جدلٌ ما بعد لقاء الفصائل الفلسطينية بالقاهرة

عبده الشربيني حمام
يتواصل الجدل الذي أثاره لقاء الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، وتتراوح الآراء بين من يعتبر أنّ اللقاء كان مُثمرًا وإيجابيّا ومن يرى أنّه لم يرتق إلى سقف توقّعات الشعب الفلسطيني ولا إلى اللحظة التاريخية الراهنة.
اتفقت الفصائل الفلسطينية الـ15 المجتمعة في القاهرة على “ميثاق شرف”، تمهيدًا للانتخابات الفلسطينية المقبلة. يُذكر أن هذه هي الانتخابات الأولى من نوعها منذ ما يقارب 15 عامًا، وتحديدا منذ افتكاك حماس للسلطة بقطاع غزّة ودخول الساحة الفلسطينية في نفق مظلم من الانقسام والصّراع.
هذا وعلّق عدد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعيّ على لقاء القاهرة، وفيما يستبشر البعض بما حواه من “أجواء إيجابيّة”، يرى آخرون أنّ اللقاء كان بعيدًا عن سقف تطلّعاتهم. وفي هذا الإطار أشار خبير سياسيّ مضطلع بالقضية الفلسطينية إلى أنّ الصورة التي تحاول الفصائل تسويقها ليست دقيقة. في المقابل، يكشف الواقع وجود عديد الاختلافات الجوهريّة بين الفصائل الفلسطينية التي لم تتمكّن بعد من الحسم فيها. وأضاف: “مع اقتراب المواعيد الوطنيّة وضيق الزمن الانتخابي، من المرجّح أن تجد الساحة الفلسطينية نفسها مع فصائل غير متفاهمة والتزامات ميدانيّة، ما قد يؤدّي في النهاية إلى تأجيل الانتخابات في أفضل الاحتمالات” على حدّ تعبيره. “وفي أسوء الاحتمالات، سنعود إلى مربّع الانطلاق، وسيكون الانقسام مصيرنا من جديد.
وأضاف الخبير ذاته أنّ غياب الثقة بين فتح وحماس سيؤثّر بشكل سلبي على نجاح العمليّة السياسيّة في البلاد، وأشار إلى أنّ الشروط التي تضعها حماس لفتح “صعبة التطبيق”، خاصّة شرط استبعاد الرموز القيادية للسلطة الفلسطينية برام الله من الانتخابات، ما يضع فتح في موقف محرج لأنّ عددا كبيرا من قيادات السلطة هم أعضاء بحركة فتح.