بقلم الكاتب الصحفى /فؤاد غنيم
لا شك أن حرية الرأى وحرية التعبير مكفوله للجميع بحكم القانون والدستور وبحكم الشريعة الإسلامية فالإسلام لا يحجرعلى رأى أحد بل دعى الإسلام إلى التفكر وإعمال العقل فى كثير من المواضع فى القرأن الكريم وكذلك جاءت فى السنه النبوية المشرفه.
لكن الرأى وحرية التعبير يجب أن تكون فى موضعها بمعنى أن حرية الرأى تكون فى الشؤون العامة للمجتمع من سياسه وإقتصاد وغيرها واتخاذ القرارات الإدارية بأشكالها المختلفة
او الرأى حول قانون والعلاقات المختلفه بين الأفراد والمؤسسات.
ولكن فى العِلم بتخصصاته المختلفه لا يخضع لرأى العامه او غير المتخصصين فى ذلك العِلم.
فلا معنى ابداً أن يتحدث شخص فى تخصص قانون مثلا
فى مجال الطب هنا تكون الكارثه لانه سوف يضلل الناس ويقع تحت طائلة القانون ويتم المحاسبه .
وهكذا في جميع المجالات فلا يصح ولا يجوز وغير مقبول
أن يتحدث ويقرر ويدلو برأيه بل ويفتى فيما لا يعلم وفى غير تخصصه لانه بدون شك هذا سوف يكون له أثار سلبيه
على المجتمع والأفراد ويؤثر على حياتهم .
وعندما يكون الأمر يتعلق بالدين والإسلام ورسول الإسلام والقرأن الكريم وعقيدة المسلمين فإن الأمر جد خطير
عندما يتحدث من غير عُلماء ومشايخ الإسلام وأهل علوم الدين والشريعه فأنه أمر غير مقبول ويمثل خطورة كبيرة.
والفضائيات الإعلامية لعبت دور كبير فى هذا الفوضى عندما يستضيف إعلامى شخص ما من رجال القانون أو الإقتصاد او السياسه او محاسب ليتحدث فى علوم الدين الإسلامى والشريعة والفقه ويدلو برأيه الذى ليس له قيمه فى الأساس
فهذا أمر خطير.
والسؤال لماذا يُترك الدين الإسلامى العامه للتحدث فيه بهذا الشكل أين أجهزة الدوله وأين مؤسسه تنظيم الإعلام لماذا سمحت بهذا الفوضى.
هل إذا تحدث شخص ليس طبيب او ليس عالماً فى الطب
سوف يترك يتحدث كما يشاء واذا فتح شخص ليس طبيب
عيادة ليعالج الناس أليس مصيره السجن .
فلماذا يترك الدين لكل من هب ودب ليتحدث ويصدر أحكام
ويُفتى للناس .
كيف يُترك العامه ومن ليس متخصص فى علوم الدين
ليدلى برأيه الذى يكون غالباً شاذ ليشكك الناس فى أساسيات الدين والعقيده.
لابد من وقف هذا الفوضى وأن كل شخص يتحدث فيما يعلم وفيما هو متخصص وهناك مؤسسات فى الدوله مسؤله عن هذا العمل الذى يحدث الفوضى .
وعلى الحكومه والبرلمان إن تُشرع قوانين تُقف كل إنسان عند حدوده وتحاسبه على أى تجاوز .
وليعلم الجميع أن الكل سيقف أمام الله ليحاسبه كيف كان موقفه وماذا صنع لحماية الدين من هذا المهاترات.
والله ولى التوفيق