دين ودنيا

وقفه مع كل نفس بما كسبت ” الجزء الثالث”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع كل نفس بما كسبت، وعن أبى ذر رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة” قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال “وإن زنى وإن سرق، وإن زنى وإن سرق، وإن زنى وإن سرق” ثم قال الرابعة “على رغم أنف أبى ذر” وفيهما من حديث عتبان بن مالك رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الله حرم النار على من قال لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل منها مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال لا يارب، فيقول ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل فيقول لا يا رب فيقول بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.

فيقول أحضروه، فيقول ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فيقال إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل شئ مع اسم الله عز وجل” ومن جميل ما ورد في رحمة الله وعفوه أن الفضيل بن عياض نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم يوم عرفة، فقال أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل يسألونه دانقا أى جزءا من الدرهم، أكان يردهم؟ فقيل لا فقال والله المغفرة عند الله عز وجل أهون من إجابة رجل لهم بدانق، وقال إبراهيم بن أدهم خلا لى الطواف في ليلة مظلمة شديدة المطر، فلم أزل أطوف إلى السحر، ثم رفعت يدي إلى السماء فقلت اللهم إنى أسألك أن تعصمني عن جميع ما تكره، فإذا قائل يقول في الهواء أنت تسألني العصمة، وكل خلقي يسألني العصمة، فإذا عصمتك فعلى من أتفضل؟ وفي يوم من الأيام وأثناء مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد طرق المدينة الضيقة وحوله حشد من أصحابه رضي الله عنهم، تصادف وجود صبي صغير يلعب في ذلك الطريق.

فلما رأَت أم الصبى القوم قادمين خشيت على ولدها أن يوطأ من شدة الزحام، فأقبلت إليه تسعى وتهرول وهي تقول ابني ابني، حتى أخذته، فلما رأى الصحابة ذلك المشهد العاطفى قالوا يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم “لا، ولا يلقي الله حبيبه في النار” رواه أحمد، وروى زيد بن أسلم قال كان النبى صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأخذ رجل فرخ طائر، فجاء الطير فألقى نفسه في حجر الرجل مع فرخه، فأخذه الرجل، فقال النبى صلى الله عليه وسلم “عجبا لهذا الطائر، جاء فألقى نفسه في أيديكم رحمة لولده، فوالله، لله أَرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه” رواه البيهقى، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال “إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبِها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة” رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لمّا قضى الله الخلق كتب كتابا، فهو عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبى” وهذا حديث متفق عليه، وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه” رواه البخارى، وقال ابن القيم رحمه الله عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك بابا قد فتح وخرج منه صبى يستغيث ويبكى، وأمه خلفه تطرده، حتى خرج، فأغلقت الباب فى وجهه ودخلت، فذهب الصبى غير بعيد، ثم وقف مفكرا، فلم يجد مأوى غير البيت الذي أخرج منه، ولا من يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينا، فوجد الباب مرتجا مغلقا، فتوسده ووضع خده على عتبة الباب، ونام، فخرجت أمه، فلما رأَته على تلك الحال لم تملك أن رمت بنفسها عليه، والتزمته، تقبله وتبكي، وتقول يا ولدى.

أين تذهب عنى؟ من يؤويك سواي؟ أين تذهب عني؟ من يؤويك سواى؟ ألم أقل لك لا تخالفني، ولا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك؟ ثم ضمته إلى صدرها، ودخلت به بيتها، فتأمل قولها لا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك، ومن رحمه الله عز وجل بعباده يوم القيامة أيضا هو ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين” رواه البخارى، وعن عبدالرحمن بن جبير رضي الله عنه قال “أتى النبى صلى الله عليه وسلم شيخ كبير هرم، سقط حاجباه على عينيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock