دين ودنيا

وقفه مع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء الخامس “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عند بالرغم من مكانة الصديق رضي الله عنه، وقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان متواضعا متأثرا بأخلاق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يتصف بالأخلاق الكريمة المحببة لطبائع البشر، وقد كان لطيفا رقيقا رفيقا رحيما بالضعفاء والمساكين، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم، عنه ” أرحم أمتى بأمتى أبو بكر” فكان القوم يحبون مجالسته لحسن معاشرته لهم، وحسن منطقه، ورزانة عقله، وقد عُرف بلينه وكرمه وسخائه، فكان صدقه يدل عليه، فما شهد القوم عليه كذبا قط، وكان رجلا وقورا ذا عزة، عظيم الحياء، كثير الحلم، وقد اجتمعت فيه رضي الله عنه، أفضل الأخلاق وأرفعها.

وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أشجع الصحابة، فقد كان ثابت القلب، قوي اليد، وله من التضحيات في دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسالته ما يثبت ذلك، فقد ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال ” سألت ابن عمرو بن العاص، أخبرنى بأشد شئ صنعه المشركون بالنبى صلى الله عليه وسلم، قال، بينا النبى صلى الله عليه وسلم، يصلى فى حجر الكعبه، إذ أقبل عقبة بن أبى معيط، فوضع ثوبه فى عنقه، فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه، ودفعه عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقال ” أتقتلون رجلا يقول ربى الله ” وكان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بصمة كبيرة في الدفاع عن الدعوة الإسلامية، وصد من مكر بها، وقد سُطرت فتوحاته وحروبه وجيوشه في التاريخ.

ومنها إرسال جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه، الذي تم تجهيزه قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وانطلق بأمره رضي الله عنه، رغم حروب الردّة التي بدأت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان سبب حروب الردة، هو ارتداد بعض الناس عن الإسلام، فقد ارتدّ في تلك الفترة عدد كبير من الناس، فكان لا بد من تأمين حصانة للدعوة والدفاع عنها ورد من تصدوا لها وهاجموها، فجهّز أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الصحابة لردع الردّة، وقاتل من أَبى أن يعود للإسلام، وإن من فضائله رضي الله عنه، أن الأمة اجتمعت على صحة خلافته فهذا فضل عظيم، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، رفيق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الأحب إليه، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

هو من أوائل من دعا إلى الإسلام من الصحابة، وأسلم على يده عدد كبير من الصحابة منهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعثمان بن مظعون، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، وخالد بن سعيد رضوان الله عليهم جميعا، وكانت معيّة الله سبحانه وتعالى، تحفه هو ورسوله صلى الله عليه وسلم، في حادثة الهجرة، وكان من أتقى الناس وأعلمهم بالكتاب والسنة، وقد تميَّز أهل بيته بإسلامهم وخدمتهم للإسلام، وكان رضي الله عنه، أول من يوافق النبي صلى الله عليه وسلم، بالشورى، وكان وحده من كان يفتي بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، لتقديمه أمواله كلها للدعوة.

كما أنه قدم إماما للصلاة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي السنة التاسعة للهجرة كان أميرا للناس في الحج، ووصّى النبي صلى الله عليه وسلم، بعدم إغلاق باب الصديق رضي الله عنه، الذي في المسجد النبوي الشريف، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا يبقين فى المسجد باب إلا سد، إلا باب أبى بكر ” ولقد وصّى الرسول صلى الله عليه وسلم، الناس إذا استشكل عليهم أمرا أن يستعينوا بالصديق رضي الله عنه، من بعده، وكانوا يأتونه بالمواقف الصعبة، وفي المرض الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، استدعاه ليكتب له كتابا يتضمن خلافته له بعد موته صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه أشجع الناس وأصبرهم في حادثة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock