بقلم د صالح وهبه
يمر الإنسان في حياته بمرحلة خطيرة تسمى المرحلة الملكية The royal level
وفي هذه المرحلة لا يرغب الشخص الخوض في أي جدال أو نقاش مع أحد، ولو دخل في نقاش أو جدال لن يحاول إثبات أن من يجادله مخطئا بل يتركه غارقا في جداله،
ولو كذب عليه أحد ، سيتركه يكذب عليه وبدل من أن يشعره بأنه قد كشفه، نجده يستمتع بشكله وهو يكذب، مع أنه عارف الحقيقة، وسيدرك في هذه اللحظة أنه لا يستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل جاهلا على حاله مهما كان مثقفا ، والغبي سيظل غبيا ، ونجده يرمي كل همومه ومشاكله والأشياء التي تضايقه وراء ظهره ويضرب بها عرض الحائط .
هذا الشخص نراه يمشي في الشارع ملكا مبتسما ابتسامة ساخرة وهو يرى الناس تتلون وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء تافهة لا قيمة لها ،
وهو يعلم جيدا أن فرح اليوم لا يدوم بل قد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس، سيزداد يقينا بالقضاء والقدر وإن الخيرة فيما اختارها الله.
هذا الشخص إذا وصل لهذه المرحلة لا يستطيع أن يغير من نفسه، فأصبح ملكا على نفسه واعيا جدا ومطمئنا من داخله،
كلما تقدم به السن كلما زاد رشدا وأدرك أنه لو لبس ساعة نفيسة مثل ساعة رخيصة ، ستعطي نفس الوقت، واذا امتلك محفظة نقود ، لا يعنى شكلها ومنظرها بقدر ما يهمه ما بداخلها من نقود ، واذا عاش في سكن مساحته صغيرة ، لا يعنيه ، مثله مثل القصر ، فالشعور بالوحدة واحد.
وفي النهاية سيدرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية، فسواء جلست على مقعد درجة عادية أو درجة أولى أو سياحية فالكل متساو، وأنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد.
وفي النهاية
لا تحثوا أولادكم بأنهم يكونوا أغنياء، بل علموهم كيف يكونوا أتقياء ، حتى عندما يكبرون ، ينظرون لقيمة الأشياء لا إلى ثمنها ؛ فليس كل ما يلمع ذهبا ، وان التقوى مع القناعة تجارة عظيمة ورابحة.
تأكد أيها الإنسان : إن سرعة الأيام مخيفة، ما إن تضع رأسك على الوسادة ويشرق نور الفجر ، وما تستيقظ إلا ويحين ميعاد النوم ،
أقول في نفسي حقا : إن السعيد من ملأ صفحته بالصالحات وإن السعادة الوحيدة التي تتعارض مع قوانين الرياضيات فكلما قسمتها على الآخرين تضاعفت سعادتك ، فالأحداث تتسارع من حولنا والأموات يتسابقون أمامنا ،
انشروا السلام ، نريد سلاما يسكن فينا قبل أن نطلب سلاما نسكن فيه، حافظوا على الصلاة والصوم للتقرب إلى الله ، علقوا قلوبكم بالآخرة ، فالدنيا لا تدوم على حال ولن تخلدوا فيها .
زر الذهاب إلى الأعلى