كتب/احمد شريف
منذ بداية ظهور التكنولوجيا بشكل موسع اتجه الافراد الى الاستغناء عن مصادر المعرفة التقليدية كالصحف الورقية والمجلات وشاشات التلفاز واعتمدوا بشكل كبير على معرفة كل ما هو جديد من خلال تطبيقات على الهواتف الذكية مثل “فيسبوك وتويتر” باعتبارهم اشهر مواقع للتواصل الاجتماعي وأصبحت اقصر طريق لعقل المستخدم وذلك من خلال روابط قصيرة من خلالها معرفة تفاصيل الحدث نظرا لقلة اهتمام الافراد بالبحث عن الاخبار والاحداث المحيطة سواء كانت محلية او عالمية.
ولكن في الآونة الأخيرة ظهر جيل جديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي بجانب تطبيقات فيسبوك وتويتر الشهيرة يمكن تصنيفها كمخدر هدفه تغييب عقول الافراد وأيضا تغييب القيم والثوابت التي نشأ عليها المجتمع قبل دخول عصر التكنولوجيا فيترتب عليه نشأة جيل فاسد مستمد ثقافته من مقاطع مصورة تحتوي على الفاظ خارجة وعبارات مخلة بالآداب العامة حين أصبح ثقافة هذا الجيل مستمدة من ثقافات المجتمعات الغربية التي كانت ومازالت تحارب عقول العرب والمسلمين بكل المغريات من اجل تدمير الفرد فكريا ودينيا وثقافيا.
ووفقا لإحصائيات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نجد ان عددهم تخطي اثنان مليار مستخدم خلال العشر أعوام الماضية وذلك نظرا لتوفر الهواتف الذكية في متناول الجميع من فئة الأطفال حتى كبار السن، وأصبح أكبر نسبة تستخدم الهواتف الذكية وتطبيقاتها من فئة الأطفال والمراهقين مقارنة بفئة كبار السن.
لذلك أصبحت الهواتف الذكية وتطبيقاتها مثل المخدر التي يدمر العقل ويذهبه وذلك بسبب الاستخدام المفرط لها دون تحكم او سيطرة وأصبح الجهل والتخلف منتشر في ارجاء المجتمع والأخلاق في طريقها للاضمحلال، من هنا نتساءل اين دور الاباء في مراقبة الأبناء وتطبيق مبدا الثواب والعقاب؟
لذلك لابد من نشر ثقافة الوعي والعودة الى الثوابت المجتمعية وذلك من خلال دور المجتمع المدني مثل تنسيق الندوات وتشكيل افراد متخصصين من جميع المجالات الدينية والتربوية والثقافية لمحاربة وسائل الجهل والتخلف التي بإمكانها ان تدمر عقول الافراد وإعادة اصلاح النشء الحالي واعادته الى إطار المجتمع القويم والحد من ظاهرة العنف والاجرام.
زر الذهاب إلى الأعلى