دين ودنيا

الأضحية فى الإسلام

محمود الوروارى
الشرقيه

الأضحية هي ما يذكى تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر،وقدشُرعت تكريماً لنبي الله إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام بعد أن أمر الله إبراهيم بذبح ابنه الذي رُزق به على كِبر،فامتثل الإبن والأب لأمر الله طائعَين،حينها فدى الله إسماعيل بكبشٍ وأمر إبراهيم بذبحه بدلاً عن إسماعيل،وأقرَّت السنة النبوية تلك الشعيرة وجعلتها مما يتقرب به المسلم من ربه تخليداً لتلك الحادثة.

* الأضحية لُغةً: هي مصدر ضَحَّى يُضَحّي،وجمعها أضاحي، أما أصل تسميتها فمأخوذهٌ من الضَّحوة، وهو وقت الضحى، ويُقصد بالأُضحية هنا ما يتمُّ ذبحه من الأنعام والأصل أن يكون القصد من ذبح الأضحية التَّقرُّب إلى الله -سبحانه وتعالى- في أوقات معينة هي أيام عيد الأضحى المبارك.

* أدلة مشروعية الأضحية:
الأُضحية مشروعةٌ جائزةٌ،وقد ثبتت مشروعيتها بنصِّ القرآن الكريم والثابت من السُّنة النبوية،حيث إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد قام بها في حياته،وحثَّ أصحابه عليها،كما أن الأمة الإسلامية قد أجمعت على مشروعيتها،أما النصوص التي جاء بها الإسلام لإثبات مشروعية الأضحية فمنها قول الله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) وقوله سبحانه وتعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر)،وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُضَحِّي بكبشَينِ أملحَينِ أقرنَينِ، ووضَع رِجلَه على صفحتِهما، ويذبحُهما بيدِه)،والأضحية سنَّةٌ مؤكدةٌ عند جمهور الفقهاء، يفوتُ المسلمَ خيرٌ كبيرٌ بتركها إذا كان قادرًا عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا،وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ،فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه.

* شروط الأضحية: وهي ستة شروط:
– كونها من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم) ،والدليل قوله تعالى: (ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهمية الأنعام) .
– بلوغ السن المعتبرة : وهي خمس سنوات في الإبل وسنتان في البقر وسنة في الغنم،ويجوز أن يُضحي بالجذع من الضأن وهو ما تم له ستة أشهر .
– أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء وهي أربعة عيوب : العور البين، المرض البين، العرج البين، الهزال الشديد لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أربع : (العرجاء البين ضلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها ،والعجفاء التي لا تنقي)،وأن تكون ملكاً للمضحي وأن لا يتعلق بها حق للغير كالمرهون وكذلك الوقت : وهو من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الأخير من أيام التشريق وهو الثالث عشر من ذي الحجة لقول النبي “من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه،ومن ذبح بعد الصلاة فقد أتم نسكه وأصاب السنة”متفق عليه .

* يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ويتصدق ويهدي،وقد استحب بعض السلف أن يأكل منها الثلث، ويتصدق ويهدي الثلث، ويدخر الثلث، ويشتد تأكيد الصدقة من الأضحية هذه الأيام نظرا لعدم قدرة بعض الناس على الأضحية.

ولا يجوز بيع شيء من الأضحية، لأنها بالذبح تعينت لله بجميع أجزائها، ولا يعطى الجزار منها شيئا على سبيل الأجرة،إلا أن يكون فقيرا فيُعطى على سبيل الصدقة، أو غير فقير فيُعطى على سبيل الهدية.

وفي الأضحية شكر لنعمة الله وتقربا إليه بإراقة الدماء وبر للفقراء لقوله تعالي”فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock