عزوف الفتيات عن الزواج هل هي مشكلة أم قناعة
كتبت / لطيفة القاضي
‘كل فتاة بأبيها معجبة’ قيل بأن كل فتاة تعجب بأبيها للحد الذي يجعلها تفكر بالزواج من رجل مثله ،فهو القدوة الصالحة لها ،و هو أول تراه الفتاة في حياتها ،و من خلال الاب تكون الفتاة الفكرة و الانطباع الاول عن الرجال و على أساسه تبني الحكم على كل رجال العالم في حياتها .
فإن كان الأب معطاء ،و حنون ،و لدية الوعي الكافي بدورة كأب و تربوي ،و يقدر مشاعر أبنته فسوف تعجب به ابنته و تتمنى لو انها تتزوج برجل في صفات ابيها.
و لكن في وقتنا الحالي كثرت نمازج غير مرضية من الآباء الانانين الذين لا يعلمون قدرهذه المهمة التربية الكبرى ،و لا يقدرن الرسالة السامية التي من اجلها خلقوا.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘ما من رجل تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما الا ادخلناه الجنه’.
و ليس على الاب توفير المأكل والملبس فحسب ولكن دوره اكبر وأعمق من ذلك ،فكثير من الأمهات لا تستطيع القيام بمهام الاب تجاه ابنتها ،حيث الاب يعطي الأمن والامان النفسي للبنت لأنها ضعيفة ،و لكي تكون متزنة نفسيا،وللاسف كثير من الآباء لا يدركون ذلك .
الان انتشرت ظاهرة عزوف الفتيات عن الزواج بشكل واضح ،فلم تعد كما في السابق حلم كل فتاة الزواج و تأسيس بيت وأسرة،فصارت الفتاة تخلق لنفسها كيانا خاصا بها و اكتفاءا ذاتيا ،و أن هذه الظاهرة انتشرت و لها آثار سلبية على المجتمع،و من هنا لابد لنا أن نعرف لماذا انتشرت ظاهرة عزوف الفتيات عن الزواج:
الاستقلالية حيث أنها لا تريد التدخلات في حياتها الوظيفية ،فتفكر بأن لو تزوجت سوف يمنعها زوجها من الوظيفة ويتحكم بها،و بالتالي ستكون في قلق و ستكثر المشكلات .
أيضا إعالة ابيها وأمها و باقي الأسرة يعتبر أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة.
عدم الاستعداد لتحمل المسؤوليات التابعة للزواج والخوف من تبعات الزواج من المشاكل و الخيانة.
فكر و قناعة المرأة بأن الرجل يحب السيطرة و يحد من حرية المرأة و في نظرهم يعتبر بأنه سارق للحريات.
و اعتقد بان الفارق الفكري بين المرأة والرجل يؤدي إلى حدوث فجوة فكرية ،و حيث أن الصورة الذهنية للرجل بأنه سوف يقوم بتقيدها .
عدم الوعي الكافي بمفهوم الزواج و المسؤلية و الأدوار المتبادلة بين الزوجين،فاصبحت المرأة لم تعد تتقبل توجه الرجل لها ،و لم تجيد كيفية التعامل معه.
توجد بعض الأسر اعطيت صلاحيات كاملة للفتاة لتحمل المسؤولية ،فجعلتها تمتلك موقع جيد داخل الأسرة مما أدى إلى أنها اكتفت الفتاة بدورها و بالتالي لم ترى بأن الرجل سوف يعمل لها إضافة أو أن الزواج لم يكن ليضيف لها شيء.
الخوف من المجهول والطلاق مع كثرة الطلاق في وقتنا الحاضر يجعل الفتاة تتردد في قبول أي زوج.
الواجب على كل الآباء على أن يقوموا بتغير مفهوم الزواج للفتيات و أعطاءهم مزيد من الوعي بمفهوم الزوج و الأسرة بطريقة إيجابية ،و يجب على كل أب أن يحتضن ابنته ويكون المثال الجيد والاب الجيد لكل أبنائه ،لكل ينشأ جيل خال من العقد النفسية ،و كاره للحياة ،و الزواج .