دين ودنيا

وقفه مع الإسلام فى زمن الإنترنت ” الجزء الرابع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الإسلام فى زمن الإنترنت، وإن كان الخطر على الجميع، فيجب أن نحارب هذه الأجهزة وأن نحذر منها، فلا يستخدمها إلا العقلاء الذين لا يستخدمونها إلا فيما يعود بالنفع عليهم ومجتمعاتهم، فإن هناك أمور دعت إلى هذا السقوط في الهاوية، وعلاجها عكسها، وهو ضعف الوازع الديني لدى الأبناء وبعض الآباء، ولو خافوا الله لكفوا عن كثير من ذلك، وأيضا عدم تقدير حجم الضرر الناتج من ذلك، أو الجهل به، وكذلك ضعف الرقيب، فالأب ضعيف الشخصية لا يستطيع منع أبنائه عن هذه الترهات، وسبب ضعفه هو سوء التربية، أو الخطأ فيها، فبعض الآباء يربي ابنه وكأنه يعيش قبل خمسين سنة، ولا يراعي تغير الزمن والحوادث، والبعض الآخر يمنح ابنه الثقة العمياء، والبعض منهم يقول لا أستطيع أن أمنعه من كل رغباته.

ويجب أن أكون معه متفاهما، فلا أجبره على شيء لا يرغب فيه، ولا أنهاه عن شيء يرغب فيه حتى يكون هو نفسه يأتمر أو ينتهي، وأقول إن هذا جيد ولكن وسط ضوابط وشروط أهمها، عدم تعميم القاعدة على كل مسألة، بعض المسائل لا تقبل هذا البته، بل يجب الحزم والمنع، أرأيت لو أن ابنك أراد تعاطي السم أكنت تاركه إن لم يقتنع بأضراره، فهذه الوسائل أشد فتكا به لو تعلمون، وكذلك إهمال الابن في سن الصغر، ثم إذا راهق الابن جاء الأب ليربي، وعندئذ يخسر الأب كثيرا، وكذلك غفلة كثير من المربين من معلمين ومرشدين ومديرين عن توعية أبناء المسلمين في ذلك، فدور المدرسة يجب أن يفعل في ذلك، فالمدرسة في هذه الأيام يجب أن تركز على التربية أكثر من تركيزها على التعليم، وإن من الأسباب هو الجهل المفرط بالواقع الذي نعيشه.

والتحديات القائمة على الشعوب المسلمة، وإن أضرار الشبكة العنكبوتية الإنرتنت كبيرة على من يستعملها استعمالا خاطئا، ويجب التوجيه إلى الحذر منها وخطرها على الأهل والذرية، ومن تلك الأضرار، هو ضياع الأوقات فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، وأيضا من الأضرار هو التعرف على صحبة السوء وهذا مشاهد في كثير من الأحيان، فالداخل إلى تلك الشبكة يبحث عن المتعة واللذة، فيصاحب من يكون على شاكلته، والغالب أنهم من أصحاب الهوى والشهوات الذين ليس لهم هم سوى الدخول في بحر الحب والغرام، والبحث عن الأفلام الهابطة والصور الخليعة، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول.

“مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “متفق عليه، وإن من الأضرار أيضا هو نشر الكفر والإلحاد وزعزعة العقائد والتشكيك فيها عن طريق بث الشكوك والشبهات حول دين الله تعالى، وكتابه الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل عن طريق نشر الأفلام المخلة الهابطة، والصور الخليعة الماجنة، وفتح المجال في الدخول إلى غرف الشاشات والدردشة، والغرق في أوحال الدعارة والفساد، والتجسس على الأسرار الشخصية، مما أثر ذلك في انتهاك حرمات المسلمين، ووقوع الكثير من الفتيات في شباك أصحاب القلوب المريضة، الذين استغلوا ضعفهن في ابتزازهن.

وانتهاك أعراضهن، مما أودى بكثير من البيوت إلى الانهيار والخراب، وأيضا التقليد الأعمى للغرب وهذا واقع حال كثير من المسلمين بتأثرهم بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” قيل يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟ ” متفق عليه، وأيضا من الأضرار هو إهمال جانب الصلاة وضعف الاهتمام بها وهذا مشاهد فيمن يجلس الساعات الطوال يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية، وكذلك الوقوع في براثن أهل الفكر الضال والتأثر بهم عن طريق تلك المواقع التي تبث الفتن، وتوقع العداوة، وتنمي الأفكار الضالة المنحرفة عن منهج الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock