فن

كوميديان انتهت حياته على أيدي عراف

كتبت / عزة حسن علي

لم تستطع الأسرة الحصول علي جثمانه لأنها لم تكن تمتلك 2000 جنيه مصاريف المستشفى التى كان يعالج بها صانع البهجه أمين الهنيدي ممثل مصري يعتبر من أشهر ممثلي الكوميديا المصريين
رائداً من رواد المسرح التليفزيوني وعلامة بارزة لفن الكوميديا في فترة الستينات والسبعينات
ولد أمين عبدالحميد أمين محمد محمد الهنيدي من مواليد محافظة المنصورة في 1 أكتوبر عام 1925،
وبدأ مشواره الفني في الثانية عشر من عمره بإلقاء مونولوجات إسماعيل ياسين وثريا حلمي،
في عام 1939 انضم إلى فرقة الريحاني التي قدم معها مسرحية واحدة وعندما استقرت عائلته بالقاهرة التحق بفريق التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية، وظهر من خلال عروضها الفنية خفة ظله وموهبته الحقيقية، وظل يتنقل بين كلية الآداب والحقوق حتى استقر به الحال في المعهد العالي للتربية الرياضية، والذي تخرج فيه مدرساً ثم ترقى في المناصب حتى وصل إلى مدير عام النشاط الرياضي، والذي أهله للسفر إلى السودان بمهمة رسمية.

في السودان بدأ أمين نشاطه المسرحي حيث التقى بالفنان محمد أحمد المصري الشهير بأبو لمعة، وكونا فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم،
وبدأ حياته الفنية الحقيقية بعد عودته من الخرطوم، ولقائه الفنان عبدالمنعم مدبولى، والمؤلف يوسف عوف، واشتراكهم معًا في البرنامج الإذاعي الشهير “ساعة لقلبك” وقام بشخصية “فهلاو”

وتنقل حينها بين الفرق المسرحية مثل فرقة نجيب الريحاني وتحية كاريوكا، وجسد معهم مسرحية «شفيقة القبطية» التي انطلق بها إلى عالم الكوميديا بناءً على إشادة النقاد والجمهور،
وبعدها قدم عدة أفلام سينمائية مثل: «الأزواج والصيف» عام 1961 مع كمال الشناوي ونجوى فؤاد، «للنساء فقط» عام 1962 مع ليلى طاهر ويوسف شعبان.

وبعد إنشاء فرقة التليفزيون المسرحية، انضم إليها أمين وحقق نجومية كبيرة من خلال عدة مسرحيات مثل: «أصل وصورة»، « لوكاندة الفردوس»، مما جعله يحصل علي البطولة المطلقة عام 1965 في مسرحية «حلمك يا سي علام»، «جوزين وفرد» ثم تكونت فرقة «الفنانين المتحدين» فأسندت إليه دور البطولة في مسرحية «المغفل» عام 1966، «شارع البهلون» عام 1966، وبعد نجاحه المميز أدرك الفنان الكوميدي مدي ثقل موهبته
فكون فرقة باسمه عام 1970 قدم خلالها عشرين مسرحية من بينها: «غراميات عفيفي»، «عبود عبده عبود»، «ديك وثلاث فرخات»، «سد الحنك» أجمل لقاء فى العالم، المغفل، سبع ولا ضبع”وغيرها،
وفي عام 1978 عانده الحظ فحلّ فرقته، وتوقف عن النشاط لمدة ثلاث سنوات متتالية،
وبعدها عاود نشاطه بمسرحيتين «الدنيا مقلوبة»، «أسبوع عسل»
قدم عدة علامات بارزة في السينما نذكر منها: «زوجة من باريس» مع صلاح ذوالفقار ورشدي أباظة، «غرام في الكرنك» مع فريدة فهمي ومحمود رضا، «أشجع رجل في العالم» مع شويكار، «7 أيام في الجنة» مع حسن يوسف ونجاة، «نشال رغم أنفه» و«الظريف والشهم والطماع» مع نادية لطفي
بلغ رصيده السينمائي ما يقرب من 40 فيلمًا،
عام 1969 تزوج الفنان الهنيدي وأنجب ثلاثة أبناء، هم “صالح، عبد الحميد، محمود”.

سيطرت على أمين الهنيدي، هواجس الوفاة وذهب للعديد من الأطباء لكنه لم يكتشف إصابته بأي مرض، فاضطر للذهاب إلى “عراف” فاجئه بكلمات صادمة حيث أخبره أنه سيصاب بمرض خطير سينهي حياته.

عانى “الهنيدي” لسنوات متأثرآ بكلام “العراف” رافضآ نصائح أصدقائه بعدم تصديق كلامه لكن في بداية الثمانينات اكتشف إصابته بمرض سرطان المعدة، مما جعله يتغيب كثيرآ عن عمله وتراكمت عليه الديون وأصيب بالاكتئاب.

قررت الدولة سفره للعلاج على نفقتها بالخارج، فسافر إلى لندن لإجراء جراحة في المعدة، لكن لم تنجح الجراحة في وقف انتشار المرض
بعد ثلاثة أشهر عاد أمين، إلى القاهرة
وقد هزمه المرض وقضى علي معنوياته
فقد انتشر في جسمه حيث ظل في العناية المركزة بأحد المستشفيات وهو لا يملك حتي مصاريف علاجه
حتى توفي في 3 يوليو عام 1986 ولم تستطع الأسرة الحصول علي جثمانه لأنها لم تكن تمتلك 2000 جنيه قيمة مصاريف العلاج
حتي تم توفيرهم من زملائه ليتم الإفراج عن جثته ويصرح بدفنه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock