أخبار مصر

حوار خاص لشبكة اخبار مصر مع المستشار جمال المصري رئيس مجلس حقوق الإنسان ورئيس مجلس الدفاع عن حقوق الطفل بافريقيا

د/ احمد خليفه
بنى سويف

وبسؤاله عن حقوق الإنسان واثرة على الوعى المجتمعى

اجاب / مفهوم حقوق الإنسان وأثره فى الوعى المجتمعى
عانى العالم ولا زال – للأسف الشديد – يُعانى من ويلات الحروب والصراعات والتى تأتى فى أغلبها نتيجة للتعصب أو اعتبار أن هنالك فئة أولى بالحقوق من فئة أخرى، ولذا بات من المعلوم أن استباحة حقوق فرد من المجتمع قد يفتح باباً واسعاً أمام سيل من الانتهاكات يُمكن أن يطال بقية أفراد المجتمع، ولذا جاءت القوانين المحلية، والمواثيق الدولية لتؤكد على إعلاء شأن حقوق الإنسان، فالحل الوحيد ليعم العالم السلام هو تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، وأن يحس كل فرد بأن حقوقه كاملة متكاملة لا يُنتقص منها حق بدعوى الحفاظ على حق آخر؛ ولذا بات الوعى المجتمعى بحقوق الإنسان أمراً ذو أهمية كبرى فى الآونة الأخيرة.
مفهوم حقوق الإنسان
يجب علينا أن نعى مفهوم حقوق الإنسان قبل أن نتطرق إلى كيفية تأثير الوعى بالمفهوم إلى التأثير فى الوعى الخاص بالفرد، ومنه إلى بقية المجتمع، وبالرغم من تعدد التعريفات والنصوص التى تناولت موضوع حقوق الإنسان؛ إلا أننا يمكننا أن نأخذ بتعريف الأمم المتحدة لها؛ حيث قامت بتعريف “حقوق الإنسان” على أنها مجموعة ضمانات قانونية عالمية، والتى تهدف إلى حماية الأفراد والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية، ويلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات ببعض الأشياء ويمنعها من القيام بأشياء أخرى”، ويمكن القول أن الأمم المتحدة كمنظمة دولية تتعامل مع حقوق الإنسان من منظور كونها حقوق أصيلة متأصلة، ولا يستطيع أى إنسان أن يعيش دونها.

معالى المستشار ماهو تأثير الوعى بحقوق الإنسان فى الوعى المجتمعى؟

أجاب المستشار جمال المصري رئيس مجلس حقوق الإنسان ورئيس مجلس الدفاع عن حقوق الطفل بافريقيا

يُعد الوعى المجتمعى بحقوق الإنسان أحد الوسائل الهامة؛ لرفعة وتقدم المجتمعات، حيث تُسهم معرفة الأفراد بحقوقهم، وكيفية المطالبة بها، فى بناء مجتمع عادل تسوده الديمقراطية والعدالة، وتكون الكلمة العليا فيه لسيادة القانون؛ فتثقيف الفرد حقوقياً، ومن ثم المجتمع يُسهم بشكل كبير فى تعزيز القيم والمعتقدات التى تحمى الحقوق الخاصة والجماعية من التعرض لأى انتهاكات، وقد أقر المجتمع الدولى فى المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان؛ بأهمية التعليم والتثقيف فى حقوق الإنسان.
كما يُعتبر التثقيف والوعى بمفهوم حقوق الإنسان، أحد الطرق المؤدية إلى تعزيز الحريات الأساسية فى المجتمع، ويمكننا أن نجزم بالتجربة بأن المجتمع الذى تشكل فيه وعياً كافياً بحقوقه؛ تراه يحترم الاختلافات بشتى أنواعها ويقدرها، وكما تسوده فكرة مناهضة التمييز بجميع أشكاله، وفضلاً عن تدعيم ثقافة المجتمع بالمواثيق والاتفاقيات الدولية، وكذلك سيكون المجتمع على علم بآليات حماية تلك الحقوق على كافة المستويات سواء وطنياً او إقليمياً أو دولياً.
وبالإضافة إلى أن هناك فئات ضعيفة فى كل مجتمع قد تتعرض للإقصاء أو التهميش، وهنا يأتى دور الوعى والتثقيف بما يمثله مفهوم حقوق الإنسان، وآليات حمايته؛ ليقدم الحماية الكفاية لتلك الفئات، ويمكننا القول بأن مجال التثقيف فى حقوق الإنسان يُعد عاملاً أساسياً فى مكافحة القوالب النمطية وأشكال التحيز والممارسات الضارة التى قد تصيب أى فئة ضعيفة أو مهمشة داخل المجتمع، وفضلاً عن أن الوعى بمفهوم ومجال حقوق الإنسان؛ يُعتبر أسلوباً مثالياً لمساعدة الأفراد على اتباع سلوك يقوم على احترام تلك الحقوق، وهو ما يعمل بلا شك على إقامة مجتمع فاضل وعادل تسوده قيم الديمقراطية والمساواة.
مصر كدولة رائدة فى الشرق الأوسط لرفع الوعى بحقوق الإنسان
وفى هذا الصدد، فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ بإطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، فى 11 سبتمبر 2021، وعقب ذلك إطلاق مجلس الشباب المصري؛ البرنامج الوطني لتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان داخل كافة محافظات مصر، إعمالاً لما نصت عليه الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في محورها الرابع على أهمية التثقيف والتوعية عن طريق رفع قدرات أفراد المجتمع في مجال حقوق الإنسان، عبر نشر الوعى بهذه الحقوق على مستوى الأفراد، والمؤسسات، والمجتمع ككل؛ وهى رؤية حميدة لاقت إشادات دولية متعددة؛ لأنها ستعمل على زيادة وعى المجتمع المصرى بالحقوق والحريات الأساسية، وستسهم بلا شك فى تعزيز احترام حقوق الإنسان. 

IMG 20220108 WA0001

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock