مقالات

وقفه مع أهلا رمضان ” الجزء الثامن “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع أهلا رمضان، وقد توقفنا عند قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد والعقيم الوالد والظمآن الوارد ” فكل واحد منا عليه أن يعقد العزم على توبة نصوح، وعلى فتح صفحة مع الله تعالى، ولعل الله سبحانه وتعالى يعتقنا من النار في آخر هذا الشهر، ولكن كيف تستعد بدنيا لشهر رمضان؟ فإنه من المهم والضرورى الاستعداد لاستقبال شهر رمضان من الناحية البدنية، فهناك العديد من العوامل التى من شأنها أن تعزز صحتك البدنية، وفى المقابل هناك العديد من السلوكات التى يمكن أن تؤثر سلبا على صحتك، وتتسبب في عدد من الأمراض مثل أمراض القلب وغيرها، لذا يجب عليك الحفاظ على صحتك وصحة عائلتك، ومن أهم النصائح لاستقبال شهر رمضان، هو تناول غذاء صحيا، فيجب أن تستعد لشهر رمضان من خلال تناول غذاء صحى ومتوازن، حيث أن ما تأكله يؤثر بشكل مباشر على صحتك، لذا فإن تناول الغذاء الصحي المتوازن يعود بالعديد من الفوائد على جسدك.

فيمنع بعض المخاطر الصحية ويعالج البعض الآخر، وعلى رأسها أمراض القلب والسكتات الدماغية ومرض السكر، كما أن اتباع نظام غذائي صحي سيساعدك في إنقاص الوزن في رمضان، والتخفيض من مستوى الكوليسترول السيء أيضا، وكذلك أن تمارس الرياضة، فإن ممارسة الرياضة فى رمضان مهمة جدا، فهى تساعد فى الوقاية من العديد من الأمراض وتجعلك تتمتع بجسد صحي أثناء الصيام، حيث تساعد الرياضة في الوقاية من أمراض القلب والسكرى والسكتات الدماغية وبعض السرطانات مثل سرطان القولون، وكما أنها تساعد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام والاكتئاب، ومن جانب آخر تساعدك ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة على الحفاظ على وزن صحى، لذا ينصح أن تمارس الرياضة خمسة مرات فى الأسبوع فى شهر رمضان من نصف الساعة إلى ساعة كاملة، وأيضا قيل قوم بتجرية الصيام المتقطع فإن من أهم خطوات الاستعداد لشهر رمضان هو تجربة الصيام المتقطع.

الذى أثبتت الأبحاث أن له العديد من الفوائد للجسم والعقل، فهو يعزز وظائف الخلايا والجينات والهرمونات، ويساعد على النمو، ويحافظ على مستوى الأنسولين، ويساعد في خفض الوزن، فالصيام لعدد ساعات معينة يجعل الجسم يبدأ في عملية إصلاح الخلايا ويخلص الجسم من السموم، وكذلك قوم بتجربة صيام أياما متفرقة قبل شهر رمضان فإن صيام أيام متفرقة قبل رمضان يجعل الجسم أكثر استعدادا لصوم رمضان بلا صعوبة دون تعب، وكما أن المواظبة على الصيام يعود بالعديد من الفوائد على الجسم، وعلى رأسها التخلص من الدهون الزائدة ومحاربة السمنة، لذا يدعوا الكثير من العلماء لجعل الصيام أسلوب حياة، فيجب عليك تهيئة جسدك لاستقبال شهر رمضان لكى يكون قادرا على الصيام دون تعب، من خلال تناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام، وتجربة الصوم قبل رمضان في أيام متفرقة، ولكن كيف تستعد نفسيا لشهر رمضان؟ فإن التفريط في شهر رمضان وعدم استغلاله يكون خسارة كبيرة لا تعوض.

لذا يجب الإعداد لرمضان من الناحية النفسية والروحية، وتهيئة الذهن لاستقبال هذا الشهر الكريم بحماس، فتوب إلى الله تعالى بصدق وهذا من أهم الاستعدادات التي يجب البدء فيها قبل رمضان وهى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وهى توبة نصوح، لأن الذنوب هى ما تحول بينك وبين الله تعالى، وتكون بمثابة حاجز يمنعك من القيام بالأعمال الصالحة، فإذا تبت من الذنوب أقبلت نفسك على فعل الطاعات، وأيضا كثف الدعاء ليعينك الله تعالى ويمكن تهيئة النفس لرمضان من خلال ممارسة الدعاء قبل دخول رمضان والاستمرار عليه، وإن من أهم الأدعية التى يجب ترديدها “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” فالدعاء هو السبيل لتحقيق كل مطلب وأمنية في النفس، فالله هو الكريم المعطاء ذو الفضل الواسع الذى يعطي كل من يسأله، وأيضا ضع خطة لعادات جديدة اعزم النية على فعل الطاعات في شهر رمضان وابدأ في وضع خطط لعادات جديدة للتغيير إلى الأفضل، فمثلا يمكنك أن تحافظ على صلاة الجماعة وصلاة السنن.

والاستماع أكثر إلى القرآن الكريم، كما يمكنك البدء في تنظيم وقتك وعدم إهداره فيما لا يفيد، مع جهاد النفس وبناء حاجز بينها وبين المحرمات، وأيضا تقرّب من الله أكثر بالنوافل والاستغفار التوبة والاستغفار والتقرب إلى الله بالنوافل من أهم الخطوات التى يمكن البدء بها استعدادًا لشهر رمضان، لكي تستقبل رمضان بقلب صافي ونفس مطمئنة، ابدأ بالاستغفار ليلا ونهارا وردده حتى تصبح مدمنا عليه، وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بقيام الليل والتهجد وزد فيهم تدريجيا قدر استطاعتك، وجاهد نفسك ولا تقلل من أى عمل تقوم به لأن هذا من وساوس الشيطان، وإن الدعاء والاستغفار والتقرب إلى الله بالنوافل كلها عبادات من شأنها أن تهيئ النفس والذهن لاستقبال شهر رمضان بحماس والإقبال عليه بحب وشغف، وأيضا عظم شعائر الله تعالى لأن شهر رمضان شهر مقدس ننتظره جميعا فمن المهم فيه أن نعظم شعائر الله سبحانه وتعالى، فكن واقعيا في التخطيط للشهر ولا تكلف نفسك ما لا تستطيع تنفيذه، لذا قم بحساب الوقت الذى تعمل فيه.

والوقت الذى تنام فيه، ووقت الطعام والشراب، ثم اجعل كل تبقى من وقت لترتيب أهدافك التي تريد القيام بها في رمضان، وإن الاستعداد لشهر رمضان من خلال تزيين المنزل والغرفة التى نجلس فيها أو نتخذها للعبادة، فهو نوع من تعظيم شعائر الله التي يجب علينا القيام بها عند استقبال شهر رمضان المبارك، فهذا رمضان أفضل شهور العام، شهر العبادة والطاعة، وكان السلف رحمهم الله يعرفون له قدره، وأحوالهم فيه عجيبة، من تلاوة، وذكر، ودعاء، وبذل، وجود، وعكوف، والمحروم من حُرم فضل هذا الشهر، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، وإن من مزايا هذا الشهر الكريم أن صومه من أعمدة الإسلام، وهو السر بين العبد وربه، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، وقد جاءت الأحاديث الصحاح والحسان بفضله كقوله صلى الله عليه وسلم “الصوم لا عدل له” وثلاث دعوات مستجابات، ومنها دعوة الصائم، وللصائم فرحتان، ويشفع للعبد يوم القيامة يقول ربي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه.

وإن لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصوم جنة وحصن حصين من النار، ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا، والريان باب الجنة العظيم للصائمين، وصيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة، فكل يوم من رمضان عند غروب الشمس لله في ذلك الوقت عتقاء، فمن الناس من أدرك قيمة الشهر، وعرف قدره، فهو يغتنمه، ويستعد له، ومنهم الساهى اللاهى، وقد قال الله تعالى فى سورة الجمعة ” قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة ” وهذا اللهو اليوم إما أن يصفقون في الشهر، في الأسواق، فصار موسما عظيما للتنزيلات والمبيعات، وهذا يهون لأن كثيرا منه من المباحات، ولكن اللوم على من ضيعه في هواية التسوق، والله نهانا أن تلهينا الدنيا عن الآخرة، قد يعجب الكثير من الناس من شوق بعضهم إلى رمضان وهو على حد تعبيرهم شهر الصيام والجوع والعطش، ولكنهم ليتهم علموا أن رمضان هو شهر تدريب النفس على التآلف مع الصعاب من الأمور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock