نهر النيل
ابراهيم الحسينى
مكتب الشرقيه
حجز الفيضان و الاتلاف الإصلاح الزراعي جريمه الجرائم
حتى أوضح الهدف من بوستاتي التى الح و أصر فيها على أن السد العالي كارثة وقنبله موقوته ستنفجر فى وجه الأجيال القادمة التى ستلعن من صمتوا عن أو أيدوا انشاء هذا السد
الهدف وما أقصده هو
البيئه
نعم يا حضرات السيدات و الساده المحترمون الأفاضل المحترمين البيئة و ياله من مصطلح خطير و مرعب لانه يشمل الغذاء و الماء و الهواء الذي يدخل و يدور فى كل مليمتر مربع من جسمنا و اجسام كل كائن حي فى أرض مصر الخضراء الجميله.
هذه البيئه التى تشكلت على مدى ١٢٠٠٠ اثني عشر ألف سنه و أدت إلى ترسب الطمي الذى هو التربه السوداء بل الذهبية ولماذا هى ذهبية لأنها شديده الخصوبة و كما قسمت مستويات خصوبة التربة الى ثلاثة مستويات
خصوبة فيزيائية
تعتمد الخصوبة الفيزيائية على قوام التربة وبنيتها وعمقها ٧٠ متر فى بعض مناطق الدلتا مايساوي عماره من ٢٢ طابق ونوعية المادة المعدنية المكونة لها.
خصوبة كيميائية
يقصد بالخصوبة الكيميائية احتواء التربة على العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات و كانت متوفره فى شكل هائل فى كل مليمتر من ارض وادي النيل قبل السد العالي.
خصوبة حيوية
الخصوبة الحيوية هي مقدار نشاط كائنات التربة وحيواناتها، وهذا النشاط يحدد مدى تحول العناصر من أشكالها العضوية إلى أشكالها المعدنية القابلة للامتصاص من قبل النبات. يؤدي نشاط حيوانات التربة مثل ديدان الأرض إلى تهوية التربة وتحسين خصوبتها الفيزيائية بنيتها
وهذه المستويات الثلاثة توفرت فى الطمي و خصوصاً الخصوبة الحيويه ولو لاحظتم أن هذا المستوي الثالث يشمل كل الكائنات الحية البريه بداية من الديدان وحتى الأبقار والماعز والجواميس و الكائنات البحرية من اصغر إلى أكبر حجم من الجمبري و الكابوريا التى تتغذي على الديدان حتى الحيتان التى تتغذي على صغار الأسماك
كل هذه الدوره استقرت و تفاعلت مع بعضها البعض لمدة اثني عشر ألف سنه مره اخري للتذكير وذلك عن طريق دوره سنويه تجلب الطمي مع الفيضان السنوى للنيل الذى يخصب الأرض بشكل دوري كمن يغير الدم فى الجسم بدم جديد متجدد.
و لذلك احتفل قدماء المصريين بانتهاء الفيضان و اعتبروه اكبر عيد فى التقويم المصري القديم و اختصوة بشهر هو الشهر الصغير النسيئ
و بذلك أصبحت إنتاجية الفدان الواحد فى وادي النيل تساوي ٦-٧ أضعافه فى باقي العالم و ربما أكثر من ذلك وذلك يعني أن السته ملايين فدان التى كنا نزرعها قبل السد العالي كانت تساوي فعلياً مابين ٣٦-٤٢ مليون فدان ولمن يريد التأكد فعليه بمنتهي البساطة أن يسئل أحد علماء كيمياء التربه فى اى كليه علوم و ما أكثرهم فى مصر و كم تم تجاهل دورهم و وجودهم على مدى السبعين سنه الأخيرة.
وبما أن المساحه القابله للزراعة محصورة فى وادي ضيق تحده الصحراء سواء الصخريه فى جنوب مصر أو رملية فى شمالها فلا يصلح مع هذه المساحة الا الملكيات الكبيره من ٥٠ فدان فما فوق حتى تحافظ عليها من التفتت و التبوير و تسمح لأصحاب الملكيات الكبيره بالحصول على مستلزمات الإنتاج من بذور و اسمده و وقود بأسعار الجمله و كذلك بتطبيق المسكينه الزراعية.
و لذلك لكل من يتشدقون علينا بأن السد العالي قد حمانا من الفيضانات اقول له لقد حرمتم أرض مصر الخضراء من الأكسجين الذى تتنفسه و خنقتموها و كسرتم دوره بيئيه استمرت لمده ١٢٠ قرن من الزمان مما ادي استنفاذ العناصر الغذائية والكيميائية والفيزيائيه و الحيويه من الأراضي السوداء الذهبيه.
و ذلك ادي بالتبعيه لانهيار القيمه الغذائيه لكل المنتجات الزراعية و اضطررنا معه لاستخدام وسائل صناعيه هرمونات لاستعاده هذه الخصوبه أو مجرد رفعها ولما كان لكل شئ غير طبيعي حدين كان الحد الثاني لهذه الوسائل انتشار الأمراض السرطانية.
وللأمانة هذا هو السبب وليس كما ادعى البعض عن جهاله هو استخدام مبيدات مسرطنة فى عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والى ولكن السبب هو أن كافه مستلزمات الإنتاج الزراعي أصبحت تعتمد على ماهو معالج هرمونيا و ليس منتج طبيعياً لزيادة الخصوبة و الانتاج صناعياً وبالقسر.
و بدون فذلكه و بسؤال اى فلاح ولو كان لا يقرأ أو يكتب عن نوعيه الخضروات و الفواكه المنتجه حاليا وكميتها سيرد أن الإنتاج ربما يساوي أو يفوق حتى الماضي ولكن بدون طعم و يجلب المرض.
هل هذا هو طعم الحليب او اللحم الفواكه التى تمتعنا بها فى صغرنا و هل هذه رائحتها ربما كبرت فى الحجم و لكن انهارت فى قيمتها الغذائية.
أحد الساده الصحفيين كتب أنه أثناء حفل تخرج أحدي دفعات الكليات العسكرية اشتكي له مدير مكتب تنسيق القبول بالكليات والمعاهد العسكريه المسؤول عن قبول الدفعات الجديدة من المستجدين عن صعوبات و ندرة الطلبه اللائقين صحياً وعزا ذلك بوضوح وصراحه إلى نوعية الغذاء المستخدم فى البيوت المصرية المبني معظمه على الأطعمة الجاهزه المجهزه و المبردة المنتشرة بكثافه فى كل محلات البقاله والسوبر ماركت.
تلك هى الخصوبه التى ضاعت مع منع الفيضان السنوى للنيل و الذي يجادلنا فيه السادة المحترمين المدافعين عن السد العالي بشراسة و احيانا بعاطفية غير عقلانية.
و حتى لا يستغل البعض الفرصة ويسارع إلى القول ذلك فى الفيضانات فما بالك بالجفاف ارد عليه بسرعه اكبر أنه كان من الممكن تخزين المياه فى أعالي النيل و جنوب السودان وهو تخزين افضل و غير مكلف لكونه
اولا أنه لن يمنع الطمي عنا لأن التخزين فى هذه المناطق سيكون فى بدايات جريان النيل و قبل تكامل تكون الطمي في مياهه و بذلك ستأتينا و بها جزء كبير من الطمي التربه السوداء الذهبية
ثانيا ان نسبه التبخر من المياه المخزنه ستكون شبه معدومه لكونه فى المناطق المطريه الاستوائية ذات الأمطار الغزيرة الهائله وليس مثل منطقه بحيرة ناصر معدومه الأمطار.
وذلك سواء فى ظل دوله واحده تجمع الدول الثلاثة أو حتى بدون وحده ولكن بالاتفاق فيما بينها.
نعم ربما أو بالتأكيد أن السد العالي ممتاز من الناحية الهندسية ولكنه كارثة سوداء مدمرة اكبر من اي سحابه سوداء على كوكب الأرض من الناحية البيئية و ذلك سيؤدي إلى كوارث أشد سوادا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عندما نحاول علاج الكارثه الأساسية.
وفى النهاية اعيد و اذكر بموضوع الأطماء وهو تراكم الطمي خلف السد العالي حتى تتحول بحيرة السد إلى مستنقع من الطمي فى جنوب مصر و تقفز المياه ساعتها من فوق السد أن ظل قائماً.
اذا الموضوع ليس البكاء على ما فات أو البكاء على الأطلال بل هو السم يسري فى أجسادنا جميعاً مؤيدين ومعارضين للسد العالي وسيظل هذه السم فى أجساد الأبناء و الاحفاد حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا و ينهار السد فى يوم من الايام و يعود النيل إلى تدفقه و مجراه الطبيعي.
أما بخصوص سد النهضة فهو مجرد عرض زائل ولابد أن يزول فى أقرب وقت و بذلك ينتهى الخطر الأصغر و يظل الخطر الأكبر قائماً.
و لك الله تعالى يا مصر