كتبت د رانيا عثمان
تحدث الدكتور محمود عصام صقر رئيس مجلس إدارة مستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الادمان في الجزء الأول من مقال معالج الادمان عن أهم السمات الشخصية التي يجب ان تتوافر في معالج الادمان
وها نحن نتحدث الآن في الجزء الثاني من المقال
عن من هو المعالج؟
كما سبق وذكرنا ان المعالج لابد ان يجمع بين شقين نستعرضهم الان بوضوح
اولآ:- الشق الذاتي وهو عبارة عنهو شخص مر بتجربه المخدر ثم قرر التعافي منها
واتبع خطوات التعافي(خطوات برنامج المدمنين المجهولين N A)
وهي من( الخطوه الأولي الي الخطوة الخامسة) وذلك علي أيدي معالجين وأطباء وأخصائيين نفسيين وأجتماعيين
ثمالتطوع بدون مقابل داخل مكان علاجي ليساعد المرضي الجدد في العلاج وذلك علي مدار فترة من الزمن ليست قصيرة
ثممساعد مشرف داخل المكان العلاجي وخلال هذه الفتره يكمل خطوات البرنامج
وينتقل من الخطوة الخامسة الي الخطوة السادسة والتي تتضمنالعمل باجتهاد علي اكتشاف العيوب الشخصية لديه ويقر بها
ويكون لديه نيه واستعداد حقيقي لمواجة عيوبه والتخلص منها
وبعد نجاحه في هذه الخطوة يوكل له أول أدوار المعالج وهي (عمل فقره التامل – اداره اجتماع – مسئوليه ايقاظ المرض وانامتهم في المواعيد المخصصه – اصطحاب بعض النزلاء في الاجازات- الخروجات)
وينتقل الي الخطوة السابعة والتي تتضمن
التواضع أمام العيوب الشخصية
والتي اقرها في الخطوة السادسة فيصل الي مرحلة الهدوء النفسي ويشعر بالتصالح مع النفس والرضا بشكل كبير
علما بان ليس كل متعافي يصل الي هذه الخطوه وينجح بها وفي هذا التوقيت يكون استغرق المتعافي عام كامل (12شهر)منذ بدايه التعافي
ثممشرف داخل المكان العلاجي وخلالها ينتفل الي الخطوه الثامنه والتي تتضمن
عمل قائمه بجميع الاشخاص الذي تسبب لهم في اذي علي مدار حيانه
وينتقل الي الخطوه التاسعة والتي تتضمن
كيفيه تعويض كل من تسبب لهم باذي والقيام بتعويضهم فعلا
وبذلك يكون قد تخلص من عبأ وشعور كبير بالذنب تجاه هؤلا الاشخاص
وينتقل الي الخطوة العاشرة والتي تتضمن
عمل جرد اخلاقي يوميا لشخصه في أخر اليوم حتي يتاكد من استمراره علي الطريق السليم
ثم سنيور شفت داخل المكان العلاجي فيقوم بعمل فقره الرفليكشن والجروبات الاكثر قوه وصعوبه مثل ( السيكو دراما – البروسس
والان بعد ان تم اجتياز الشق الاول بنجاح يكون علي المعالج الانتقال الي الشق الثاني
ثانيا:- الشق العلمي
وهو عباره عن أهتمام المشرف بالجانب العلمي ويتمثل في حصوله علي دورات تدريبية وكورسات معتمدة من أماكن أكاديمية ومتخصصة في هذا المجال عن (الإدمان – تعديل السلوك – البرمجة اللغوية العصبية – الأرشاد النفسي – إدارة الوقت – التفيكر الإبداعي – التنمية البشرية – الأرشاد الأسري )
والتدريب بشكل أكاديمي وأكثر حرفية علي عمل الجروبات العلاجية المختلفة والتنقل بين أكثر من جروب في الجروب الواحد والدمج بين أكثر من جروب
وفي أثناء هذه الفترة ينتقل الي الخطوة الحادية عشر والتي تتضمنالقدره علي التأمل اليومي للثبات علي الهدوء النفسي وأستمراره
وينتقل بعدها الي الخطوة الثانية عشر والتي تتضمنالقدرة التامة علي نقل الرسالة كاملة وواضحة إلي من لا يزال يعاني من المرض
وفي هذه الفتره يكون قد وصل المعالج الي ثلاثة سنوات تعافي (36 شهر)
و بعد أجتياز الشق الثاني بنجاح
يبقي شئ أخير يجب توافره في المعالج
وهو هام جدا جدا وهي أخلاقيات المهنة بكل ماتحمله الكلمة من معاني
لذا تطرقت لسؤال ما هي أخلاقيات مهنة المعالج ؟
إن المعالج مرورا بكل هذه المراحل وما يتوجب عليه من ملازمة المريض
والتعامل معه في كل صغيرة وكبيرة في حياته الشخصية والأسرية والعامة ايضا
حتي يصل به الي بر الأمان (الشفاء) التام من مرض الإدمان
فهو بمثابة الأب الروحي للمريض وهذا ليس مسمي يطلقه المعالج علي نفسه بل هو شعور داخلي للمريض تجاه معالجه
فهو يري فيه (القدوة – المثل الأعلى – العطاء – الأمل)
وذلك لأن المعالج يتعامل مع المريض بمبدأ الحب غير المشروط الذي تعلمه من البرنامج(N A) ويتقبل المريض بكل عيوبه الشخصية ويحاول إصلاحها معه
المعالج حين يتعامل مع المريض يكون قد ترك كل عيوبه و أعباءه الشخصية خارج المكان العلاجي فهو بمثابه قطعة من الأسفنج يمتص كل ما يصدر من المريض من (إستياءات– تحفظات – الأفكار السلبية ) ويقوم باستبدالها بأفكار إيجابية
ويتطلع الي الأحتياجات النفسية
المعالج المحترف هو من يستطيع الغوص داخل المريض ويشعر بمشاعره واحاسيسه ويستطيع ان يقرأ افكاره
زر الذهاب إلى الأعلى