تقارير

عندما مر الروس من قريتي طنان

 

خاص تحقيقات شبكة أخبار مصر.

تحقيق محمد حسن حمادة.

مصطلح الخبراء الروس في مصر يطلق علي مجموعة المستشارين العسكريين من خيرة القوات المسلحة السوڤيتية التي وفدت إلى مصر بعد نكسة 1967 بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتوفير الدعم العسكري والهندسي للقوات المسلحة المصرية، في مواجهتها المسلحة مع إسرائيل.

سكن الخبراء الروس في العمارة رقم 4 شارع الحجاز بمصر الجديدة، والتي اشتهرت بعمارة الخبراء الروس، حيث كانوا يقيمون فيها حتى رحيلهم من مصر عام 1971.

وفي قرية طنان قليوب قليوبية هذه القرية التي تتميز بعلاقة خاصة مع الاتحاد السوفيتي السابق، فمنذ ستينيات القرن الماضي كان للقرية عدة مبتعثين حصلوا علي الماجستير والدكتوراة من الاتحاد السوفيتي السابق، كالدكتور مأمون الجنايني والدكتور عزت صلاح رحمه الله.

عندما حل الخبراء الروس بالقرية وسكنوا عمارة الحاج إبراهيم الأصفر، التي أصبح يطلق عليها الأهالي فيما بعد عمارة الروس، وجدوا ترحيبا كاملا من أهالي القرية وكان أهالي القرية يقدرون المهمة الروسية والدعم الروسي لمصر في حربها مع العدو الصهيوني.

يقول الحاج مفرح شداد من أهالي قرية طنان وأحد من عاصر الخبراء الروس في تلك الفترة: سكن الخبراء الروس عمارة الأستاذ مختار هاني الذي أصبح وزيرا للشئون القانونية لمجلسي الشعب والشوري فيما بعد، ثم بعد ذلك آلت ملكية العمارة للمرحوم الحاج إبراهيم الأصفر، جاء الخبراء الروس في الحقبة الناصرية كأحد مظاهر التعاون بين مصر والاتحاد السوفيتي السابق في المجال العسكري، ومنذ أن سكن الروس العمارة سميت بعمارة الخبراء الروس، كانوا في منتهي الانضباط والالتزام تضبط ساعتك علي مواعيدهم يستيقظون مبكرا للإشراف علي بعض المواقع العسكرية في المنطقة كان احتكاكنا المباشر معهم عندما يوزعون علينا العيش (التوست) وقطع البسكوت”.

أما الحاج محمود البوهي فيؤكد: جاء الروس للإشراف علي بعض مواقع الدفاع الجوي بالمنطقة، العمارة كانت عبارة عن مركز استطلاع، كانوا يتكلمون عربي (مكسر) سائقهم كان مصريا يتحرك معهم بسيارة (لوري) في حماية الشرطة العسكرية، كنا نلعب معهم كرة القدم في ملعب السوق القديم، تصادقت مع أحدهم وكان يدعي (يورا) يصمت ثم يبتسم ويردف قائلا: هل تعلم أن علاقتي بالروس مازالت ممتدة فمنذ رأيت الروس هنا وتواصلت معهم أعجبت بنظامهم وتعليمهم لذلك شجعت ابنة أختي د/ زينب عواد جمال الدين بالدراسة في روسيا ومؤخرا حصلت علي الماجستير في الطاقة النووية من جامعة كازان، وفي طريقها للحصول علي الدكتوراة من نفس الجامعة”.

أما الحاج عبد العزيز عبد الحميد فرج فيؤكد: كانت العمارة بمثابة برج مراقبة ومنها كانوا يخرجون للإشراف علي بعض النقاط العسكرية بالمنطقة”.

ويضيف: كان تركيز الخبراء الروس علي تعليم المصريين كيفية مواجهة الطيران المنخض وضرب الطيران المعادي بصواريخ (ستريلا) وهو نظام صاروخي أرض/ جو خفيف الوزن محمول على الكتف، صمم لاستهداف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة، مع توجيه سلبي بالأشعة تحت الحمراء ورأس حربي شديد الانفجار، وينوه قائلا: عندما التحقت بالجيش بالمنطقة المركزية كجندي بالشرطة العسكرية، في هذه الفترة تعاملت مع الروس بشكل مباشر بإحدي القواعد العسكرية، كان لديهم خبرة عالية في التسليح، يتميزون بالهدوء والصبر ونجحوا في تعليمنا التفكير بطريقة أكثر تنظيما كما قاموا بتطوير أساليب القتال علي الارتفاع المنخفض، وكنا في أمس الحاجه إليه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock