الانضباط و التلوث الحسي و القيمي !

مجدى قاسم
الانضباط لفظ و مصطلح واسع و مطاط يستلزم تكاتفا مجتمعيا تدعمه إرادة سياسية و إدارة حكومية فولاذية تقوم على أن
ما لا يتأتى و يأتى بالجزرة يأتي بالعصا !
و تفعيل مبدأ
العصا لمن عصى !
فالمسألة ليست سن قوانين فحسب
بل تفعيل هذه القوانين مصحوبة باءعمال روح القانون !
فكيف نطالب أصحاب الأسواق و المواقف العشوائية باءخلائها دون أن نوفر لهم أسواقا و مواقف بديلة ؟!
كيف نطالب بالحد من إنتشار الظواهر التوكتوكية بل تداعياتها من القفز على آداب المرور و الآداب العامة من بلطجة
و مخدرات و خلافه دون أن نسعى لتجفيف منابع تلك المنكرات و دون السعي لوعي مجتمعى و توعية حقيقية بشأن مضار هذه الظواهر السلبية ودون أن نؤمن فرص عمل إنتاجية حقيقية صناعية و زراعية بالأساس ؟!
كيف نقضى على ظواهر مثل التسول و أطفال الشوارع دون رعاية أسرية حقيقية و دون وجود دور رعاية كافية مزودة بكفاءات تربوية إجتماعية نفسية على مستوى لائق ؟!
كيف ننادى بالنظافة و الذوق و الجمال و مفعول التصوير ذات سحر و دلال و يبقى الحال بعد فض المؤتمرات على ما هو الحال !
حتى باتت الروائح الكريهة للمخلفات و الزبالات تزكم الأنوف للعوز و العجز الشديد فى منظومة النظافة بشكل عام * ناهيكم عن السلوكيات المجتمعية المتدنية فى هذا الشأن نظرا لقلة الوعى
و تغيب و تغييب الوازع الدينى
و الأخلاقى حيث بتنا نركز على الأقوال الجوفاء دون الأفعال لشلل خطير فى محتوى الخطاب الدينى !
فأين ممارسة الدين الحق و التدين الحقيقي الذى يحث على السكينة و الهدوء و الإستقرار بعيدا عن الضوضاء و التلوث السمعى و البصرى و الشمى و الذوقي و اللمسي أى بعيدا عن التلوث الحسي بوجه عام و يحث على النظام و احترام الطابور بالكمال و التمام و يشجع على النظافة و كل ما هو جميل
حيث القلب يعشق كل جميل
والله طيب لا يقبل إلا طيبا
جميل يحب الجمال
فالعلم بالعمل لا بمجرد الأقوالفالمؤمن هادىء طيب جميل كيس فطن ينأى بنفسه عن مواطن السوء الحسية و المعنوية
فالمؤمن ليس بمزور و لا مدلس ولا مضلل و لا غشاش و لا شاهد زور و لا لص و لا حلاف مهين مناع للخير معتد أثيم و المسلم من اماط الأذى عن الطريق وسلم الناس من لسانه و يده
كيف نحافظ على المال العام و سلة من الأولين و الأخرين من القائمين عليه فسدة فاسدين مفسدين راشين
رائشين مرتشين يحتمون بثغرات القوانين !
و ينعمون فى ظل مهرجانات البراءة للجميع !
* رغم الجهود الجبارة للأجهزة الرقابية فى هذا المقام !
أين تفعيل و إعمال قانون من أين لك هذا يا هذا و لماذا ؟!
* دون دولة مؤسسات حقيقية و عمل مؤسسي شفاف يستند لتبادل حقيقي للسلطة من خلال آليات تحفظ و تصون و تحافظ على كيان مجتمع بالجميع للجميع لا مكان فيه لخائن أو إرهابي أو مكابر
ونحن ندرك مدى الجهود التى تبذل فى هذا المجال و التضحيات بالنفس و الجهد و المال فى هذا الاطار و الله الموفق والمستعان
لن تكون هناك حضارة حقيقية دون أن ترتقي بالبشر كما ترتقى بالحجر !
لابد من تكامل المنظومة المجتمعية إقتصاديا و سياسيا
و اجتماعيا و تثقيفيا
و تعليميا و صحيا و…….و……….و……….
و الله الموفق والمستعان وعليه قصد السبيل