دين ودنيا

وقفه مع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء الرابع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع أول الخلفاء الراشدين، وقد لُقب أبو بكر بالأواه، وهو لقب يدل على الخشية والوجل من الله تعالى، وقال إبراهيم النخعي، كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته، وقد ولد أبو بكر الصديق في مكة المكرمة بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وقد سمى هذا العام بعام الفيل نسبة إلى الحادثة التي وقعت فيه، عندما حاول أبرهة الحبشي، أو كما يعرف كذلك بأبرهة الأشرم، وكان حاكم اليمن من قبل مملكة أكسوم الحبشية فقد حاول تدمير الكعبة المشرفة بيت الله الحرام ليجبر العرب وقريش على الذهاب إلى كنيسة القليس التي بناها وزينها في اليمن، وأن أبرهة الأشرم قد قاد حملة عسكرية فاشلة لم يستطع خلالها أن يخضع منطقة مكة بما تمثله من رمزية دينية وقبلية لسيطرته.

وكانت تسمية العام بعام الفيل، ويعود أيضا إلى أن الحملة العسكرية التي سيرت في غزو مكة، بهدف هدم الكعبة، قد استخدم فيها الفيلة، وقيل أن أبرهة الأشرم قد توفي في صنعاء بعد عودته من مكة بقليل، وهذا الصحابى هو أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وقد سمّاه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعبد الله بعد أن كان يسمّى بالجاهلية عبد الكعبة ويلتقي نسب أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في الجد السادس مرّة بن كعب، وكان يلقب في الجاهلية بالصديق، وقد كان من وجهاء قريش وأحد أشرافهم، كما كان موكلا بالديات، وقد ناداه الرسول صلى الله عليه وسلم، بهذا اللقب لكثرة تصديقه إياه.

فقد كان أول من صدّق النبي صلى الله عليه وسلم، في حادثة الإسراء والمعراج، وقد وُلد أبى بكر الصديق رضي الله عنه، في مكة المكرمة أم القرى في السنة الثالثة من ولادة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وقد نشأ رضي الله عنه، وترعرع في موطن النبى صلى الله عليه وسلم، بمكة المكرمة في بيت والده، وكان عزيزا متواضعا ذا مكانة في قومه بني تيم، وهو من شرفاء مكة، وكانت البيئة حوله مليئة بالفساد، ولكنه كان سليم الفطرة عفيفا، لم يتأثر ببيئة المنكرات، فكان ذو بصيرة مُدركا أن الخمر تذهب العقل وتخدش المروءة فما شربها في الجاهلية، ولم يسجد لصنم قط، فقد رأى أن ذلك يخل بالفطرة السليمة، ولم يقتل الأولاد خوفا من الفقر.

وكان رضي الله عنه، يتجنب مجالس قومه ولهوهم وإثمهم، فلم يجتمع معهم إلا في الأخلاق الحميدة والفضائل، وكان أبى بكر الصديق رضي الله عنه، تاجرا معروفا في قريش، ذا علم وعقل، مرشدا لقومه، محبوبا بينهم، جميل المجالسة، وكان رضي الله عنه، صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، في طفولته وشبابه قبل الإسلام وبقي على ذلك بعده، وعندما نزل الوحي على النبى صلى الله عليه وسلم، كان الصديق هو أول رجل علم بذلك، فقد أخبره صلى الله عليه وسلم، عن الوحي والإيمان بالله وتوحيده، فما كان منه رضي الله عنه، إلا أن قال “صدقت”، فما شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذبا منذ طفولته، فأسلم رضي الله عنه، خاضعا مستسلما لله تعالى، وكان هو أول من أسلم من الرجال رضي الله عنه.

وقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يقدّم الصديق إماما للصلاة دون غيره من الصحابة، وذلك لفضله و مكانته في الدعوة، وقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاث شهور، وهي مدة قصيرة لكنها كانت فترة مهمة وعظيمة للدعوة ونشرها، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، جميل الخلقة، وقد وصفته ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة عنه رضى الله عنهما ” هو رجل أبيض، نحيف، خفيف العارضين أجنأ، أي منحني الظهر، معروق الوجه، أي قليل لحم الوجه، غائر العينين” وبالرغم من مكانة الصديق رضي الله عنه، وقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان متواضعا متأثرا بأخلاق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يتصف بالأخلاق الكريمة المحببة لطبائع البشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock