بقلم __ عادل أبو سيف
مابين أحلام الغزاه , واستعراض القوى , وبسط العضلات , وفرض الهيمنه : دهست الإنسانية بكل معانيها . وسقطت رايات الديمقراطية بكل مبادئها وما تحتويها .
حرب ضروس شعواء . لم تحرق نيرانها ولم تنكوي بلهيبها فقط أوكرانيا ” المقاطعة السابقة في دولة الإتحاد السوفيتى سابقا ” . بل امتد اللهيب إلي ما بعد أعالي البحار ليعبر القارات ويحرق شعوبا مستضعفة عاشت وستعيش علي فتات الغرب وما يصدره لها . بعد أن نهبت ثرواته ” بإرادته ” , واستثمرت مكتسباته الطبيعية علي اراضيه لحساب الغير راضيا غير مرغما .
شعوب جرفت أراضيها بداعي التطور ومواكبة العصر . حتى أصبحت أراضيها جرداء لا زرع فيها ولا ماء . لتصير شعوبنا العربية المسكينة شاء من شاء وأبي من أبي تعيش تحت رحمة أباطرة الغرب . سجناء داخل بلدانهم . أحرار طلقاء ظاهريا .. عبيدا مكبلين واقعيا وإن عاشوا داخل الديار . بعد أن تحكم الغربيون في أهم وأبسط مقومات الحياة بالنسبة للعرب .
ف من قمح وغلة ودقيق ، إلي نفط وغاز وبترول ومشتقاتها ، وما بين هذا وذاك من الأشياء الذي لا يمكن الحياة بدونها . ملكوا الأوصال وتحكموا بها . فأصبحت شعوبنا تعيش تحت وطأة المستعمر والإستعمار ” عن بعد ” . ولم تعد لديهم سوى الأرواح التى هي بيد بارئها ، والتى وإن أرادها الطغاة الغربيين : لأذهقوها بصواريخهم وقذائفهم بلا رحمة أو هواده , فلا حياة تحت سمائهم سوى للأقوياء .
وبعيدا عن الغزو الروسي لأوكرانيا ودوافعه . ما بين ما تبديه وتكشفه سراا كان او علانية ” ماما أمريكا ” من قوة وبأس وإمداد لأوكرانيا بالسلاح والعتاد والمحاربين من خلف الكواليس . ومحاولاتها المستميتة لمقاومة ” الدب الروسي ” التى لا مثيل لها . امتدادا إلي الإنقسام العالمي مابين مؤيد ومعارض ومتأهب ومتفرج ومنتظر . نجد شعبنا العربي المغلوب علي أمره متلقي لكل الصدمات , مكتوب عليه دفع فواتير غيره . تماشياً مع المثل الشعبي القائل” الغلبان مبيشبعش غلب ” .
ففي الوقت الذي يموتون هم هناك بالرصاص والقنبلة : نموت نحن هنا بأوطاننا العربية قهرا وجوعا وفقرا بعد أن سحقت شعوبنا وجرفتها موجات الغلاء وجشع المستثمرين والتجار . ليصرخ لسان حالنا قائلين : ” واحنا مالنا يا لمبي ” بوتن !!
زر الذهاب إلى الأعلى error: Content is protected !!