سلسلة مقالات مهمة عن محافظه بورسعيد

كتبت نهله نويره
حزب مستقبل وطن فى مواجهة مستقبل بورسعيد …
تحدثنا فى المقالتين السابقتين عن اعادة الحياة والروح الى ميناء بورسعيد بدخول سفن قافلة الشمال للتراكى داخل ميناء بورسعيد كما كان الامر من عشرات السنين التى مضت ، وفى المقال الثانى تحدثنا عن اقامة محطة تخريد السفن التى انتهى عمرها الافتراضى ووضحنا الفوائد من هذ المشروع .
اليوم سنتعرض فى المقالة الثالثة المشروع الحلم والذى لم يتحقق وما زال حلما يداعب خيال ابناء بورسعيد وهو مشروع
المنطقة الصناعية العالمية متعددة الاغراض بشرق التفريعة .
مقدمة تاريخية :-
ناضل السياسين من ابناء بورسعيد من اجل تحقيق هذا الحلم الى ان وافق الرئيس مبارك فى اجتماع الهيئة العليا للاستثمار بالاسكندريه عام ١٩٩٤ على اعتبار هذه المنطقة والتى تقع شرق تفريعة قناة السويس والبالغ مساحتها ١٢ الف فدان منطقة استثمارية عالمية متعددة الاغراض.
وفى عام ١٩٩٥ وخلال زيارة الدكتور الجنزورى لبورسعيد اعلن بداية العمل بهذه المنطقة وشهدت الاجراءات ثلاثة مراحل انتهت جميعها بالفشل وذلك على النحو التالى :-
المرحلة الاولى :-
فى عهد المحافظ المرحوم فخر الدين خالد وكنت وقتها مديرا عاما للمكتب الفنى المسئول عن المشروعات الكبرى ووضعت الخطة التمهيدية للعمل على تنفيذ المشروع وتتضمن الاتى :-
١ – ان يكون لهذه المنطقة هدفين اساسسين الاول ان تجذب الاستثمارات العالمية للشركات الكبرى متعددة الجنسيات وان تكون التكنولوجيا التى ستنفذ بها احدث ما وصل اليه العلم من تقدم ، والثانى ان يكون توطين الاستثمارات العالمية فى هذه المنطقة له هدف امنى .
وباعتبار اننى كنت شاهدا وقريبا مما ينفذ فى منطقة جبل على بالامارات ومنطقتى الجبيل وينبع بالممكة العربية السعودية فقد اقترحت على المحافظ ان يكون التنسيق من اجل جذب الاستثمارات العالمية لها مع وزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولى ووافق سيادته على ذلك وامر بالسير فى مخاطبة الوزارتين .
وعليه فقد قمت بعمل كتيب باللغتين العربية والانجليزية عن كل المناطق الصناعية ببورسعيد وارسلناه الى وزارة الخارحية لتوزيعه على السفارات المصرية فى الدول الاجنبية ، كما قمنا بمخاطبة الدكتوره فايزه ابو النجا وزيرة التعاون الدولى لتوفير منحة من الدول المانحة فى حدود ١٠ مليون دولار لعمل دراسة الجودة الخاصة بالمنطقة واقترحت ان يقوم بهذه الدراسة مكتب الخبرة الانجليزى الذى خطط وسوق لمنطقة جبل على .
المرحلة الثانية :-
وتأتى الرياح بما لاتشتهى السفن …فقد حدث تغيير المحافظين وجاء مصطفى صادق محافظا لبورسعيد ولم يكن لديه نظرة بعيدة للامر فالغى كل الاجراءات التى تمت فى عهد فخر الدين خالد واتجه الى توزيع بعض اراضى. المنطقة على مستثمرين محليين والذين لم يفعلوا شيئا اكثر من اقامة هياكل معدنية فقط دون الات او معدات او انتاج وقام المحافظ بدعوة الرئيس مبارك الى افتتاحها فجاء فى زيارة لبورسعيد وحدثت موقعة الاعتداء عليه ( ما يطلق عليها حادثة ابو العربى )
وعندما ذهب مبارك الى المنطقة ولم يجد اى انجاز سوى الهياكل المعدنية غضب وثار وقال انتم جيبنى افتتح ايه ، واعطى توجيهات بان تاخذ هذه المنطقة اهمية ثانية وان تكون الاولوية لمنطقة العين السخنة ومن لحظتها تجمد الوضع على ما هو عليه حتى الان .
المرحلة الثالثة :-
عندما تم انشاء الهيئة الاقتصاديه لمنطقة قناة السويس توقعنا ان تقوم هذه الهيئة بدور فاعل وان تعمل على جذب الاستثمارات وسمعنا ان هناك استثمارات روسيه وصينية قادمه للمنطقة ولكن للاسف لم يتحقق اى شئ .
وهذا ما دعى الرئيس السيسى الى عقد اجتماع مع المسئولين بالهيئة الاسبوع الماضى وطلب تنشيط العمل وتقديم تسهيلات وخدمات للسفن العابرة للقناة .
كيف نجذب الاستثمارات العالمية لهذه المنطقة والاستفادة من موقعها الاستراتيجى بين القارات الثلاث ؟
للاجابة على هذا السؤال يجب اتباع الاتى :-
اولا :- تقديم حوافز استثمار حقيقية تجذب الشركات واولى هذه الحوافز منح الارض بقيمة اسمية قدرها دولار واحد فى العام مما يشجع الشركات والمصانع على القدوم والاستثمار بالمنطقة وان يرتبط منح هذا الحافز بعدد فرص العمل التى سيتم توفيرها فالشركة التى توفر ٣٠٠ فرصة عمل تمنح هذا الحافز لمدة ثلاث سنوات والتى توفر فرص عمل لعدد ٥٠٠ فرصة تمنح الحافز لخمس سنوات وهكذا يرتبط الحافز بعدد فرص العمل كلما زادت الفرص زاد عدد سنوات الاعفاء .
ثانيا :- ان يتم اسناد عمل دراسة الجدوى لهذه المنطقة وابراز مزاياها من حيث الموقع الاستراتيجى وحوافز الاستثمار الى بيت الخبرة الانجليزى الذى خطط وسوق لمنطقة جبل على بالامارات العربية فهو القادر على اقناع المصانع الكبرى الشركات العالمية على الاستثمار بها .
فهل نفعل…..؟
وتتبنى امانة حزب مستقبل وطن هذا الفكر وتعمل على اقناع الحكومة بتنفيذه لكى يرى هذا المشروع الضخم النور واقامة منطقة استثمارية عالمية تحقق امال اهل بورسعيد التى طال انتظارها ولم تتحقق نتيحة تضارب القرارات وعدم وجود استراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير المسئولين .
هذا ما نأمله ..
والى اللقاء فى المقال الرابع اذا كان فى العمر بقية لنستكمل المشروعات التى تجعل من بورسعيد قاطرة للتنمية حقيقة وليس مجرد عبارات لا تنطبق على الواقع المرير .