر نفسه أيضا …ودائما ينظر إلى الأرض (ينظر تحت قدميه) ويعجز عن تقدير. النتائج المترتبة من خسارة الناس الذين على خلق بسبب حماقته .
5- يفتقد القدرة على التوازن في ربح الناس كما ذكرت ولايهمه من كل هذا سوى الانتصار الكاذب .. كما أنه دائما متشبث برأيه .. وعدم قبوله للرأي الآخر مهما كان مهذبا واعتبار الرأي الآخر إهانة بدلا من الاستفادة بوجهات النظر .
” العلاج”
مفروض بذل قصارى جهدنا لكي نصلح من حاله إذا أمكن ذلك (مع ان هذا الأمر عادة يكون صعب جدا ) لأن مكابرته ومعاندته وتكرار الخطأ يتعب من يقوم بتوجيهه وإرشاده
لذا إذا اكتشفنا بأنه غير مستجيب، يجب الابتعاد عنه حتى لا ندخل في مجادلات ومهاترات تدخلنا في متاهات لا نعلم مداها .
وصدق القول : يوجد علاج لكل العلل إلا الحماقة فقد أعيت من يداويها ..ومقولة أخري : إن دققت المغفل في هاون بمدق بين السميذ، لا تبرح عنه حماقته .
الخلاصة
الشخص الغبي يمثل آفة ضارة لنفسه وللأخرين.. وغالبا مايستهين الأشخاص عبر الأغبياء بالقوة المدمرة لدى الأشخاص الأغبياء ولكن للأسف هم “جائحة أخطر من كورونا”
وفي النهاية
نطلب من الله أن ينير عقولنا ويعطينا حكمة في التصرف والتعامل بحذر مع هذا النوعية من البشر حتى نحافظ على كرامتنا التي هي سر وجودنا في هذه الحياة
واعلم جيدا أيها الإنسان : إن السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصان .
زر الذهاب إلى الأعلى