وقفه مع الحج فى زمن الأوبئة ” الجزء الثانى”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع الحج فى زمن الأوبئة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة” رواه ابن ماجه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم” رواه ابن ماجه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أفضل؟ قال “إيمان بالله ورسوله” قيل ثم ماذا؟ قال ” جهاد في سبيل الله” قيل ثم ماذا؟ قال ” حج مبرور” متفق عليه، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد، قال “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور” رواه البخارى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء” رواه مسلم، ويتضح مِن الأحاديث السابقة فضل عبادة الحج وأهميتها للفرد المسلم، فالحج طريق سهل يسير لدخول الجنة فقال صلى الله عليه وسلم ” الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” فما هو الحج المبرور، وكيف السبيل إليه؟ حتى نصل لهدفنا الأول وهو الجنة، فقد ذكر العلماء ثلاثة معانى للمبرور، فهو الذى لا يخالطه شيء من الإثم، وهو المقبول.
وهو الذى تظهر ثمرته على صاحبه بأن يكون حاله بعده خيرا من حاله قبله، وهناك معانى كثيرة للمبرور، ومنها القيام بالحج عن علم وفهم لأركانه وواجباته، وأن يكون حجه موافقا لحج نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القائل ” خذوا عني مناسككم” فهو قبل الشروع في الحج يتعلم ويتفقه في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وكذلك العناية بأعمال وعبادات القلب في الحج، وعلى رأسها التوحيد، حيث إن الغاية والهدف من الحج توحيد الله وحده، ويظهر ذلك في التلبية وغيرها، وأن يبتعد عن التذمر والتأفف في تأدية مناسك الحج وذلك بالرضا التام عن كل شعيرة من شعائر الحج، وأن يحمد الله على أن بلغه هذه العبادة التي حُرمها كثير من الناس وأن يعاهد نفسه على ترك المعاصي صغيرها وكبيرها بعد الحج.
والحج يُرجع الإنسان كيوم ولدته أمه، فقال صلى الله عليه وسلم “من أتى هذا البيت، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كما ولدتْه أمه” لهذا إذا حج مسلم فإنه يلزمه بعد الحج حفظ حجه من جميع ما يغضب الله تعالى وذلك لأنه لا يعلم هل سيحج مرة أخرى أم لا، ولأن المجاهدة بعد الحج أشد من الحج نفسه، وحتى يرجع العبد كيوم ولدته أمه، فإنه يلزمه ترك الرفث وهو كل ما يتعلق بالجماع، فيلزمه حفظ بصره عن النظر المحرّم، وكذلك حفظ لسانه عن الكلام الفاحش، وأيضا يلزمه ترك الفسوق وهي الذنوب والمعاصي، فقال الله تعالى فى سورة البقرة ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج” والحج يلى الجهاد في الأجر والفضل أى العمل أفضل؟ قال ” إيمان بالله ورسوله”
قيل ثم ماذا؟ قال ” الجهاد في سبيل الله” قيل ثم ماذا؟ قال “حج مبرور” وهو جهاد النساء فقيل يا رسول الله، على النساء جهاد؟ قال “نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه الحج، والعمرة” وأنه يعادل أجر الجهاد في سبيل الله، فأى رحمة وأى يسر وأى سهولة في هذا الدين؟ حيث الجهاد الذي فيه مقاتلة الأعداء، ومقارعة السيوف، وفيه يرى الموت يعادل الحج، أى خير وأي فضل؟ وأى حرمان وأى خذلان لمن فاته الحج؟ ولقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها عن جهاد النساء، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم “الحج والعمرة” فحذارى أختي المسلمة من تفويت هذا الأجر وهو أجر الجهاد، فأى فضل، وأى رحمة أن تنالي أجر المجاهدين بهذا العمل اليسير وهوالحج والعمرة؟