حوارات حصرية

جيهان رفاعى تحاور المطرب الكبير محمد ثروت

بقلم / جيهان رفاعي

– سر تعلمى الغناء هو الابتهال والمديح والانشاد الدينى.

– لدينا مؤسسة ثروت للايتام ومساعدات للحالات الحرجه وكبار السن.

– ابتعدت لاحافظ على تاريخى الفنى.

– أقوم بإحياء حفلات الليلة المحمدية فى الأوبرا واهديها للتليفزيون.

-حين نكتب عن المطرب محمد ثروت ترتعش حواسنا ونحن نعيش ايقاعات تلك الخامة الأصيلة وذلك الصوت بنبراته و عذوبته الرقراقة الذى تتقافز على احباله الطيور المغردة لتعزف احلى الألحان…هذا الصوت الذى كثيرا ما تنفسنا اعذب أغانيه التى تجعلنا نأنس بنهر صوته دون ارتواء ، فما زال صوته يسحر الأذان ويظل مثالا للطرب الاصيل متدفقا يسقى القلوب العطشى ويعيد الاحساس الينا بكل تجل وابتسام ،وقد تميز هذا الفنان وفرض نفسه بالذوق والخلق والشجن وأناقة الأداء فى سلطنة طربية عفوية راقية بكل احتراف ، فهو صوت ذهبى فى زمن الحناجر الزجاجية النكراء.. ولم ينسى ثروت الانسان أن يضيف إلى رصيده المعطاء فى ظل الأزمة التى تمر بها البلاد حفلات روحانية فريدة من نوعها فى المناسبات الدينية كليلة النصف من شعبان العام الماضى وقد قام بافتتاح الحفل بنفسه وقدم فقراته ، وهو اكبر واضخم حفل اونلاين للانشاد الدينى فى بث حى لجمهوره عبر قناته الخاصة على اليوتيوب تحت عنوان (مناجاة ليله النصف من شعبان) ،وكذلك قدم حفل اونلاين رائع فى ليلة النصف من رمضان بمشاركة مجموعة من الشباب المتميزين مثل الشيخ/ ايهاب يونس ، والمنشد/ مصطفى عاطف ، والمنشد/ وائل الفشنى ..تجمعوا لأول مرة فى مبارزة صوتية روحانية على انغام اشهر التواشيح والقصائد فى الابتهال الدينى والمديح والدعاء ، ،وقد تجلى الجميع فى الأداء وبدت أصواتهم كأنها تأتى من السماء فدمعت العيون وهامت القلوب شوقا الى الحبيب وسمت الأرواح فى سيمفونية من التناغم والحب المتبادل بإحساس الاب تجاه أبناءه الشباب،
ومن منا لم تلمع عيناه بالدموع عندما كان يغني لمصر الحبيبة ، من منا لم يقشعر بدنه وهويسمع صوته الحنون .انه فنان مصري أصيل عرف بجمال الصوت ورقة الإحساس وإتقان الأداء … هو نجم صاحب خلق رفيع لم ينجرف إلى الإسفاف وتمسك بالطرب في وقت ظهر فيه العجب العجاب … غنى للوطن وللدين وللحب وللاطفال … خفيف الظل وسيم الوجه … هو النجم الفنان صاحب الصوت الجميل والمبادئ الراسخة المطرب الكبير محمد ثروت .

وإلى نص الحوار :

س : شاركت فى ليالى التليفزيون وحفلات أضواء المدينة ، هل الذوق العام للجمهور اختلف الآن عن الماضى ؟

ج : هناك أشياء كثيرة تغيرت … إتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يعد كما كان ، ففى الماضى كان هناك ثوابت ، الليالى المحمدية بدأت سنة 1983 وكانت الفرقة الماسية هى فرقة الإذاعة بقيادة أحمد فؤاد حسن ، وكانت حفلات أضواء المدينة والحفلات القومية والإنتاج الاذاعى عبارة عن أغانى تربينا عليها كلنا … كانت الكلمات تذهب للإذاعة وتدخل لجنة النصوص ثم يختار الموظف المسئول اللحن والكلمات والمطرب ، وكان وقتها الإنتاج الخاص غير مسيطر على الساحة إلى أن تقلص الدور فى العشر سنوات الأخيرة وأصبح دور الإذاعة محدود ، وكان هناك لجنة قراء القرآن الكريم ، هذه اللجنة عبارة عن فلتر للمتقدم للغناء فإذا تمت إجازته يصبح مطرب فى الإذاعة والتليفزيون ، ولم تعد هذه اللجان موجودة الآن وكذلك لا يوجد انتاج اذاعى ولا حفلات أضواء مدينة مما جعلنى أقوم بإحياء حفلات الليلة المحمدية فى الأوبرا فى المناسبات الدينية واهديها للتليفزيون المصرى.

س : ما سر ارتباطك بالاغانى الدينية ؟

ج : لأن سر تعلمى الغناء هو الابتهال والمديح والإنشاد الدينى منذ كان عمرى 6 سنوات ، وما زلت أقوم بإحياء ليلة رأس السنة الهجرية والليلة المحمدية لعدم قدرة التليفزيون والإذاعة على الإنتاج .

س : هل كان لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب دور فى حياتك ؟ ومن هو مكتشف صوت محمد ثروت ؟

ج : مكتشف محمد ثروت هو الموسيقار محمد سلطان وقد قدمنى وأنا فى أولى كلية الهندسة ثم احترفت الغناء، ولكن الموسيقار محمد عبد الوهاب اختارنى من وسط جيلى ولحن لى ضمن المجموعة فى اوبريت الأرض الطيبة ، ثم انفردت بالغناء فى أغنية بلدى ومصريتنا حماها الله ثم نور الحب وعاشت بلدنا ثم يا حياتى … علاقتى بمحمد عبد الوهاب قوية وقد حضر زفافى وهذا انفراد لى ، وكان لا يعقل أن يختارالفنان عبد الوهاب بتاريخه الكبير وبعد عمله مع عبد الحليم حافظ وام كلثوم أحد من الشباب مثلى .

س : هل أنت راضى عن مستوى الأغنية حاليا ؟

ج : مع استنكارى لهذه الألوان الغنائية لكن للاسف يسعى اليها مريدين … ففى الأفراح نلاحظ تعلق الناس بهذه الأغانى الهابطة .

س : ما هو دورك لمكافحة هذا المستوى المتدنى من الأغانى ؟

ج : وماذا أفعل … مثلي كمثل الصحفى الشريف وسط الصحافة الصفراء … أذواق الناس اختلفت تريد سماع الأغانى الصاخبة للرقص والتمايل معها .

س : قدمت أكثر من تجربة فى التمثيل … لماذ توقفت عنه الآن ؟

ج : قدمت أكثر من تجربة مثل مسلسل (الكهف والوهم والحب) وغنيت فيه للابنودى (أكتب جواب لحبيبى واقوله) ، (ياما كان) ، (أقولك يا ليالى )، (صفر قطر المحطة) ،( على مهلى بحبك على مهلى) ، قول للهوا … أما تانى مسلسل كان قصه سيدنا يوسف فى سلسله الغفران كتبها الأستاذ ثروت أباظة وكان دورى مؤثر وعمل لى شعبية كبيرة فى الشارع وكان به حشد كبير من النجوم مثل مصطفى فهمى ، سوسن بدر ، تحية كاريكا ، زيزى البدراوى ، حمدى غيث ، حمدى الوزير ، وهناك مسلسل (هى وغيرها )مع صابرين وهى حلقات منفصلة قصة أنيس منصور وهنا إكتمال الدراما بالدوتهات والأغاني ، وهناك مسلسل كوميدي وهو (الطاووس )وكان معى انوشكا وسماح أنور وصلاح ذو الفقار ومحمد عوض وليلى طاهر ، ثم مسلسل (أبواب الأمل )وكان يدور حول القروض البنكية ورجال الأعمال ، ثم مسلسل (تدابير الدنيا )مع إبراهيم الشقنقيرى وكان حلقات منفصلة كوميدي … وقد قمت بتمثيل مسرحيتين منها (عجايب) إخراج محمد فاضل وإنتاج أحمد فؤاد نجم ثم أعدت مره أخرى أوبريت (الباروكه) لسيد درويش ، وقد افادنى كثيرا فقد جعل سيد درويش يتعرف على الحانى وهو اوبريت غير مشهور مثل العشره الطيبة ولم يصور .

س: ما هى اهم الاغانى التى ارتبطت بذاكرتك فى شهر رمضان الكريم؟
ج: انا غنيت لشهر رمضان فى بداية مشوارى الفنى اغنية كتبها الراحل صلاح جاهين ولحنها الموسيقار ابراهيم رجب وكلماتها بتقول : يا سلام على مصر ولياليها رمضان تصبح تلاقيه فيها وبعودة الايام يا مصر الاسلام و بعودة يا مصر و اهاليها ، وهناك اغنية لابن بلدى محمد فوزى وهى علامة من علامات رمضان الجميلة وهى (هاتوا الفوانيس يا ولاد حنزف عريس يا ولاد )… أن الإذاعة المصرية لها فضل كبير على جميع من غنى وانا منهم، وبعد( مصر ولياليها )قمت بعمل اغنيه كلمات الراحل محمد حمزه وألحان أحمد الشابورى تسمى( هز فانوسك يا حمادة )وهذه الاغنية لم تأخذ حظها من الإذاعة لأنها لم تصور ولكنها من اغانى رمضان الجميلة ، وهناك الاستاذ سيد مكاوى وهو من علامات النغم المصرى وخاصة فى الأعمال الدينية ،فكلنا يذكر أسماء الله الحسنى وقد تم أداءها باشكال مختلفة ولكن يبقى لحن سيد مكاوى للأسماء الحسنى هو الأساس ، وقد تعاملت معه فى كثير من الأعمال من انتاج الاذاعة وكذلك من انتاجى مثل اغنية (حلوين من يومنا والله) ، (لقيتك يا حبيبى) ، واوبريتات كثيرة للإذاعة و(ليالى الفرح) وكانت تجمعنى به صداقة كبيرة ،ولا ننسى كذلك الاستاذ العظيم فى مجال الاغنية الدينية هو الاستاذ محمد الكحلاوى الذى اسعدنى لقائى به فى بداية حياتى واستضفنى فى منزله وعرفنى على أسرته وقال لهم لو محمد ثروت رغب أن يغنى لمحمد الكحلاوى اى لحن ليس لدى اى مانع ، ومن حبى فى هذا الرجل كنت اربط العيد بصوته فهو صوت رائع وملحن اروع… كذلك من علامات رمضان بالنسبة لى أيضا الفوازير والراحلة امال فهمى وكذلك الف ليله وليله والراحلة العظيمة زوزو نبيل وهى من المشجعين والدافعين لى فى بداية مشوارى الفنى ، وهناك أيضا فوازير سمير وجورج فى التليفزيون من اروع ما يكون.

س:ما هى الطقوس الرمضانية التى لا ينساها المطرب محمد ثروت ؟
ج: انا من مدينة طنطا وهى من البلاد التى بها اصوات رائعة مثل الشيخ الحصرى والشيخ مصطفى اسماعيل والنقشبندى وكذلك محمد فوزى وهدى سلطان وعفاف راضى وهدى زايد وعبده الحامولى …وكان لنا طقوس غريبة شوية فى رمضان ،فهناك ميدان السيد البدوى من أهم الأماكن التى تشعر فيها بأجواء رمضان بشكل مختلف بمعنى أن كل المحلات فى هذا الشهر تغير نشاطها إلى كل ما يخص هذا الشهر الكريم من مأكولات رمضانية مثل الكنافة والياميش والعصائر والمشروبات ، وكان هناك رجل مشهور يسمى عم بلبل وهو اخصائي العرقسوس الرائع الذى لا انسى حلاوته حتى الآن ، كما كان يعتاد الميدان قبل الفطار عقد دورة رمضانية بين فرق المراكز المختلفة فى طنطا ، وللحيادية كان حكم المباراة من خارج البلدين المتنافسين ..ومن حسن حظى لقائى باستاذنا العظيم الشيخ النقشبندي فى طفولتى لانه كان صديق زوج خالتى ، واللافت للنظر أن النقشبندي شخصية متواضعة جدا وكان رقيق الحال وقد اكتشفه الاستاذ احمد فراج من خلال ليالى نور على نور فى رمضان فى مسجد سيدى احمد البدوى ولمع صيته وكان يحيى ليالى رمضان وينتظره الناس بشغف وشكل مكثف , وكنت اراة كثيرا لانى كنت ملتحق بمدرسة القران الكريم بالمسجد الاحمدى ومن شدة اعجابى به تعلمت كيفية الارتجال فى الابتهال أو الغناء الحر من خلال سماعى له وهو صوت لن يتكرر بأبعاد مساحته الصوتية ، واكبر دليل على ذلك أن الموسيقار بليغ حمدى وهو من العباقرة الذين يتعاملون مع الاصوات الكبيرة مثل ام كلثوم عندما وجد الشيخ النقشبندي عمل له مجموعة من الأغنيات كتبها الشاعر الكبير عبد الفتاح مصطفى والذى جمعتنى به اعمال كثيرة منها فيلم (ابن مين فى المجتمع )واغنيات كثيرة للإذاعة لذلك أبدع النقشبندي فى هذه المجموعة الرائعة من الاغانى مع بليغ حمدى التى ما زالت تسعد الجمهور

س : ما هو سر تألقك وعشقك لاغنية القلب يعشق كل جميل وحرصك الدائم على غناءها فى المناسبات الدينية ؟
ج: وانا طفل كنت عاشق لام كلثوم وغنيت لها وكان عمرى وقتها ست سنوات اغنية “كل ليلة وكل يوم ” وأغنية حسيبك للزمن ” وكانت أم كلثوم لى شىء ضخم وكبير ،وكان يهيىء لى وانا صغير أن مصر قطعه من ام كلثوم وليس العكس ، سمعت لها وانا صغير اغنية القلب يعشق كل جميل واعتقدت أنها عاطفية ، وبعد ما بدأت اتعمق فى الكلمات فيما بعد بشكل اوضح وهى تأليف الشاعر الكبير بيرم التونسي وعبقرية الكلمة التى تصف صفة من صفات المولى عز وجل فمثلا ” واللى هويته اليوم دايم وصاله دوم لا يعاتب اللى يتوب ولا فى طبعه اللوم وهذه الصفتين من صفات المولى عز وجل عندما تقتدى بالآلة العظيم وتتسامح وتغفر وتكرم ، أما الجزء الثاني الذى يقول كنت ابتعد عنه وكان ينادينى ويقول مسيرك يوم تخضعلى وتجيلى ..طاوعنى يا عبدى ..طاوعنى انا وحدى ..وهنا تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر عندما قال له ( لا تؤمن حتى يكون الله ورسوله أحب إليك من نفسك التى بين جنبك) ..فرفض سيدنا عمر فى البداية فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه ثم عاد عمر مرة أخرى للرسول وقال له : يا محمد احب الله ورسوله أكثر من نفسى التى بين جنبى فقال له الرسول : الان صح ايمانك …وبالتالى كل انسان منا العلاقة الاولى والأخيرة فى حياتة هى علاقته بالمولى عز وجل فهى الحب كله والارتباط كله ، وهنا حقق هذا الكلام نظما الاستاذ بيرم التونسي عندما قال مالك حبيب غيرى قبلى ولا بعدى وكتب بعدها ما يؤكد هذا المعنى عندما قال انا اللى أعطيتك من غير ما تتكلم وانا اللى علمتك من غير ما تتعلم واللى هديته اليك لو تحسبة بأيديك تشوف جمايلى عليك من كل شىء أعظم ..سلم لنا تسلم ،وقد قمت بغناء هذه الأغنية فى حفل مناجاة ليلة النصف من شعبان وكنت سعيد جدا رغم انى كنت أغنى من غير وجود الجمهور نظرا لظروف فيروس كورونا ولكنى كنت سعيد انى اقوم بأحياء هذه الليلة رغم الظروف القاسية التى تمر بها البلاد ، وقد حقق ابنى احمد لى هذا الأمل وقام باعباءها كاملة وإنتاجها وتم إذاعتها على قنوات كثيرة وأخذت تريند نمبر ون على اليوتيوب لمحتوى دينى استمر لساعتين وربع على الهواء وعملت مليون مشاهدة فى ٤٨ ساعة وانا سعيد بهذه التجربة …

س: كيف بدأت فكرة غناءك عبر اليوتيوب ؟
ج: كنت معتاد احياء ليلة النصف من شعبان ولكن نظرا للظروف والحظر تم إلغاء جميع الحفلات ،ففكر ابنى احمد أن أغنى على اليوتيوب وقبلت أن أغنى ومعى شباب من المنشدين وتذكرت كلمة الأستاذ عبد الوهاب لى انى من أنصار التجارب ،فقلت هؤلاء اولادى ومعنديش مشاكل نغنى جميعا للجمهور فى هذه المناسبة وكانت تجربة غير عادية ، فقد حصلنا على اكثر من سبعة الاف اعجاب على الهواء أثناء الحفل ، وفى بداية الحفل كان هناك حوالى ٥٠٠ الف متابع فى تصاعد حتى وصلوا لمليون مشاهد فى اليوم الثانى للمحتوى الدينى ، وقد كان والدى دائما يحفظنى دعاءالنصف من شعبان وانا صغير. فقررت أن أقول دعاء نصف شعبان فى الحفل بشكل يخرج ما بداخلى من احساس ويعبر عن الحالة التى نمر بها ثم انتبانى شعور انى لابد من الدعاء لمصر وأبناءها بأن يحفظها ويرعاها …
ومن الاغانى التى قمت بغناءها قمر سيدنا النبى وهى لها اكثر من لحن وقد تعمدت أخذ الجملة التراثية الاولى قمر سيدنا النبى ثم أخرج منها لقصيدة أعشقها وهى للشاعرة عليه الجعار تقول : سبحان من أسرى بخاتم الانبياء للمسجد الأقصى فى ليلة الإسراء قد جاء فوق البراق يطوف حدود المكان ويقطع الآفاق فى غيبة من زمان ..والفكرة هنا هى تناول جملة قمر سيدنا النبى رغم أن مصطفى عاطف يغنيها بالشكل المعتاد التراثى على رتم ؛ ولكن جعلنا قمر فى هذه الليلة حوار بين المنشدين على المسرح فكانت تجربة رائعة ، فمن اجمل الاشياء فى هذا الحفل وجود الشباب الجميل وهم ايهاب يونس ،مصطفى عاطف ، وائل الفشنى، فكان حوار بيننا على المسرح اسعدنى جدا وسوف يكون بينا تعاون أكثر فيما بعد .وانا احب صوت وائل الفشنى وقد اقترح ابنى احمد أن أغنى معه على المسرح أغنيته ” كنت فين يا وعد ” فرحبت بالفكرة وكان هناك حالة جميلة على المسرح وانا حبيت هذه الجملة كنت فين يا وعد .ومن اغنياتى الدينية التى تطلب منى فى كل حفلة “يا رسول الله اجيرنا،” فقد كان هناك تحدى أن أقوم بعمل اغنية دينية يغنيها المتلقى معى فحرصت دايما على وجود جملة متكررة تسمح للمتلقى من سهولتها بالتردد على لسانه فكانت (روضه الهادى نبينا )، (يا رسول الله اجيرنا) ،(النبى ذاك الامام) ، (صلوا عليه لتسعدوا) ، (سالتك يا الهى غفر ذنبى ) ، غنيت كثير من اعمالى فى الليالى المحمدية

س: لاحظ جمهورك فى حفل مناجاة ليلة النصف من شعبان الدموع تملىء عينيك ومدى تأثرك وانفعالك فما سبب ذلك ؟
ج: فى الحفل لم اتمالك نفسى وانا على المسرح وخاصة فى اغنيتى (روضة الهادى نبينا تفرح القلب الحزين ،أبشروا يا سائلين بالشفاعة من محمد ، كل من زار المقام فالنبى رد السلام يعرف الخلق تماما أبشروا زوار محمد ).
…لم اتمالك دموعى وانا أرى الحرم المكى والنبوى ليس به زوار فلم اتصور هذا فى حياتى مما جعلنى وانا استمع لموسيقى بداية هذه القصيده أن انهار وأتذكر فقد واتتنى الفرصة فى هذه القصيدة بالذات وهى من كلمات الشيخ صالح الجعفري رضى الله عنه أن أكون فى زيارة خاصة للروضة الشريفة عند سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وهمست بهذه الكلمات أمام حضرة النبى فى المقصورة وقولت له (خير خلق الله طه فاق شمس وضحاها ،هذه الدنيا تراها فى ضياء من محمد ..يا حبيب المتقين وسراج ومبينا يا أبا القاسم دعينا فاتينا يا محمد)… اللهم فرج هذا الكرب و اعدنا مرة أخرى لحرمك المكى والنبوى ولا تحرم المسلمين يا رب العالمين من أن يرتادوا بيوتكم انك على كل شىء قدير ،فهذه الايام قاسية علينا يا رب اعفوا عنا وارحمنا فأنت القادر على ازالة هذا الوباء

س : ما هو سبب ابتعادك عن الإعلام ؟

ج : لست ببعيد ولكنى أحافظ على صورتى بين الناس ، وهناك الكثير احترموا انفسهم وفنهم مثل هند رستم وليلى مراد ، وهؤلاء الناس يحسبوا خطواتهم حتى تظل صورتهم المضيئة .

س : حضرتك لك باع كبير فى العمل الخيرى … كلمنا عنه ؟
ج : بدات رسميا فى هذا العمل الخيرى من سنة 1992 … كان هناك مؤسسة ثروت للأيتام بطنطا ولها أفرع فى قرى طنطا وفرع فى مدينة راس البر ، وهناك مزرعة ثروت للأيتام بسيناء على ترعة السلام ، وهناك أنشطة أخرى فنية وتعليمية ولدينا سيارة لنقل الموتى بالمجان ، ومساعدات للحالات الحرجة وكبار السن ، وأنا ارعى ذلك مع اسرتى بالإضافة إلى التبرعات التي تأتى للمؤسسة .

س : كيف استفدت من دراستك فى مجال الهندسة ، وهل اهتمامك الأكبر للفن أم الهندسة ؟

ج : الهندسة فى جميع مراحل حياتنا ، فالزراعة والصناعة والطب هندسة ، والشارع والحارة هندسة … وقد افادتنى فعندما أتخذ اى قرار لابد أن ادرسه بحيث يكون قرار منتج وسلبياته قليلة ، وما زلت أعمل فى مجال الهندسة ، فلدى مشروعات فى مدينة العاشر من رمضان ومصنع للأدوات المنزلية يتعامل مع القطاع العام منذ 35 سنة ، وهذه الأنشطة هى ما جعلتنى احمى المطرب محمد ثروت من أى تنازل يغضب منى جمهورى .

س : لماذا كان اختيارك دائما للاغانى الوطنية والحفلات الرسمية، ولماذا ابتعدت عن ذلك الآن ؟

ج : انا لم أختار ولكنى أعمل ما يشعر به قلبى وما زلت أحترم اغنيتى الوطنية واغنيتى للطفل والعاطفية والدينية لأنها صادرة بإخلاص ، مازلنا نسمع مصريتنا ومصر يا أول نور فى الدنيا متأثرين بها …

س : هل أنت راضى عن مشوارك الفنى أم ما زال لديك الكثير لتقدمه ؟

ج : العاقل والمتصالح مع نفسه لن يكون راضيا أبدا عن مشواره لأنه لو رضى تكون بدايه النهاية .

س : ما سر شبابك الدائم ؟

ج : قلبى صافى لا يضمر الشر لأحد ، ودائما أحب أساعد الناس وأحاول اسعادهم مما يولد القبول لديهم .

س : كيف نعود لزمن الفن الجميل ؟

ج :بأن لا نكون منساقين وراء شكل ونمط معين لأنه يدر أموال ولابد أن نحترم الفن الأصيل ونحترم المواهب الشابة فى مجتمعنا والكفاءات ونمد لها يد المساعدة ونحافظ على تراثنا الذي يتم اغتياله ونعتنى بثقافتنا المتمثلة فى كل شىء نفعله مثل الأكل والشرب والأغاني والأفراح والأحزان والمناسبات … كل ذلك يدل على الثقافة ، فمثلا فى قرى طنطا كنت أسمع فى الأغانى حواديت جدتى والعبارات التقليدية التراثية المستمرة فهى علمت الطفل العيب والحرام لذلك قمت بعمل أغنية (بسم الله احلى كلام اتعلمناه) وهى تدرس فى المدارس منذ فترة .

س : ماذا تحب أن تضيف ؟

ج : أتمنى من الله أن يهدى نفوسنا ويبصرنا أن الدنيا لا تستحق كل هذا الصراع ولا هذه السلوكيات الغير سوية فهى معبر وممر ويجب أن نتغلب على النوازع الإنسانية التي بداخل الإنسان ونمر من هذا الممر مرور الكرام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock