بقلم د.صالح وهبه
النسيان ظاهرة صحية ..فقط إذا ظهر بصفة غير مستمرة وغير متزايدة بمعني أدق (يظهر ويختفي ) .
وهذا أمر طبيعي لأنه قد يكون بسبب قلة النوم أو الشعور بالقلق أو إجهاد بدني أو سبق إصابة الشخص بفيروس كورونا حيث وجد علاقة وثيقة بين النسيان وبين هذا الفيروس اللعين .
لكن لو ظهر على الشخص بصفة متكررة ومتزايدة ومستمرة، هنا يكون الأمر مخيف ولابد من التدخل العلاجي .
والشيء الغريب، وجد حوالي ٢٠٪ من حالات ضعف الذاكرة والتدهور العقلي والتي أحيانا تؤدي الي “الخرف” (Dementia ) يكون سببها الضغط والسكر و الكولسترول والسمنة وبالذات “السكر” حيث إن نسبة زيادة السكر في الدم تصيب الوصلات العصبية في المخ بالوهن وتؤدي الي تدهور التركيز .
.
وغرضنا من هذا المقال ، هو إلقاء الضوء على العلامات الست المبكرة للنسيان ..ولو ظهروا على الشخص (جميعهم وبشكل متزايد ومستمر ) هنا يدق ناقوس الخطر ويجب التدخل العلاجي، لأننا نكون قد دخلنا في مرحلة الخطر وهي التدهور العقلي أو الخرف .
“العلامات المبكرة للنسيان”..
(١)الصعوبة في تنظيم وتخطيط الأشياء “Organization and planning”
بمعنى .. (يصعب على الشخص استدعاء أماكن الأشياء) يضع الحاجة وينسى مكانها،
أقول وأكرر : هذا أمر طبيعي (إذا لم يتكرر ولن يتزايد ) يعني لو ظهر واختفى .
(٢) “تغيرات سلوكية للإنسان “..
مثل (العصبية .. حزن غير مبرر .. شكوك .. اضطراب في الكلام )
(٣) “الإمساك “..
هل تعلم أن هناك علاقة وثيقة بين الإمساك والنسيان ؟
علاقة وطيدة بين دماغك وأمعاءك (المعدة .. الأمعاء الدقيقة .. الأمعاء الغليظة ) تسمي “المخ الثاني “
هل تعلم أن الوصلات العصبية في الجهاز الهضمي اكثر من نظيراتها في المخ ؟
هل تعلم أن ما ينتجه الجهاز الهضمي من مادة “السيروتونين” المسؤولة عن السعادة تعادل أو أكثر مما يفرزه المخ ؟ وأنه يوجد عصب طويل في الجمجمة يأخذ طريقه من جذع المخ إلى جزء من القولون ويسمى العصب الحائر او العصب العاشر وهذا العصب له دور فعال في التذكر .
وللتوضيح :
لو شخص يشكو من ارتجاع في المريء ويشعر بإمساك على إسهال واضطراب في الهضم ونسأله : هل تشعر يقلق وهلع ؟
يقول ؛ نعم .
وهذا يؤكد العلاقة الوثيقة بين النسيان والأمعاء .
ومازلت أكرر ر كلامي لو إمساك فقط ليس معناه داخلين في تدهور عقلي أو خرف ولكن لابد من تواجد كل العلامات الست جميعها كما قلنا آنفًا .
(٤)”خلل وظيفي حسي “
اضطراب في الشم ،، السمع .. التذوق .. الشهية .. يصاحبه صعوبة في التركيز واستدعاء المعلومات .
(٥) ٠مشاكل لغوية”
صعوبة في إيجاد كلمة من الكلمات التي كان يعرفها مسبقا .. فمثلًا تسأله : رحت فين النهاردة؟ممكن يستغرق حوالي نصف دقيقة لكي يتذكرها ، أثناء كلامه تجده يكرر الكلام وينسى أنه ” قاله ” أو تجد كلامه ملخبط غير مركب على بعضه .
هذا دليل على وجود خلل في الوظائف الإدراكية العليا في استدعاء المعلومة.
(٦)”مشاكل في إيجاد وتذكر الأماكن”
في مخ كل إنسان جهاز مسؤول عن جغرافية المكان مثل الG .B.S  ..
فنجد الشخص ينسى مكان سكنه .. مكان عمله ..مكان مصيفه وممكن يتلخبط ويقول : انا فين ؟
مازلت أكرر لابد من ظهور الست علامات حتي نجزم بأننا داخلين في مرحلة خطيرة .
وفي الجزء الثاني
نحن على موعد بمفاجأة سارة بتقديم روشتة لوقف النسيان واستدعاء واسترجاع وإصلاح ما أفسدته الأيام .
فانتظرونا .
