دين ودنيا

مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع مواصفات الزوجة الصالحة التقية، ودائما احرص على صلاح زوجتك أولا، تصلح لك دنياك، ويسلم لك دينك، فالزوجة الفاضلة هي من تمتلك قلب حماتها، باحترامها والسؤال عن أحوالها، واستشارتها أحيانا، وهي مجتهدة في تذكير زوجها ببر أمه، وإعطائها من الهدايا ما يفرحها، وإن الزوجة الفاضلة ليست أنانة ولا حنانة، ولا منانة ولا حداقة، ولا براقة ولا شداقة، فالزوجة الفاضلة هي الزوجة المطيعة للأوامر، المجتنبة للنواهي، هي زوجة صبور تسعد بتلبية احتياجات زوجها، وترعاه بقلبها وقالبها وتقويةً للمودة، وإرساء للمحبة، والزوجة الفاضلة هي البشوش، طلقة الوجه، مشرقة الابتسامة، فكلما عاد الزوج من عمله مرهقا، وجد وجهها وضاحا، وثغرها باسما.

وبهذا تزول أتعابه كلها ويرتاح بدخوله لبيته، وإن الزوجة الفاضلة تكتم أسرار بيت الزوجية، وقد رثى جرير زوجته في عفافها ومحافظتها على الأسرار فقال “كانت إذا هجر الخليل فراشها، خُزن الحديث وعفت الأسرار” وإن الطريق إلى الزوجة الصالحة هو البحث عن ذات الدين، فلا يتوقف المسلم عند الدعاء فقط، بل عليه أن يأخذ بالأسباب، ويبحث عن ذات الدين لأنها هي التي تسعد زوجها، وترضي ربها، وتربي أبناءها، وأعنى بذات الدين التي التزمت أمر ربها، وأطاعت رسولها، وتعلمت إسلامها، فهي ملتزمة بالإسلام ظاهرا وباطنا سرا وعلانية ففي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ” تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها، ولجمالها ولدينها، فاظفَر بذات الدين تربت يداك”

وهذا الحديث يحكي فيه النبي صلى الله عليه وسلم أحوال المقبلين على الزواج، وأن سعيهم لشتى، فمنهم من يبحث عن المال، ومنهم من يبحث عن الجمال، ومنهم من يبحث عن الحسب، ومنهم من يبحث عن الدين، ومنهم من يبحث عن صفتين من هذه الصفات أو ثلاثة، ومنهم من يقدّم، ومنهم من يؤخّر، وقد أخّر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدين لأن أغلبهم أخّروه، والسبب قصر النظر، أو النظر إلى العاجل، أو كما قال الله تعالي في سورة سبأ ” وقليل من عبادي الشكور” وبعدما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الواقع المؤلم وصّى بالذي يصلح، فقال ” فاظفر بذات الدين” ثم لما كان كثير من الناس يتنازل ويقول “سوف أعمل على إصلاحها وآمرها بحجابها” فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

أن من تنازل فهو في نزول، ومن صعد وامتثل فهو في صعود، فقال ” تربت يداك” أي التصقت يداك بالتراب من شدة الفقر، أو من المتاعب والهموم، فذات الدين هي الجميلة على الحقيقة لأنها جميلة الروح، وليس الجمال بأثواب تزيننا فإن الجمال جمال العلم والأدب، فإن الزوجة الفاضلة طيبة القلب، مرهفة الحس والوجدان، تتصرف بعفوية واتزان، فلا تتكلف في أقوالها، ولا تتصنع في أفعالها وأحوالها، وإن الزوجة الفاضلة هي إنسان محترمة، فكلها أدب واحتشام، وحياتها تعامل باحترام، فأسلوبها مع زوجها لطيف، وسلوكها مع أقاربه جد ظريف، والزوجة الفاضلة جميلة تحب الجمال، تتزين لزوجها بما يملأ عينه، ويشرح صدره كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

” ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته” فإن الزوجة الفاضلة ليست هي خرّاجة ولا ولاجة، بل هي التي ترتبط ببيتها ارتباطا وثيقا، فدارها جنتها، وغرفتها صومعتها، فقد قال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي” وإن الزوجة الفاضلة هي التي تعيش واقع زوجها وطموحاته، وتشاركه في أفكاره وأطروحاته، فهي ليست متفرجة تراقب الأحداث من بعيد بل هي عنصر مؤثر في تقويم القديم وإقامة الجديد، وكذلك تتصف الزوجة الصالحة بحبها لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ويدفعها هذا الحب إلى التصرف الحميد المشكور من الله عز وجل وهو تلاوة القرآن الكريم وتدبر آياته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock