مقالات

أين قلبك يا عبد الله

محمد أحمد

حديث عن القلب
القلب وما أدراك ما القلب تلك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت كان الهلاك كله هذه المضغة هي محل نظر الرحمن ومنزل التوحيد والإيمان ولو وجد الله جل وعلا مضغة هي أعز عليه منها لجعلها مسكناً للإيمان والتوحيد، فكم نظر تعالى إلى هذه القلوب فأحبها وأحب أهلها، وكم نظر إلى هذه القلوب فآذنها بغضب منه وعذاب، وهنا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( بحسبك أن قوما موتى تحيا القلوب
بذكرهم، وأن قوما أحياء تقسوا القلوب برؤيتهم)
فالقلوب هي الميزان في صلاح الأعمال، وهي ميزان القرب من الملك العلام، انظر لمكانة الصديق رضي الله عنه، وعلو مكانته، يقول صلى الله عليه وسلم ( أما إنه لم يسبقكم بكثير صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في القلب)
ولا تجد قضية تحتاج إلى العلاج كقضية القلوب، التي غفل عنها كثير من الناس، نحتاج إلى وقفة مع هذه القلوب، وتلك الأفئدة التي طال بعدها عن الله جل وعلا، فالواحد منا إذا اشتكى من مرض في أي عضو أسرع لعلاجه، أما عند القلب فتجد التكاسل والتراخي، فكل بلاء يصيب الإنسان من ظاهره ويأتيه من خارجه، سهل إزالته، قريب شفاؤه، أما إن كان من القلب، وانبثق من النفس، فذاك الداء الدوي، والمرض الخفي، فإن كنا نريد الإصلاح، فلابد من وقفة مع النفس، ولكنها وقفة صدق قال تعالى ( فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم)
فالمصحف وحده لا يعمل إلا أن يكون رجلاً، والمبادئ وحدها لا تصنع شيئاً إلا أن تسوغ ضميرا، فلله سنن كونية قدرية، لابد أن تقوم حتى يعطيك مطلبك، واعلم أن الطريق إلى الله لا تقطع بالأقدام، وإنما تقطع بالقلوب.
وها أنا أكرر السؤال مرة أخرى
( أين قلبك يا عبد الله)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock