-أخبار الشرق الاوسط

بين الدولة المدنية والدولة الحضارية الحديثة

بقلم:-الخبير الاعلامي أمير البياتي

( الدولة المدنية ) هي كالديمقراطية حكم الشعب بنفسه بمؤسسات مدنية لا دينية ولا عسكرية لان رجل الدين كما نفهمه عمله النصح والتوجيه والارشاد الديني فقط
لذلك فأن الدولة المدنية ترفض تولي
( رجل الدين ) السلطة بسبب صعوبة رقابته وقوة تاثيره على مجتمع نامٍ ..
ان استبعاد ( رجال الدين ) من الحكم لا يعني استبعاد المتدينين ولكن لكي لا تكون السلطة السياسية والدينية بيد رجل واحد
ولو دخل ( رجل الدين ) في العمل السياسي في ظل مجتمع بعضه يخاف النقاش في بعض الامور الدينية كما هو حاصل الان في العراق يكون مؤثرا بسبب قلة الوعي السياسي والثقافي والفكري لدى الشعب ما يؤدي الى ضعف الدولة المدنية لان التاثير الديني يكون اكبر في المجتمعات النامية بسبب ما اوردناه سابقا ..

والدولة المدنية ( دولة لا عسكرية ) ايضا لان ( العسكر ) في اية دولة هم المسيطرون على السلاح وبالتالي لو تولوا السلطة فانهم يشكلون تهديدا لبناء ( الدولة المدنية ) التي هي دولة المؤسسات ودولة المواطنة واحترام المواطن ودولة القانون ودولة العدل
علما ان مصطلح الدولة المدنية هو مصطلح حديث اذ لايوجد في علم السياسة مصطلح اسمه الدولة المدنية ….
والدولة المدنية هي ( الدولة العادلة ) التي لا تميز بين مواطنيها على اساس قومي او ديني او طائفي او عرقي او اجتماعي او جغرافي فالجميع مواطنون بمستوى واحد من المواطنة يمارسون واجباتهم ويحصلون على حقوقهم كاملة بحق وليس بمنة من الدولة

اما ( الدولة الحضارية الحديثة ) كما يحددها المفكر الاستاذ ( محمد عبد الجبار الشبوط ) هي نوع من الدول التي تصمم من اجل توفير حياة كريمة لائقة بالانسان ماديا ومعنويا في الامن والحرية والعدالة والمساواة والرفاهية
ان عناصر الدولة الحضارية الحديثة هي ( الانسان والطبيعة والزمن والعلم والعمل )

كل هذه العناصر الحضارية يجب ان تجتمع في اقليم فيه دولة ذات سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية تحكم مجتمعا وشعبا هذه الدولة هي دولة مؤسساتية مدنية لادينية ولا عسكرية كالدولة المدنية لكن فيها مركبا حضاريا يعد المحرك الاساسي للحكومة والمجتمع والمواطنين.

ان تاسيس ( دولة حضارية حديثة ) ليس بالامر الصعب ان توفرت النية الصادقة والعقول النيرة وحب الشعب والوطن والارض، واحترام النظام والقانون.. كل ذلك يجب ان يوجه نحو شئ واحد هو ( بناء الانسان قبل بناء الدولة )
وهذا يتطلب رجالا يمتهنون السياسة من اجل بث الحق والعدل وترسيخ حب الوطن واحترام الانسان كانسان والرغبة الصادقة في بناء المجتمع

ان ( الدولة الحضارية الحديثة ) هي الطموح الذي تسعى اليه الشعوب في ظل مجتمعات مزقتها الحروب ودمرتها الطائفية والمحاصصة والفساد المستشري في مفاصل البلاد كافة حكاما وسياسيين ونوابا ووزراء وموظفين بدرجات خاصة كما هو حاصل في مجتمعنا العراقي الذي يكمن خلاصه في ظل دولة مدنية حضارية حديثة وهذا يتطلب اشاعة مقومات الدولة الحضارية الحديثة من اجل التفاعل معها والتمسك بها لبناء الدولة بناء حضاريا جديدا
#الخبير_الاعلامي_أمير_البياتي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock