كتبت : نسمه تشطة
قال”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، في بيان صحفي صادر عنه اليوم«السبت»للصحف والمواقع الإخبارية، إن الغزو الروسي على أوكرانيا يعُد إنتهاك كامل لكل مبادئ حقوق الإنسان، وحقوق سيادة دول الجوار، والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» مجرم حرب، ويستضعف دول الجوار.
وأضاف”أبوالياسين”أنه كان ينبغي لحلف شمال الأطلسي إتخاذ تدابير أكثر حزماً، وأوربا تفتقر إلى التصميم في نهجها، وكل ما يفعلونه هو إعطاء نصائح لأوكرانيا، متهماً؛ الإتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي «ناتو»، بالتقاعس عن حماية أوكرانيا بعدم إتخاذ “خطوة حازمة” في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
مضيفاً: أن الغرب المترهل لم ينتبه للقوة الروسية المتصاعدة، فقد كان مشغولاً بالحرب مع الإسلام السياسي، والإتهامات، والتداعيات المشتركة المصتنعه للإسلام، والمسلمين، والغزو الروسي على أوكرانيا كشف هشاشة «الناتو».
وسلط”أبوالياسين” الضوء على المعلمة الأوكرانية «أولينا كوريلو» البالغة من العمر 52 عاماً التي تصدرت صورتها صحف العالم أمس ” الجمعة”ورأسها ملطخ بالدماء، والتي نجت من ضربة صاروخية أمس عندما تعرض منزلها للقصف ودُمِّر كلّياًّ في تشوخيف بمنطقة خاركيف عندما كانت القوات الروسية تشق طريقها عبر أوكرانيا، فضلاً عن أنه، كُرست الصفحات الأولى من صحف العالم أيضاً للأحداث المروعة التي تشهدها أوكرانيا وصور الدمار الذي خلفه الغزو الروسي بـ «بوتين يغزو».
وأشار”أبوالياسين” إلى الحرب التي إندلعت في شرق أوربا كما أشارت إليه كل التوقعات والحسابات، ولم يعبأ “بوتين” بكل التحذيرات، ولا العقوبات، ولا التهديدات التي كانت تنهال عليه يومياً من الولايات المتحدة، وحلفائها الغربيين بصرامة تلك العقوبات وقسوتها، وكأنها تتحدث مع رئيس من دول العالم الثالث يعيش على فضل المعونات التي تقدمها إليه.
مشيراً؛ إلى “الدب الروسي” الذي أدار ظهره لكل هذا الهراء كما أسماه من قبل، وطالب بالرد الفوري كتابياً على التعهد بعدم دخول أوكرانيا حلف الناتو، وبعودة الأمور إلى ما كانت عليه في دول الإتحاد السوفيتي السابق قبل 2007، وكان حازماً قاطعاً بإعلانه الحرب إذا لم يتلق الضمانات الكافية، وأنه لن يسمح بأن يقف الناتو على عتبات بيته حسب تعبيراتة.
ولفت”أبوالياسين” إلى الهيمنة التي علمناها من التاريخ هي منطق القوي الذي يتطلع إلى بسط نفوذه على الضعيف، لهذا، ومنذ أن تفكك الإتحاد السوفيتي القديم لم تتأخر الولايات المتحدة، وأعضاء الناتو الذين تمتعوا بالقوة المنفردة بالعالم في التمدد شرقًا، ودخلت كل دول حلف، وأرسو الموالية للإتحاد السوفيتي السابق إلى حلف الناتو، وهي رومانيا، وتشيكوسلوفاكيا، وبلغاريا، وكوراتيا، والجبل الأسود، والمجر، وبولندا، ودول البلطيق الثلاث.
لافتاً؛ إلى أنه في عام 2019 في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يعقد سنوياً لدول “الناتو” والولايات المتحدة لمناقشة أمن أوربا تم إستبعاد “روسيا” لأول مرة من أن تكون عدواًّ لأوربا وأمريكا، وتمت تسمية الصين على أنها العدوّ الأول، فقد كانت الحرب الإقتصادية الصينية الأمريكية على أشدها، وحتى الآن لا يزال هنا كثيرون في أوربا يعتقدون أن الصين هي العدو، وليست روسيا.
متواصلاً؛ وكل هذا ولم ينتبه الغرب إلى ما يدور في ذهن الثعلب الروسي الماكر، وها هي أوربا وأمريكا ما زالت منشغلة في مباحثات عقيمة في فيينا مع إيران من أجل توقيع إتفاق جديد بعد أن ألغى “ترامب” الإتفاقية الموقعة معها في فترة حكم “أوباما”، أما إنجلترا التي تهدد وتتوعد روسيا اليوم فكانت قد خرجت من الإتحاد الأوربي، وتركته وحيداً، وأما فرنسا فقد سحبت منها أمريكا صفقة الغواصات التي وقعتها مع أستراليا، وهو ما جعل ماكرون يخرج عن صوابه ويصف ذلك بأنها “خيانة”!!، حتى إن أنجيلا ميركل آخر حكماء أوربا كانت قد إستنفدت فترة حكمها وخرجت إلى التقاعد.
وتواصل”أبوالياسين” حديثه، ومن هنا حانت الفرصة المناسبة “لـ” الدبّ الروسي المتأهب دائماً لقفزة جديدة، والذي حذر عام 2007 من توسع “الناتو” المتأخم لحدوده دون جدوى، وفي سنة 2014 ضم جزيرة القرم حتى لا يتم إغلاق البحر الأسود أمام أسطوله البحري، ومنعه من الوصول إلى المياه الدافئة، كل ذلك والغرب منهمك في مشاغله الداخلية، لهذا أصبح متيقناً من أن أوربا لا تملك قرارها السياسي، والقرار السياسي في واشنطن فهي حامي حمى الديار الأوربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أما أوربا فقد فشلت في أن يكون لها جيشها الموحد الذي يمكن أن يتدخل في الصرعات الدولية بمعزل عن الولايات المتحدة.
وأعتبر”أبوالياسين” أن الرد الأوربي على الغزو الروسي “بطيء جداًّ” وطالب بوضع كل تدابير الردّ على الطاولة
متسائلاً؛ كيف ستدافعون عن أنفسكم إذا كنتم بطيئين إلى هذه الحدّ في مساعدة أوكرانيا؟ التي يستضعفها الرئيس الروسي ولم يعبأ بكل التحذيرات، ولا العقوبات، ولا التهديدات التي تنهال علية من حين لآخر.
وختم”أبوالياسين”بيانه الصحفي بمناشدة منظمات حقوق الإنسان في جميع دول العلم بأدانة الغزو الروسي على جارتها “أوكرانيا” وأعتبار هذا الغزو تعدي سافر على دول الجوار، وإنتهاك صارخ للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة فضلاً عن إنتهاكة الصارخ لحقوق الإنسان وسيادة الدول.
كما ناشد”جميع دول العالم بإلغاء التأشيرات للروس، وقطع روابط روسيا بنظام “التعاملات المصرفية العالمي”سويفت، وعزل كامل لروسيا، وإستدعاء السفراء، وحظر على النفط، وأنه يجب الآن أن يكون كل شيء على الطاولة لأن هذا يُعد تهديد لأوربا بأكملها، والعالم أجمع، وقد يتكرر في دول عدة إذ لم يُتخذ قرار عالمي موحد وحاسم ضد غرور الرئيس الروسي الذي أضر شعبة قبل أن يضر الشعوب الاخرى بهذا الغزو الغير مبرر حتى الآن.
زر الذهاب إلى الأعلى