دين ودنيا

وقفه مع الإسلام فى زمن الإنترنت ” الجزء الثانى “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الإسلام فى زمن الإنترنت، ونحن نعيش في هذا العصر انفتاحا عالميا، وثورة معلوماتية، وتقنيات حديثة لها آثار خطيرة على شبابنا وفتياتنا الذين هم عماد الأمة وسبيل نهضتها وهم زينة حاضرها وأمل مستقبلها، ولذا وجّه الأعداء لهم سهامهم ورموهم بِها، وحاولوا تضليلهم وإغراءهم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وأخطرها وأكثرها ضررا الإنترنت الذي يبثون من خلاله ما يشاءون، ويشوهون صورة الخير وأهل الخير، ويدسون السم بالدسم، ولقد أصبح الإنترنت شرا مستطيرا وبلاء خطيرا ووسيلة لهدم الدين والأخلاق والقيم, ولقد ضيّع أوقات كثير من الشباب والفتيات ونقلهم إلى عالم افتراضي يدعو إلى الفوضى والانحلال، والبعض لا يدركون عواقب الأمور ومصيرها ولذا فمعظم المستخدمين له من فئة الشباب والفتيات.

يرون أن في الإنترنت وسيلة للهرب من المشاكل اليومية، وأصبحت إغراءات الألعاب الإلكترونية وتصفح الإنترنت لأبناء هذا الجيل لا تقاوم، وقد تصل بالفعل إلى حد الإدمان، وقد ثبت من خلال دراسات كثيرة أن خطر الإنترنت أشد على بعض الفئات من خطر الحروب والكوارث لأن العدو في الحروب واضح ظاهر يقاوم بكل وسيلة متاحة، أما خطر الإنترنت فيكمن في كون العدو خفيّا غير معروف، ولذا يصل إلى مبتغاه دون مقاومة تذكر، ولقد تحولت شبكة الإنترنت إلى ساحة فيها معركة شرسة تستهدف أجيال الغد في نشر الإباحية وإفساد العقيدة, ولقد أفسدت بعض المواقع في هذه الشبكة في وقت قصير ما لم تفسده بعض القنوات الفضائية في سنوات، فإن أعداءنا يحاربوننا ويحاولون تغيير الثوابت والعقيدة الصحيحة عند أبناء المسلمين.

وذلك عن طريق الألعاب الإلكترونية في شبكة الانترنت، والتي أدمن عليها الشباب والأطفال حتى أثرت على تحصيلهم الدراسي وحياتهم العامة، ولقد تخطت هذه الألعاب مرحلة التسلية البريئة إلى مرحلة الإدمان بحيث إن الطفل أو الشاب لا يستطيع أن يمر يوم دون الجلوس أمام شاشات هذه الألعاب يقضي فيها جزءا كبيرا من ساعات يومه، إلا أنه يكفي القول أنه ليس كل ما هو متوفر من ألعاب إلكترونية يمكن استخدامه بأمان، ولا تزال تلك الألعاب تعني بالنسبة لكثير من أولياء الأمور مجرد تسلية وترفيه رغم الاعتراف بأن لها المساوئ الكثيرة، وإن لتلك الألعاب الالكترونية الآثار السيئة، وأولها هو التأثير على العقيدة الصحيحة، حيث إن تلك الألعاب تغرس في عقل الطفل أن في الكون قوى خارقة تستطيع فعل أي شيء، ولا يقدر عليها شيء.

وفيها أن نجاة العالم كله من التدمير النووي متوقف على بطل اللعبة، وهذا يخالف اعتقاد المسلمين أن الملك المُدبر المُتصرف في الكون هو الله سبحانه وتعالى، ومن الأثر العقدي في تلك الألعاب كثيرا ما تظهر الكنائس والأجراس والصلبان في هذه الألعاب، وفيها يقدسون الأحبار والرهبان وعباد بُوذا، وفي بعض الألعاب يلبس بعض اللاعبين الصليب، ويقوم بعضهم بالتثليث حال دخولهم الملعب أو إحراز أحدهم هدفا، وأقل هذه الآثار أنه سوف يعتاد على رؤية مظاهر الكفر ولا ينكرها، ومن الأثر العقدي في تلك الألعاب، هو الاعتقاد في الحظ والأبراج والسحر والسحرة، وتعلم تحضير الشياطين وغيرها من أمور الدجل والشعوذة، وكلها أمور محرمة في الشرع، ومن الأثر السيئ لتلك الألعاب، هو ضياع الأوقات فيما لا يفيد وتضييع الصلوات.

ولا يمكن لأحد إنكار ذلك، فهذه الألعاب كالمغناطيس في جذب الأطفال والمراهقين بل والكبار أيضا، ومن الأثر السيئ لتلك الألعاب هو عقوق الوالدين فالأم مثلا تأمره لقضاء بعض الحاجات لها فلا يسمع لها ولا يطيع أمرها، فيقع في العقوق والعياذ بالله، وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر، أو سئل عن الكبائر فقال “الشرك بالله، وعقوق الوالدين” متفق عليه، وإننا في زحمة التطور وتسابق المخترعات يجب علينا أن نمحّص الضار من النافع، ويجب علينا إذا كان التطور مما يشترك فيه النساء والرجال أن يزداد حذرنا أكثر وأكثر، ولنضرب لذلك مثلا، ففي وسائل الاتصالات مثلا ينزل يوما بعد يوم ما يبهر عقول الناس، وذلك استدرارا لأموالهم، وفسادا لأخلاقهم، ويخف الضرر إذا كان ضررا ماليا، ولكن إذا انتقل الضرر إلى العِرض فتلك المصيبة الكبرى التي لا يرفأ فتقها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock