مقالات

الرؤى والأحلام……!!

د/ محمد الشيخ
مدير مكتب الشرقيه

الرؤيا أو الحُلم سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، وتختلف ث الأحلام، فيقول سيغموند فرويد أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون أشباعها صعباً في الواقع.
ففي الأحلام يرى الفرد دوافعه قد تحققت في صورة حدث أو موقف والمثل الشعبي القائل: «الجوعان يحلم بسوق العيش» خير تعبير على هذا، ولكن غالباً ما تكون الرغبات في الحلم مموهة أو مخفية بحيث لا يعي الحالم نفسه معناها، ولذلك فأن كثير من الأحلام تبدو خالية من المعنى والمنطق شبيهة بتفكير المجانين على عكس أحلام اليقظة التي تكون منطقية جداً.

حلم الفارس لأنطونيو دي بيريدا
ودراسة الأحلام وُجدت لها آثار على الألواح الحجرية التي ترجع إلى حضارة سومر. واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل: الإغريق أن الأحلام عموماً هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم
لماذا نحلم….
نظرة رجال الدين المسلمين عدل
اهتم رجال الدين المسلمون بالأحلام وتفسيرها وأصبح ذلك علماً بحد ذاته عند بعض المفسرين مثل: «محمد بن سيرين»، كما اهتم به مفكرون مثل: «محمد بن علي محي الدين بن عربي» (في كتابيه «الفصوص» و«الفتوحات المكية»)، و«ابن خلدون»، وقد سعى: «ابن عربي» و«ابن خلدون» إلى تفسير الأحلام وتحليلها وتقسيم أنواعها ومعرفة أسبابها ومصادرها، بينما لم يبدأ اهتمام علماء الغرب بدراسة الأحلام إلا حديثاً

نظرة علماء الغرب

اهتم علماء الغرب بالأحلام:
سيغموند فرويد وهو أول من وضع الأسس العلمية لتفسير الأحلام في كتابه الشهير سنة 1899 (تفسير الأحلام) حيث ذهب فيه إلى أن: الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاشعورية المكبوتة والمقاومة النفسية التي تسعى لكبت هذه الرغبات اللاشعورية؛ وهكذا فإن الحلم عبارة عن حل وسط أو محاولة للتوفيق بين هذه الرغبات المتصارعة، وبالنسبة لفرويد يلعب الحلم وظيفة «حراسة النوم» وصد أي شيء يؤدي إلى إقلاق النائم وإيقاظه فإذا أحس النائم بالعطش، مثلاً:
فإنه يرى في منامه أنه يشرب الماء وبهذا يستمر نائماً ولا يضطر للاستيقاظ لشرب الماء، ولقد وضع فرويد مجموعة من الرموز يستعان بها لفهم الحلم وتفسيره.
ألفرد أدلر -أحد طلاب فرويد- يرى أن للحلم وظيفة توقعية أي أن النائم يتنبأ من خلال الحلم بما يمكن أن يواجهه في المستقبل.

كارل يونغ يرى أن الحلم ليس فقط استباقاً لما قد يحدث في المستقبل ولكنه ناتج عن نشاطات اللاوعي، وهو يرى أن الأحلام تقدم حلولاً لمشكلات الشخص في محاولةٍ لإعادة التوازن إلى الشخصية.

الدراسات الحديثة :
يعتقد عالم الأعصاب أنه يمتلك الإجابة في النهاية عن أحد أكثر الألغاز المحيرة في العلم
لماذ نحلم؟.
واستوحى إريك هويل، أستاذ مساعد باحث في علم الأعصاب بجامعة Tufts في ماساتشوستس، نظريته من الذكاء الاصطناعي (AI).

وفي تقرير جديد، يجادل بأن جودة الحلم التي غالبا ما تكون مهلوسة وغير منطقية، تشبه إلقاء بيانات جديدة وغير متوقعة إلى شبكة عصبية.

ويسمي البروفيسور هويل هذه “فرضية الدماغ المفرطة” – ويجادل بأنها تمنع العقول البشرية من “التلاؤم بشكل جيد مع التوزيع اليومي للمنبهات”.

وتشير الفرضية، المقدمة في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Patterns، إلى أن الأحلام هي تقنية متطورة بشكل طبيعي لجعل فهمنا للعالم أقل بساطة وأكثر شمولا.

ومثل الشبكات العصبية، تصبح أدمغتنا مألوفة جدا لـ “مجموعة التدريب” في حياتنا اليومية.

ولمواجهة الألفة، يخلق الدماغ نسخة غريبة من العالم في الأحلام – نوع من “الفوضى المقدمة، تهدف إلى إبقائنا متيقظين.

ويكتب هويل، وهو أيضا مؤلف روائي: “إن غرابة الأحلام في اختلافها عن تجربة اليقظة هي التي تمنحها وظيفتها البيولوجية. ومن خلال هلوسة التحفيز الحسي خارج التوزيع كل ليلة، يكون الدماغ قادرا على إنقاذ قابلية تعميم قدراته الإدراكية وزيادة أداء المهام”.

اقرأ المزيد صورة تعبيرية “انقراض جماعي” في الأمعاء البشرية كشفته بقايا أحافير براز عمرها 2000 عام! واشتهر سيغموند فرويد بالنظر إلى الأحلام على أنها أدلة إلى اللاوعي. وجادل طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس التحليل النفسي بأن الأفكار والمشاعر والدوافع التي تهدد العقل اليقظ، يتم إطلاقها كصور مشوهة ومقنعة في أحلامنا.

وقال هويل: “من الواضح أن هناك عددا لا يُصدق من النظريات حول سبب حلمنا. لكنني أردت أن ألفت الانتباه إلى نظرية الأحلام التي تأخذ الحلم نفسه على محمل الجد – والتي تقول إن تجربة الأحلام هي سبب حلمك”.

وتعتمد الشبكات العصبية على بيانات التدريب – على سبيل المثال، صور الأشخاص أو الحيوانات – للتعلم وتحسين دقتها بمرور الوقت.

ولكن المشكلة الشائعة عندما يتعلق الأمر بتدريب الشبكات العصبية، هي أنها يمكن أن تصبح أكثر دراية بالبيانات التي دُرّبت عليها.

ونتيجة لذلك، تصبح الشبكات العصبية في خطر افتراض أن مجموعة التدريب هي تمثيل مثالي لأي شيء قد تواجهه.

ويقوم علماء البيانات بإصلاح هذه المسألة، المعروفة باسم “overfitting”، عن طريق إدخال بعض “الفوضى” الغريبة وغير المنطقية في البيانات – على سبيل المثال، عرض بعض الصناديق السوداء العشوائية على سيارات ذاتية القيادة.

وهذا يشبه ما يحدث عندما نتعرض لمفاهيم غريبة أثناء الأحلام، والتي تصبح حية بشكل خاص أثناء نوم حركة العين السريعة – المرحلة الرابعة من النوم.

وفي حين أن مقارنة الدماغ بالتكنولوجيا ليست جديدة، قال البروفيسور هويل إن استخدام الشبكات العصبية العميقة لوصف فرضية الدماغ المفرطة كان اتصالا طبيعيا.

وقال: “إذا نظرت إلى التقنيات التي يستخدمها الناس في تنظيم التعلم العميق، فغالبا ما تكون هذه التقنيات تحمل بعض أوجه التشابه المذهلة مع الأحلام”.

ويعتقد البروفيسور هويل أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم والذين لا يحصلون على فرص كافية للحلم، يمكن أن يستفيدوا من تأثيرات المخدر أو الأفلام المجردة أو البرامج التلفزيونية التي تصور حالات تشبه الحلم.

وتتعلم العقول دائما أشياء جديدة – وهنا يأتي دور فرضية الدماغ المفرطة.

وقال هويل “الحياة مملة في بعض الأحيان.
والأحلام موجودة لمنعك من أن تصبح أكثر ملاءمة لنموذج العالم”.
كما يعترف هويل بأن أحدالاختلافات بين الإنسان والآلة هو أنه يمكنك ببساطة إيقاف التعلم في الشبكات العصبية الاصطناعية، لكن لا يمكنك فعل ذلك بالدماغ.

النظرة الدينية
قسمت الشريعة الإسلامية ما يراه المرء في نومه ثلاثة أنواع: الرؤيا الصادقة وحديث الشيطان وأضغاث الأحلام.

فالرؤيا الصادقة هي من الله، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، ويجب حمد الله عليها.

حديث الشيطان: هو ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويُسن أن يتعوذ بالله منه وينفث عن يساره ثلاثاً، وأن لا يحدث به.

أضغاث الأحلام وهي: عبارة عن رغبات ومخاوف مكبوتة في العقل الباطن أو ما لغيرها من الأسباب.

وقد ورد عن النبي محمد عدد من الأحاديث عن الأحلام ومنها: «رُؤْيَا الْمُسْلِمِ (المقصود الرؤيا الصادقة) جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ»

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock