العمر
أميرة محمد
العمر
دخلت بنتي علىَّ و هي تضحك و تقول لي يا أمي أهذه الصور لكِ قديماً،
فأنتِ لم تتغيرى كثيرا
أخذت الصور أنظر فيها لأجد طفلة بريئة،
لا تعرف التفكير ولا شيء يقلق راحتها
فنظرت لنفسي و قلت كم كُنتِ طفلة محظوظة،
فحظيتِ بدلال من جميع من حولك،
و لكن لا يأخذ المرء كل حظوظ الدنيا.
فكبرت وعرفت البشر.
و ما أدراك ما هذه المعرفة!
تجعلك تكبر أكثر من سنك،
فدروس الدنيا قاسية،
و تترك علامتها على وجوهنا.
كيف كنت أبتسم هذه الإبتسامة المليئة بالراحة و الإطمئنان؟
مر العمر سريعاً.
ما شعرت بمروره.. فلو كانت فراشة تطير بجانبي لكنت أحسست بها أكثر من ذلك،
و لكن أنا الآن قد إجتزت الخامسة والثلاثين من عمري
فلا أعرف أين ذهب ما مضى منه ولا أعرف كيف مر.
ولكن أثني عليه فالبرغم أنه مرّ سريعا إلا أنه ترك سيدة ناضجة عرفت الكثير في رحلتها و مشتاقة لمعرفة الأكثر.
ولكن ما أعاتبك يا عمرى عليه
أنك بعد أن قدمت لي النضج أخذت مني راحتي،
و إبتسامتي الصافية الخالية من القلق و الخوف.
و رغم ذلك مرنتني على إجتياز الصعاب و عرفت أن لكل شيء نهاية حتى الفرحة.
و أن من معك اليوم ربما يكون ضدك غدا،
وأن عدو اليوم ربما يكون صديقك المقرب بعد ذلك
فلا يبقى شيء على حاله.
و عرفت أن الحياة مراحل نعيشها لنتعلم.
وعرفت أن أعتمد على الله وحده لأنه السند الدائم في كل مراحل حياتنا.
فعش كل مراحل حياتك بحلوها و مرها،
فليس العمر بعدد السنين التي عشتها و لكن بعدد لحظاتك السعيدة فيه و ماذا تعلمت من لحظاتك القاسية.
ولا تنزعج من مرور عمرك
فالأهم أن تعيش فيه و تترك أثر قوى يذكرك الناس به
حتى تبقى سيرتك الطيبة خالدة برغم إنقضاء عمرك.