بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام شهاب الدين القرافي هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي العلاء إدريس بن عبد الرحمان بن عبد الله بن القرافي الصنهاجي المصري، والإمام شهاب الدين القرافي هو علم من أعلام المذهب المالكي، وأخذ أكثر علمه عن العز بن عبد السلام، وهو محقق وصاحب تصانيف ومؤلفات قيمة بديعة، ما زالت أيدي طلبة العلم منها ملأى، ولقب بالقرافي، ووُلد بمصر، ونشأ فيها، وفيها مات، وسُمي القرافي نسبة إلى محلة بالقاهرة تسمى القرافة، وهي المحلة المجاورة لقبر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، وقيل أنه نسب إلى القرافة من غير أن يسكنها وكان أصله من صعيد مصر الأسفل من قرية من قرى بوش تعرف ببهبشيم، وولد الإمام شهاب الدين القرافي بمصر سنة ستمائة وست وعشرين من الهجرة، وكان ملما بعلوم شتى كالفقه والأصول واللغة والأدب وعلم المناظرة والطبيعيات وله معرفة بالتفسير.
وكان يحث على الاستزادة من العلوم بقوله ينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الاطلاع على العلوم ما أمكنهم، ونشأ الإمام شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى في قريته الصغيرة من قرى بوش، وتعلم فيها القراءة، والكتابة، وحفظ القرآن، وكان عالما مجتهدا من أعلام المالكية، متبحرا في أغلب الفنون، من فقه وتفسير وحديث ونحو، قصده العلماء وطلاب العلم من الآفاق البعيدة للأخذ عنه، وانتهت إليه رئاسة المالكية، وولي التدريس بالمدرسة الصالحية بعد وفاة الشيخ شرف الدين السبكي رحمه الله تعالى، ثم أخرجت عنه لقاضي القضاة نفيس الدين، ثم أعيدت إليه بعد مدة، وقام بالتدريس بمدرسة طيبرس، وقام بالتدريس أيضا بجامع مصر، وكان بارعا أيضا في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية وغيرها، وقد قال في قصة معرفة طلوع الفجر أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة.
وفيه أسد تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة، في كل ساعة لها لون، وقد شهد له العلماء بالإمامة والعلم وأثنوا عليه بما هو أهله، فقال عنه تلميذه ابن راشد كان معتكفا على التعليم على الدوام صيفا وخريفا وربيعا وشتاء، وقال عنه الذهبي كان إماما في أصول الفقه وأصول الدين عالما بمذهب مالك، وعالما بالتفسيرو مشاركا في علوم أخرى، وله المصنفات الكثيرة والمفيدة، وقال عنه محمد مخلوف كان القرافي مؤلفا متقنا وشيخا للشيوخ، وهو عمدة أهل التحقيق والرسوخ، ومصنفاته شاهدة له بالبراعة والفضل، ألف التآليف البديعة البارعة، وكان منصفا يتبع الحق حيثما وجد وإن كان مخالفا لمذهبه، وكان من شيوخه هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الدويني المعروف بابن الحاجب، وشمس الدين الخسر وشاهي وعبد العظيم بن عبد العظيم بن عبد القوي زكي الدين المنذري.
وعز الدين بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي، وأبو بكر شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، وأبو محمد بن عمران بن موسى المشهور بالشريف الكركي، وابن أبي الفضل المريسي، والخونجي، وكان من تلامذته، أبو القاسم عبد الرحمان بن أبي محمد عبد الوهاب، وأخذ عن القرافي علم أصول الفقه وحرر لأجله كتاب التعليقات على المنتخب، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم البقوري وله كتاب ترتيب الفروق واختصارها، وأبو حفص عمربن أبي اليمن علي بن سالم بن صدقة اللخمي، وأبو عبد الله محمد بن راشد البكري القفصي، وإبراهيم المطماطي أبوإسحاق إبراهيم بن يخلف بن عبد السلام التنسي، ومن مؤلفاته في أصول الدين، هو كتاب الإنقاذ في الاعتقاد، وشرح الأربعين في أصول الدين، وأدلة الوحدانية في الرد على النصرانية، والأجوبة الفاخرة في الرد على الأسئلة الفاجرة، والاستبصار فيما يدرك بالأبصار.
ومن مؤلفاتة في أصول الفقه، هو كتاب نفائس الأصول في شرح المحصول، وتنقيح الفصول في اختصار المحصول، وشرح التنقيح، والعقد المنظوم في الخصوص والعموم، وأنوار البروق في أنواء الفروق، والإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام، وأما عن مؤلفاتة في الفقه، هو كتاب الذخيرة، والأمنية في إدراك النية، واليواقيت في علم المواقيت، وشرح التهذيب، والبيان فيما أشكل من التعاليق والأيمان، والمعين على التلقين، وشرح الجلاب، والمنجيات والموبقات، والبارز للكفاح في الميدان، والاحتمالات المرجوحة، والرائض في الفرائض، وكان من كتبه في اللغة والأدب، هو الاستغناء في أحكام الاستثناء، والأسئلة الواردة على خطب ابن نباتة، وأما عن نسب عائلة القرافى أو قبيلة القروف، فتلك القبيلة التى لها حضورها ومكانتها التاريخية فى المملكة العربية السعودية.
وتعتبر قبيلة القروف من القبائل الكبيرة والمعروفة النسب، وقد وضح الكثير من النسابون نسب هذه القبيلة وأصلها، وهم اليوم من العوائل والقبائل التى لها نفوذ كبير ومكانة مهمة فى المجتمع السعودى، وتفتخر قبيلة القروف بنسبها وتاريخها، فهم من القبائل التى لها بصمة مهمة فى الكثير من الأحداث السياسية التى مرت بها منطقة الجزيرة العربية، وتحديدا فى نجد والحجاز، وقبيلة القروف ترجع لقبيلة حرب العربية، وهم معروفين بأنهم يرجعون إلى الحوازم من قبيلة حرب، ونسبهم من الحوازم من مروح من بنى سالم من حرب، حيث يرجع القروف إلى الغبشة الذين هم أحد بطون الحوازم، ولكن القروف أو القرافى من قبيلة حرب يختلفون عن قبيلة القروف البقوم، وهى أيضا قبيلة كبيرة ولها تاريخ حافل بالأمجاد، وعرفت بأنها خاضت الكثير من المعارك، ويرجع نسب قبيلة القروف البقوم.
إلى قرف بن محمد بن الوازع البقمى، وتنقسم هذه القبيلة لقسمين وهما الفهارين والخضارمة، وكل منهما يتفرع منه الكثير من الأسر والقبائل، وعرفت قبيلة القروف البقوم بكثرة فرسانها الشجعان، وهم قائمة طويلة، ومن أهم المعارك التى خاضتها القبيلة، معركة مخلصة بين القروف البقوم وعبيدة قحطان، ومعركة الحزم بينهم وبين بنى ثور من قبيلة سبيع وقبيلة الأشراف، ومعركة الحميمية بين القروف البقوم والعونة من مطير، وكذلك معركة الربع الخالى بينهم وبين بعض قبائل يام، والكثير من المعارك التى اشتهرت بها القبيلة وذكرت فى كتب التاريخ، وقبيلة القروف البقوم عزوتهم هم خيال النحيا حميدى، وأما عن المناطق التى يسكنوها، فإن مساكنهم بشكل أساسى توجد فى رماح والرياض، وبعض مناطق نجد، وتوفي الإمام شهاب الدين القرافي في آخر شهر جمادي الآخرة ودفن يوم الإثنين مستهل شهر رجب سنة ستمائة وأربعة وثمانين من الهجرة، بدير الطين بمصر القديمة.
زر الذهاب إلى الأعلى