دين ودنيا

وقفه مع الحج فى زمن الأوبئة ” الجزء الرابع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الحج فى زمن الأوبئة، وقد فرض الحج في السنة التاسعة للهجرة، ويجب على المسلم أن يحج مرة واحدة في عمره، فإذا حج المسلم بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعا منه، فقد روى أبو هريرة أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” يا أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا” فقال رجل من الصحابة “أيجب الحج علينا كل عام مرة يا رسول الله؟” فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم” ثم قال “ذروني ما تركتكم” وإن شروط الحج خمسة، فالشرط الأول هو الإسلام بمعنى أنه لا يجوز لغير المسلمين أداء مناسك الحج، والشرط الثاني هو العقل فلا حج على مجنون حتى يشفى من مرضه.

والشرط الثالث هو البلوغ فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم، والشرط الرابع وهو الحرية فلا يجب الحج على المملوك حتى يعتق، أما الشرط الخامس فهو الاستطاعة بمعنى ان الحج يجب على كل شخص مسلم قادر ومستطيع، وأن للحج منافع روحية كثيرة وفضل كبير، والطوائف الإسلامية المختلفة، من سنة وشيعة، تؤدي مناسك الحج بنفس الطريقة، ولكن يختلف الشيعة عن أهل السنة من ناحية استحباب زيارة قبور الأئمة المعصومين وفق المعتقد الشيعي، وأضرحة وقبور أهل البيت المعروفة، وبعض الصحابة الذين يجلونهم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق” رواه ابن ماجه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسوّدته خطايا بني آدم” رواه الترمذي، وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله تعالى طمس نورهما، لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب” رواه الترمذي وغيره، وعن بلال بن رباح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمعيا بلال أَسكت الناس، أو أنصت الناس” ثم قال “إن الله تطاول عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله” رواه ابن ماجه؛ ومعنى غداة جمع، أى صبيحة مزدلفة، ومعنى تطاول، أى تفضل.

والدفع هو المسير من المزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة، ويرجع تاريخ الحج في الإسلام إلى فترة سابقة على بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بآلاف السنين، وبالتحديد إلى عهد النبي إبراهيم الخليل عليه السلام وتنص المصادر الإسلامية إلى أن الخليل إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من جاريته هاجر إبنه إسماعيل، اغتمت زوجته سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد فكانت تؤذى إبراهيم في هاجر وتغمه، فشكا إبراهيم ذلك إلى الله، فأمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها، فقال “أي رب إلى أي مكان؟” قال “إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من أرضي وهي مكة” وأنزل عليه جبريل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم.

فكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا قال “يا جبريل إلى ها هنا إلى ها هنا” فيقول جبريل “لا إمض لا إمض” حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت، وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلت تحته فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر”لم تدعنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟” فقال الخليل إبراهيم “ربي الذى أمرنى أن أضعكم في هذا المكان” ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال ” ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock