يكتبها لكم د. صالح وهبة
لقد طفح الضغن والغل ( في عصر الالكترونيات والهبوط على سطح القمر) ، وقد انقلب يسر العيش الى عسر وجريان المال إلى نقمة ، وأصبح للفوضى مؤسسات وللقتال نقابات وللجريمة دولا ، فهذا هو الإفراز الطبيعي لحضارة مادية زائفة .. لا تؤمن إلا باللحظة .
لماذا نتقاتل على الفوز بالمخالب والأنياب ويتنافس الكل علي الكراسي ، ويقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون ، والقلوب خاوية على عروشها والنفوس خراب ، وشغلها الشاغل الجري وراء السلطة والمال .
ناهيك عن بعض أجهزة الإعلام التي تعتم الحقائق وتثير غريزة التحريض والاندفاع وتساهم باكثر نصيب في خلق الجوع المادي والشبق الحسي ، والكل يجري وراء سراب وافكار مسرطنة ،
اتمنى أن يوقف هذا الطوفان من الهرج والمرج ، وأن يأخذ الناس إجازة من اللهاث والانسياق وراء المغرضين ، يقضونها في فراشهم وينظرون من بعيد إلى شارع الحياة ( وقفة بأمر المخرج الكوني ) خلوة مع النفس .”.حالة تأمل” .
أيها الإنسان : كن مطمئنا ، لاشئ يستحق كل هذا ، تعلم الفضيلة من الطبيعة
، فالنهر لا يشرب ماءه ، والبحر لا يأكل سمكه ، والأشجار لا تأكل ثمارها والشمس لا تشرق لذاتها والزهرة لا تعبق لنفسها وذات الرضع لا تشرب لبنها ، فلنعش متحابين ولنكن عونا لبعضنا البعض
ولا نكون سببا لتعاسة البعض ، على الأقل إذا لم تنفع ، لا تضر
رسالتي :
ابتسم عندما تجلس مع عائلتك، فهناك من يتمنى عائلة .
ابتسم عندما تذهب الى عملك ، فالكثير مازال يبحث عن وظيفة .
ابتسم لأنك بصحة وعافية ، فهناك من المرضى يتمني أن يشتريها بأغلى الأثمان.
ابتسم لأنك حيا ترزق ، فالأموات يتمنون الحياة ولو لحظة لكى يتوبوا .
ابتسم لأن لك رب تدعوه وتعبده ، وغيرك يسجد للبقر.
ابتسم لأنك هو أنت وغيرك يتمنى أن يكون انت.
زر الذهاب إلى الأعلى