الصديق …..

د / محمد الشيخ
مدير مكتب الشرقيه
صديقك قرين روحك، وقطعة قلبكَ،فاحفظْ له غيبته، لا تسمح لأحدٍ أن يجلده بلسانه، ولا أن يلوك لحمه ، فمتى فعلتَ فإنكَ لستَ بصاحبٍ.
انتدبَ النبيُّ ﷺ الصحابة للبيعة عند شجرة الرضوان،وبسط يده يتلقى البيعة منهم واحداً تلو الآخر،فلما فرغوا جميعاً من البيعة وكان عثمان بن عفان في مكة قد حبسته قريش، رفع النبيُّ ﷺ يده اليسرى ووضعها فوق يده اليُمنى، وقال: وهذه يد عثمان.
يا للصحبة يا صاحبي،غابتْ يد عثمان، فسدَّتْ غيابها خير يدٍ مرَّتْ يوماً على هذا الكوكب.
إن غبتُ عنكَ يا صديقى فاحفظْ غيبتي، فما أنا بالمُصدِّقِ فيكَ قولاً سيئاً، فلا تُصدِّقْ فيَّ قولاً سيئاً حتى تُراجعني، ولا تقُلْ لا دُخان بلا نار، ولا جملة القضاء الشهيرة: كل متهمٍ بريءٍ حتى تثبتُ إدانته.
إن اتهمني كلُّ الناس،فبرئني أنتَ، فلا يوجعني اتهامهم بقدر ما يوجعني اعتقادكَ للحظةٍ أني احتاج دليل براءة.
قال صديق عن صديقه،لو قال: أنا ربكم الأعلى،لقلتُ يتلو الآية، ولو رأيتُ لحيته تقطرُ خمراً، لقلتُ سُكبتْ عليه…