خربوش قلم لمواجهة الحقيقة
رانا الجوهرى
ساءت ملامح الزمن كثيرا فالجدران التي كنا نكتب عليها
بالطباشير والفحم بفرح أمس
بداءات تتلوث بالدم
قوم لوط أطلقنا عليهم : جنس ثالث
والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهن الله أطلقنا عليهم مسترجلين
ونتعامل مع الكبائر على أنها حالات نفسية
ونستهلك الكثير من وقتنا في حوارات مقرفة مع الولاد و جنس ثالث
ومدمني الخمر والمخدرات وعلماء نفس واجتماع يناقشون ويحللون
عفواً ماذا تناقشون
رجال يمارسون اللواط ونقول أسباب نفسية
أبناء يمارسون العقوق بأبشع صورة ونقول أسباب نفسية
فتيات يمارسون الدعارة ونقول أسباب نفسية
وأصبحت الحالة النفسية شماعة لزمن بشع
في طفولتنا كانت لعبة الألوان وكراسة الرسم متعة ما بعدها متعة
فالرسم كان عبارة عن الكمبيوتر والنت والبليستيشن
وفي طفولتنا كانت القنوات التلفزيونية مدرسة من مدارس الحياة وكانت هناك ثوابت لاتتغير بها
كان البث التلفزيوني يبدأ بالقرآن الكريم
ويليه الحديث الشريف
ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها رسوم متحركة
ثم المسلسلات العربية المحترمة والتي كان لا يصلنا منها إلا الصالح
لأن رقابة التلفزيون في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط
الحمراء وكانت تحمل في أجندتها ماتحرص على احترامه
بدءا بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد
فكانت مشاهد العُري تُحذف
ومشاهد الرقص تُحذف ومشاهد القُبَل تُحذف
و الألفاظ البذيئة تُحذف
وكان وقت الأذان مقدّس ويليه فترة استراحة للصلاة
والآن ماذا تبقى من إعلام ذلك الزمان
مشاهد رقصٍ وعريٍ
وإعلانات مخجلة بدءا بمزيلات الشعر وإنتهاء بمذيعات كاسيات عاريات
لينهار من جبال الأخلاق ماينهار إلا من رحم ربي
المسلسلات وآخر أنواع المخدرات التي صدرت للوطن العربي
فلا عادات تتناسب مع عاداتنا ولا مفاهيم يتقبلها ديننا
فلا يكاد يخلو مسلسل من امرأة حامل تحمل في أحشائها
بذرة حرام ونتابع المسلسل والبذرة تكبر
ونحن نتعاطف مع المرأة لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة
ونترقب الأحداث بلهفة عظيمة ونتحاور ونتناقش هل ستعود إليه أم لا متجاهلين إنها زانية تحمل في احشائها سفاح
ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها
فمسلسل واحد كفيل بأن ينسف بنا من الأخلاق الكثير
وأصبح التناقض يكون في الدم
ففي الوقت الذي نربي فيه ابنائنا على الفضيلة والأخلاق
ننسف هذه الفضيلة وهذه الاخلاق أمامهم في جلسة واحدة
لمتابعة مسلسل بطلته حامل من صديقها البطل ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي وننتظر ولادتها بفارغ الصبر
كان إبن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان ويتحدى البحر في زمن الغوص من أجل لقمة العيش
وأصبح ابن الخامسة عشر في زماننا مراهق يمر بمرحلة خطرة
ولابد من مراعاة مشاعره ولابد من الانتباه إليه وتتبع خطواته حتى لايزل
وإن أخطأ فهو قاصر ولايعاقبه القانون والمجتمع
إبنة الخامسة عشر في الماضي كانت أم تربي أجيال وابنة الخامسة عشر في الحاضر مراهقة
إن لم نسخر حواسنا الخمسة في مراقبتها ضاعت
ترى لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضي وفتياته
هل المراهقة مرحلة من إختراعنا احنا
هل احنا من اخترع في زماننا هذا
في اعتقادي ان هذه المقاله جديره ان تنشر ولا تتوقف عندك
لاتنشرها ان لم تدرك معناها وان ادركت المعنى فقد وصلت الرسالة !