دين ودنيا

وقفه مع المراهقون والنت ” الجزء الثامن “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع المراهقون والنت، وأن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة، مثل الانحرافات الجنسية، والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وعدم التوافق مع البيئة، وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب، وأن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، وأيضا لضعف التوجيه الديني، وأن مرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب، وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه إذا عدم التوجيه والعناية، وأن أبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة هو فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذي يسعون إليه، وتناقض القيم التي يعيشونها، فضلا عن مشكلة الفراغ ، وكما وضحت الدراسات التي أجريت في أمريكا على الشواذ جنسيا أظهرت أن دور الأب كان معدوما في الأسرة، وأن الأم كانت تقوم بالدورين معا، وأنهم عند بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء.

مثل أمهاتهم وأخواتهم، أكثر من الرجال، وهو ما كان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسيا، وأما عن طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق، فقد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علما بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء، كما أوصوا بأهمية تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي، وكما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من ثمانين بالمائة من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم.

لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها، وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة، ولقد أثبتت الدراسات أن عبارات المديح لها أثر إيجابي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى أطفال كانوا يعانون من صعوبات التعلم ونقص التركيز، ومن عبارات المديح المحببة إلى قلوب الأبناء والبنات من المراهقين، مثل بارك الله فيك، ما شاء الله، رائع، يا لك من فتاة، أحسنت، لقد تحسنت كثيرا، ما فعلته هو الصواب، هذه هي الطريقة المثلى، أفكارك رائعة، إنجاز رائع، يعجبني اختيارك لملابسك، استمر، إلى الأمام.

وأنا فخور بك، يا سلام، عمل ممتاز، لقد أحسست برغبتك الصادقة في تحمل المسؤولية، أنت محل ثقتي، أنت ماهر في هذا العمل، وهكذا، فاحرصوا على استعمال أساليب التشجيع والثناء الجسدية، مثل الابتسامة، الاحتضان، مسك الأيدي، اربت على كتفه، المسح على الرأس، والعطف والحنان، وعلى أولياء الأمور بمراعاة عدد من القواعد والتوجيهات العامة في التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة، فيجب الإهتمام بإعداده لمرحلة البلوغ، وتوضيح له أنها من أجمل أوقات حياته، وكذلك شرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط، وأيضا إظهار الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك، وأيضا الإهتمام بمظهره، وان تترك له حرية الاختيار، وأيضا استضافة أصدقاءه والتعرف عليهم عن قرب، وأبداء احترام شديدا لهم، وأيضا مدح أصدقاءه ذوي الصفات الحسنة مع مراعاة عدم ذم الآخرين، وكذلك تشجّعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحدا لا يريده.

وأيضا احرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة، وكذلك احرص على تناول وجبات الطعام معهم، وأيضا أظهر فخرك به أمام أعمامه وأخواله وأصدقائه فهذا سيشعرهم بالخجل من أخطائهم، وأيضا اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء الرجولة ومسؤولياتها فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديرا بالانتماء إلى ذلك العالم، وأيضا شجّعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعا معينا من الرياضة، واقترح عليه عدة هوايات، وشجّعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه، وكذلك كافئه على أعماله الحسنة، وتجاهل تصرفاته التي لا تعجبك، وتحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب، واحرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه، وقم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه وأبرز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته، وكذلك اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب، ومحاولة الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock