زِينَةُ الزَّمَان
كتب/د.أسامة فخرى الجندى.
تعلّمنا أن الأزمانَ والأوقات إنما تشرُفُ بمقدار ما أودع الله (عز وجل) فيها من صُور التفضّل على عباده، فكلما زاد الفضل كلما زاد شرف هذا الزمان الذي جاء فيه هذا الفضل ، فكيف إذا خصّ الله (عز وجل) زمانًا شريفًا بأجلِّ نِعَم الله على الإطلاق، بأفضل نِعم الله على عباده ، أقصد سيدَنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِين) … إذن مجيء النبي (صلى الله عليه وسلم) نعمة من الله .
معنى هذا أن تلك اللحظة المشرفة وذلك الزمان الشريف الذي جاء فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو زينة الزمان .
نحن نسمع أن هناك يومًا لبعثة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ونسمع أن هناك يومًا لهجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، … وأن هناك يومًا لبدر ، ويومًا للفتح الأعظم ، وليلة الإسراء والمعراج ….. وهكذا.
فكل هذه الأيام وكل هذه الأحداث هي فروع لمصدر واحد ، وليوم واحد وهو يوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم).
إذن لولا يوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ما كان يوم البعثة ، وما كان يوم الهجرة .
إذن فيوم الأيام ، وحدث الأحداث هو يوم ميلاد النبي .
إن احتفالنا بميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) إنما هو من باب قال تعالى : (وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّامِ ٱللَّه) ، فكيف إذا كنا نقف مع يوم الأيام وحدث الأحداث وهو يوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم).
كما تعلمنا أن يوم الميلاد النبوي ليس عيدًا؛ لأن العيد سُمي بذلك لأنه يعود كل سنة مرة؛ لكن الأصل أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينا ، فيوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) أسمى وأشرف من أن يكون عيدًا ، بل هو عيد الأعياد ، ولذلك يقول الله سبحانه : (وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِ) .
إذن نحن أن نريد أن تسطع علينا أنوار نبينا (صلى الله عليه وسلم) من خلال أن نُحَكّم سنتَه المشرفة فينا ، وهذا هو كيفية الاحتفال بميلاده (صلى الله عليه وسلم)
فإذا أردنا الاحتفال بميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) فعلينا أن نرقُبَ الهَدْيَ المحمدي في كل تصرف (قول، فعل، تعبير، سلوك، تفكير …….في كل شئونه وحركته الحياتية).
اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاة تجمع بها روحَ المُصِلَّى عليه بالمُصَلِّي عليه.
اللهم آمين بجاه الأمين
