تقارير

‏ نبيل أبوالياسين: يؤكد إذا تم معاقبة «بوتين» على جرائمهُ سيرتدعون جميع الطغاة

 

 

كتبت: نسمه تشطة

قال”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي والدولي، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية، إن معايير الإستقرار والأمن في أوربا، والعالم بأسره باتت اليوم على المحك، ونحن نواجه خطراً يهدد الإستقرار العالمي الآن، والمجتمع الدولي إنفصل عالمياً وتاريخياً عن روسيا منذ بدء الغزو ومازال عظمة السلطة تُسيطر على«بوتين».

وأضاف”أبوالياسين” أن بعد أكثر من 41 يوماً، لم يكن الغزو الروسي لأوكرانيا كما خططت موسكو له، لقد تسببت الحرب في خسائر بشرية فادحة، حيث قتلت الآلاف من الجانبين، بمن فيهم المدنيون، بينما حولت الملايين إلى لاجئين، ومدن إلى قذائف مدفونة لأنفسهم السابقة، ويبقى أكبر قدر من عدم اليقين هو كيف ستنتهي الحرب، وما يحتاجه الرئيس الروسي للإبتعاد عن المواجهة العسكرية الكارثية التي خنق إقتصاد بلاده بينما وجهت ضربة خطيرة لهيبة الجيش الروسي، من ناحية أخرى ، يشرف على آلة دعاية تسعى لإخفاء العواقب المدمرة لغزوه عن الرأي العام الروسي.

مضيفاً: على مدار الأعوام الماضية، دخلت روسيا في صراعات سياسية وعسكرية، إما لمساندة أنظمة حكم، أو لضم أراض جديدة بالقوة، أو لدعم أقاليم إنفصالية، أو للإستيلاء على مناطق ذات أهمية إقتصادية، وقد نتجت عن هذه الصراعات تضرر ملايين من الأشخاص حول العالم، كما أدت إلى تصاعد مشاعر الكراهية لروسيا في بعض البلدان التي عانت من آثار التدخل الروسي، ولذلك قرر بعض هؤلاء المتضررين إستغلال الحرب الروسية على أوكرانيا للذهاب إلى هناك وقتال الجيش الروسي بغرض الإنتقام، وتصفية حساباتهم المؤجلة مع موسكو.

كما أضاف: أن الجرائم البشعه التي مارستها روسيا في “بوتشا‬⁩” ماهي إلا مثال واحد عن الجرائم التي إرتكبها الروس في عشرات المدن الأوكرانية‏، فضلاًعن جرائمها في دول أخرى، والتي لاتقل في بشاعتها عن الأولى، وللأسف روسيا‬⁩ تطلق نيرانها على المدنيين في الشوارع وتدمر البنايات على رؤوس الساكنين، ولدينا مجلس أمن لكن أين الأمن والسلام، وأين العالم من الجرائم التي إرتكبتها روسيا التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وهناك العديد من المدن، في أماكن مماثلة حيث لم يعلم العالم بعد الحقيقة الكاملة عنها.

متواصلاً: كان للعديد من كبار القادة العسكريين الروس في أوكرانيا خبرة عملية على الأرض في سوريا، حيث كانت جرائم الحرب منتشرة، والعالم غض الطرف عنها، وكان واضحاً آنذاك بأن”بوتين” طاغية قبل ثماني سنوات، والعالم الحديث بأسره لا يزال يواصل التعامل معه، وساعد ذلك في تفسير قصف روسيا العشوائي للمدنيين الأوكرانيين، وأدىّ إلى ما نراه الآن.

وأشار”أبوالياسين” إلى الغزو الروسي، وهو الأحدث في سلسلة طويلة من الإخفاقات في أوكرانيا، وعلامات الفشل في الغزو الروسي لأوكرانيا واضحة للعيان، والسمعة الممزقة لجيشها كقوة قتالية حديثة وقوية، وإقتصادها الممزق، وتحالف غربي موحد أكثر من أي وقت مضى منذ أسوأ توترات الحرب الباردة،

 ولكن ما لا يحظى بالتقدير بشكل أقل هو أن هذا ليس سوى الأحدث وربما الأكثر إثارة في سلسلة من الإخفاقات التي عانى منها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في أوكرانيا، إذا كانت أفغانستان هي “مقبرة الإمبراطوريات”، فإن أوكرانيا هي المكان الذي تتعثر فيه بإستمرار طموحات “بوتين” الإمبريالية.

مشيراً؛ إلى تآمر “بوتين” منذ فترة طويلة لتقويض أوكرانيا، علناً وسراً، وحقق بعض المكاسب على طول الطريق، ولقد أبقى البلاد غارقة في حرب طاحنة في الشرق، وأثار الفتنة بين الطبقة السياسية وألحق الضرر ببنيتها التحتية بهجمات إلكترونية تجريبية، وهي تقنيات تم تصديرها لاحقاً إلى الولايات المتحدة وأماكن أخرى، ولكن في ثلاث مناسبات مهمة على الأقل عندما تدخل “بوتين” بشكل مباشر لوضع أوكرانيا تحت كعب روسيا ، تعرض للإحباط، 

 مادفعهُ لتحويل مدن أوكرانيا إلى ركام، ومحاولة الإستيلاء على جزء كبير من البلاد في الشرق والجنوب وإعلان النصر المزيف.

كما أشار:إلى حتى لو كانت هذه هي النتائج “إستيلاءة على بعض المدن” ستجلب التكاليف ، وتعزز كراهية الأوكرانيين لروسيا ، وترسيخ مكانة موسكو بإعتبارها منبوذة من الغرب، ويكاد يكون من المؤكد أنها تتطلب إحتلالاً طويل الأمد، ومكلفاً، واكن نرىّ أنهُ يميل التاريخ إلى ضرب القادة الروس الذين شنوا ما توقعوه خطأً أنه حروب قصيرة منتصرة، وإندلعت الثورة الروسية التي أنهت 300 عام من حكم “رومانوف” بعد سنوات قليلة من خسارة القيصر “نيكولاس الثاني” حرباً كارثية ضد اليابانيين، في حين إنهار الإتحاد السوفيتي في أعقاب هزيمته في أفغانستان، 

 ويعتقد بعض المحللين أن “بوتين” يخاطر بمصير مماثل.

وطالب”أبوالياسين” بمراجعة حالة روسيا في الأمم المتحدة، لأنه لا يمكن للمعتدي أن يبقى مع حق النقض في مجلس الآمن، لذا نقترح إصلاحاً للمنظومة الأممية أو إلغاء ⁧‫عضوية روسيا‬⁩ منها لأنها قوة معتدية وتعطل القرارات المناهضة للحرب، وتريد أن تحول حق النقض إلى حق مكتسب للقتل وإرتكاب الجرائم، والفظائع 

‏فعليكم أن تتصرفوا بسرعة لإصلاح منظومة مجلس الأمن كي لا يتحول حق النقض إلى حق للقتل، حتى لايتكرر والعالم بقي متفرجاً إزاء ما حدث في شبه جزيرة ⁧‫القرم‬⁩، وغيرها من الدول، وعليه أن يتحرك الآن لمحاسبة المجرمين، لأنه إذا تم معاقبة طاغية فإن جميع الطغاة سيرتدعون.

كما طالب: بإلغاء عضوية روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لإنها لا تعُد مؤهلة الآن لتكون عضو فيها وهي إنتهكت القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحده، وإرتكبت أبشع أنواع جرائم الحرب، فضلاً عن جرائمها ضد الإنسانية، وأن إستمرار وجود “بوتين”في سدة الحكم يعُد تهديد لإستقرار العالم والروسي معاً، لانه إعتاد على، المخادعة، والإجرام منذُ القدم “فـ ” في نفس الوقت الذي شجب فيه “العالم أحادي القطب” في خطابه الشهير في عام 2007 أمام مجلس الأمن في ميونيخ ، كان يؤسس حكومة أحادية القطب في روسيا، وسحق البدائل لحكمه الإستبدادي، الذي تم توجيه سؤال له عنها علناً في ميونيخ آنذاك.

ولفت”أبوالياسين” إلى كلمة الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمام أعضاء مجلس الآمن التابع للأمم المتحدة أمس وحث فيها على إتخاذ إجراءات بشأن الفظائع إلتي تم إكتشافها بالقرب من كييف، 

في مدينة بوتشا، ماجعلهم غاضبون من الأدلة المتزايدة على أن القوات الروسية قتلت عمداً المدنيين ، والعديد منهم أطلقوا النار في الساحات والشوارع والمنازل ، وتركت جثثهم في العراء.

 وقال “زيلينسكي” لمجلس الأمن في خطاب ألقاه عبر الفيديو المباشر: مساء أمس إنه يمكن للعالم أن يرى ما فعلوه في “بوتشا”لكن العالم لم يرىّ بعد ما فعلتهُ روسيا في مناطق أخرى، وإتهم روسيا بإرتكاب “أبشع جرائم حرب” منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأضاف: أنه تعمدت القوات الروسية إلى تدمير المدن الأوكرانية، وتحويلها إلى رماد بالمدفعية، والغارات الجوية، وإنها تعمد إلى إغلاق المدن، مما يؤدي إلى مجاعة جماعية، وتطلق عمداً النار على صفوف المدنيين على الطريق في محاولة للفرار من الأعمال العدائية، بل إنها تفجر عمداً الملاجئ التي يختبئ فيها المدنيون الضربات الجوية كما فعلو في سورية، والعالم غض الطرف عن تلك الجرائم، وتركوا دون محاسبة والآن يتم تكرار تلك الجرائم بل أبشع منها في بلدنا أوكرانيا، وفي جانب أخر قال: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هناك “أدلة واضحة على جرائم حرب” في بوشا تطالب بإجراءات عقابية جديدة.

وختم”أبوالياسين”بيانه الصحفي قائلاً: روسيا إعتادة على الكذب بالإلتواء بدعاية كاذبه لتغطي على جرئمها ورداً على هذا، ذهبت مراسلة CBS News ديبورا باتا، وفريقها إلى بوتشا يوم “الاثنين” ورأوا بأنفسهم الموتى غير المدفون منتشرين في جميع أنحاء المدينة، والقتلى لم يكونوا يرتدون الزي العسكري، وكان العديد منهم بلا شك من المدنيين، وبعضهم أُعدم وهم مقيّدون وراء ظهورهم، وشاهدت باتا، وفريقها مقبرة جماعية تم حفرها على عجل واحدة من عدة مقابر في بوتشا، وإنه تم اكتشاف ما يقرب من 300 جثة في البلدة الصغيرة. 

وتواصل في حديثه: وأظهرت صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من قبل المزود التجاري Maxar Technologies أن العديد من الجثث كانت ملقاة في العراء لأسابيع، خلال الوقت الذي كانت فيه القوات الروسية في بوتشا.

وأكد”أبوالياسين” أنه ومن غير المرجح أن يحاكم فلاديمير بوتين على جرائم الحرب طالما أنه في السلطة، ولكن هذا يطرح السؤال عما إذا كان بإمكانهُ البقاء في السلطة إلى الأبد؟ “فـ ” ليسئل الرؤساء السابقين سلوبودان ميلوسيفيتش، وعمر البشير، وتشارلز تايلور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock