( لقاء في المساء )
بقلمي جمال القاضي
دعينا نتفق فيما بيننا
على لقاء هاديء
على شاطئ العشاق
حيث الموج الهادئ
والسماء بالصفاء
توصفها عدسات العيون
أجلس بجانبك وأقترب
حين ألقاك بالمساء
أنظر لوجهك وكأنني
أرى قطعة من القمر
رسمت النور فوقه ويملأ
ربوع كون فيه أنت
أنظر لعينيك وكأنني
أغوص في أعماق لبحر
أبحث فيه عن لألئ
إستراحت وهدأت في أعماقه
وهي التي يسكن مثلها
في رمق عينيك
أرى على وجهك
ضحكات قد بعثرت
أصواتها الرياح لتملأ
وسع الكون صخبا وضجيجا
أقترب منك بمسافات تلك هي
التي حدودها مسافات لجغرافيا
الأنفاس التي فيما بيني وبينك
أشعر فيها بدفء حنينك
أعيش بأمنيات خيالي الذي
تمنيت فيه أمنيات كثيرة
تمنيت فيها أن أصبح رمشا
يتعلق على أطراف جفونك
ويرى النور والبيريق فيهما
تمنيت أن أصبح شيئا
من الأشياء التي تنظر إليها
عينيك وتجوب بعمق
في تفاصيلي وتبقيها
لوحة في ذكريات عقلك
تمنيت أن أصبح حينها
زهرة من ورود تقطفها يديك
وتستنشق عبيرها أنفاسك
تمنيت أن نخوض لعبة سباق
وأبطئ خطواتي عنك بالرضا
لتفوز أنت بالسباق ويصفق
لك الجميع وأرى
كأس الفوز مرفوعا بيديك
تمنيت أخلو بك في مكان
ليس فيه سوى أنا وأنت
أنظر إليك وعينيك تبادلني
نظرات توحي برضاك عني
وتبوح كل منهما بأسرار
كانت يخفيها قلبي وقلبك
تمنيت أن أبقى في هذا المكان
حيث القمر والنجوم
وحديث السمر بيني وبينك
تمنيت لليل أن لايمضي
وتبقى مشاعرنا في نهر
يذوب فيه جمود الكلمات
وتصهره حرارة الشوق
ويفيض عزبه بحديث لحلو السمر
تمنيت أنت أصبح ساحرا
يخفيك عن أعين الحضور
وأفق النظرات فلا يراك عيري
أحبك ومن أمنياتي الأخيرة
أن أسمعها منك بقول لسانك وقلبك
ستبقى تلك الأمنيات مع اللقاء قائمة
وحين يتنتهي على لقاء غيره نتفق
بقلمي جمال القاضي
جمهورية مصر العربية