ضبط النفس من صفات الانسان الروحى

د/محمد الشيخ
الشرقيه

تخضع رغبات الجسد وشهواته بل كلما اشتهت نفسه شهية خاطئة ؛يخضعها بكل حزم لقيادة الروح ؛ وكما يقول الكتاب :
” مالك روحه خير ممن يملك مدينة “
يملك نفسه أو يضبطها ؛
أي لا يعطيها كل ما تريد .
بل يقف ضدها ؛ عملا بقول السيد الرب
” من يحب نفسه يهلكها . ومن يبغض نفسه في هذا العالم ؛ يحفظها إلي حياة أبدية ” .
إن ضبط النفس يشمل بلا شك عناصر كثيرة :
– ضبط اللسان . – ضبط الفكر .
– ضبط القلب ؛ بضبط الرغبات والشهوات .
– ضبط الأعصاب – ضبط البطن من جهة الاكل .
والذي يحكم نفسه ؛
يجعلها خاضعة لقيم ومبادئ ؛ وأنظمة وقوانين .
لأن الذي لا يحكم نفسه ؛ إنما يسلمها في الواقع إلي الضياع …
والذي يضبط نفسه ؛ يحبها المحبة الحقيقية …
لأن الذي يدلل نفسه ؛ يضيعها ويضيع غيرها معها .
أما الذي يكون حازما مع نفسه ؛ فإنه بهذا الحزم ينقذها وينقذ غيرها منها ؛ ويحفظها في علاقة طيبة مع الله …
وينظم اهتماماته وعلاقاته هكذا :
الله أولا ؛
الناس ثانيا ؛
نفسه اخيرا …
– ضبط اللسان :
الإنسان الروحي لا يتكلم بكل ما يأتي علي فكره من كلام وأفكار ؛ بل يزن كل كلمة قبل أن يقولها . وميزاته لا يقتصر فقط علي كنه الكلمة هل هي في حد ذاتها خطأ أم صواب …
إنما يهمه أيضا تأثير الكلمة علي الآخرين ؛ وردود فعلها؛ ونتائج ذلك …
فالذي يعرف نتائج أخطاء اللسان ؛ وأي نار يحرق ؛ وكيف يدنس الجسم كله … هذا الإنسان يحترس جدا قبل أن يتكلم ؛ ويقول : ” ضع يارب حافظا لفمي ؛ بابا حصينا لشفتي ” .
إنه يعرف أن الكلمة التي تخرج من فمه ؛ لا يمكن أن ترجع مرة أخري ؛ لأنها قد وصلت إلي آذان السامعين وحسبت عليه ؛ مهما حاول أن يسحبها أو يعتذر عنها أو يحاول إصلاح نتائجها …! بل أصبحت سببا للدينونة حسب قول الرب إنه …
” بكلامك تتبرر ؛ وبكلامك تدان “