دين ودنيا

وقفه مع الفساد مخاطرة وصورة المعاصرة ” الجزء الثالث عشر”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث عشر مع الفساد مخاطرة وصورة المعاصرة، وإن من عجائب هذا الزمان هو أن يقوم أصحاب بعض دعاة المذاهب الهدامة الذين يتشدقون بالحرية، بالإفساد في العالم، مع لبس ثياب المصلحين، فهم يزعمون الإصلاح والإطعام والمعونة من جهة، ويقتلون ويفسدون في الأرض من جهة أخرى، كما جاء فى سورة التوبة ” لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة ” ولا يوفرون كبيرا شيخا ولا عجوزا ولا أرملة ولا يتيما، وكذلك فإن هؤلاء ورثة فرعون، الذي كان يفسد في الأرض، ولما أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وأرسل الله عليه وعلى جنوده الماء فأغرقهم، ماذا كان حالهم؟ عندما قال كما جاء فى سورة يونس ” آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين “

فيقول الله تعالى ” الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” فهذا هو سلفهم، والله تعالى قال كما جاء فى سورة الشعراء ” ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ” وذم الذين يسعون في الأرض فسادا، وأنذر العاقبة فقال كما جاء فى سورة النمل ” فانظر كيف كان عاقبة المفسدين” وقال كما جاء فى سورة يونس ” وربك أعلم بالمفسدين ” وقال أيضا ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” فكل ذلك قد جاء في كتاب الله تعالى ” ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ” والله يمهل ولا يهمل، ويأخذ المفسدين أخذ عزيز مقتدر، ولأن بعض الناس يلبس عليهم فقال تعالى كما جاء فى سورة يونس ” وربك أعلم بالمفسدين ” و كما جاء فى سورة البقرة ” والله يعلم المفسد من المصلح ” وبعض الناس ربما يسعى في الإفساد بين شخصين خفية.

ويوقع بين الزوج وزوجته مثلا ويتظاهر بالإصلاح، فربك يعلم المفسد من المصلح، وكان فرعون لعنه الله كما جاء فى سورة القصص ” يذبح أبنائهم ويستحى نساءهم إنه من المفسدين” وهكذا جاء في القرآن الكريم فى سورة القصص ” يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين ” فيتسلط على الضعفة وعلى المساكين والأبرياء، وهكذا تظهر قوة الظالم على المظلوم الضعيف ولكن الله بالمرصاد، وإن الله بيده الأمور يفعل ما يشاء ولا يفعل شيئا سبحانه إلا لحكمة، وبعض الناس المصابون بقصر النظر وربما اعترض منهم وربما اعترض بعضهم على أفعال الواحد القهار وعلى أقدار العزيز الجبار، والله عز وجل يبتلي عباده ويقدر أمورا من القتل وغيره ليتخذ شهداء من المسلمين، ويزيد الفاسدين عذابا، ويزيد المفسدين عذابا يوم الدين.

وإن مذهب الذين يفسدون ويدعون أنهم مصلحون قد قاله فرعون متهما بالإفساد نبى الله موسى عليه السلام، وفرعون رأس المفسدين، فقال كما جاء فى سورة غافر ” إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد ” والله تعالى جعل الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، ومعنى ذلك أن هناك من المجرمين من يريد علوا في الأرض وفسادا، وإذا كان سلفهم فرعون فخلفهم يأجوج ومأجوج، فإن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهم لا يبقون زرعا ولا ولا ضرعا فيقتلون وينهبون، والله عليم بالمفسدين، فينبغي علينا أن نعود إلى الله عز وجل، وأن نتفطن في أقداره وأفعاله، وأن نسلم له تعالى بالحكمة ولا نعترض على ما قدر، وأن نسعى إلى حمل دينه والدعوة إلى سبيله والدفاع عن المسلمين.

فإن الله عز وجل قد ذكر لنا في كتابه صنفا خاصا من المفسدين وقد شهد الله تعالى بأنهم يفسدون في الأرض وهم اليهود، فقال تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ” وقال تعالى عنهم أيضا كما جاء فى سورة المائدة ” كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين” وهكذا شهد الله تعالى بأن اليهود مفسدون في الأرض، وبأنهم يسعون في الأرض فسادا، وإن هناك فساد يسمى فساد القلوب وهو يقابله إفساد القلوب أيضا، وفساد القلوب أصحابه هو ذلك النوع من البشر الذين اسود قلبهم من كثرة الكذب والنفاق والغش والخداع وفعل المحرمات كلها بدون أي شعور بالخزى والخوف من الله سبحانه وتعالى ولا حتى من الناس ولا من مواجهة أنفسهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock