أهالى القرين يطالبون بإحلال وتجديد مسجد قايتباى الأثري
الشرقية -محمود الوروارى
يعد مسجد السلطان الأشرف قايتباي الكائن بمدينة القرين فى محافظة الشرقية أحد أهم معالم الحضارة الإسلامية فى العصر المملوكى،ومعالم محافظة الشرقية الأثرية.
ويرجع إختيار المكان إلى واقعة تاريخية حدثت فيه،بعد عودة الملك المظفر محمود بن ممدود ( سيف الدين قطز )والظاهر بيبرس مع المماليك من سوريا بعد محاربتهم التتار والإنتصار عليهم فى معركة عين جالوت سنة ٦٥٨هـ،وسرعان ما انقض بيبرس وبعض المماليك علي الملك المظفر محمود بن ممدود وقتلوه فى المكان الذى بني فيه المسجد،وقد أمر السلطان قايتباي ببناء المسجد عام ٨٨٠ هـ على مساحة ١٨٠٠م.
يقول حسينى محروس ” يعتبر المسجد من الأثار الإسلامية العريقة،فحوائط المسجد الأثرية مبنية بالأحجار القديمة مازالت كما هى والتى يزيد عرضها عن ٥٠ سم،ويزين القبلة عمودين من المرمر وبها مجموعة من الزخارف والنقوش التى تميز العمارة الإسلامية فى العصر المملوكي،وقد قامت لجنة من قطاع الترميم بوزارة الأثار بترميم هذه الأعمدة فى ٢٠٢٠م،والمسجد مسجل ضمن الآثار المصرية والاسلامية منذ عام ١٩٥١ م.
وأضاف الصاوى الصاوي ” مأذنة مسجد قايتباى من المأذن الأثرية القديمة،ولكن المأذنة الأن بحاجه للترميم للحفاظ على التراث المعماري الإسلامي ونطالب الأهتمام بساحته وإستغلالها لصالح المسجد لمنع أى تعديات عليها من قبل البعض.
وقد أوضح عادل الهجرسي أحد رواد المسجد ” المسجد يقع بشارع الدرب الشامية،وكانت هناك جمال تأتى من القلعة بالقاهرة وتحمل الطوب إلى قلعة القرين،وكانوا يستريحون تحت نخلتين وكان بأسفل النخلتين زير يشربون منه والجمال كانت تشرب من السبيل،فكان المكان إستراحة للمسافرين.
وقد أكدت المصادر التاريخية أن المسجد أقيم وسط الطريق الذي عرف تاريخيا بـإسم طريق ” الدرب السلطانى ” الذى يمتد من القلعة إلى الحدود الشرقية ثم بلاد الشام،وما زال الطريق يعرف الأن بطريق الديار الشاميه أو طريق الرمل .
وناشد محسن الريطي” وزارة الأثار ومحافظة الشرقية وهيئة المحافظة علي التراث والأوقاف بالتحرك السريع لإعادة ترميمه والحفاظ علي عراقة وقدم ومكانة المسجد.
يذكر بأن السلطان الأشرف قايتباى المحمودى الظاهرى(١٤١٢-١٤٩٦)م أحد سلاطين دولة المماليك الجراكسة البرجية،وقد تولى الحكم ٨٧٢هـ -١٤٦٨ م وحتى وفاته فى ٩٠١هـ- ١٤٩٦م،وحكم البلاد قرابة ٢٩ً سنةوكان عصره من أزهي وأفضل العصور،حيث شهد نهضة حضارية فى كافة الجوانب،وقد بني قلعة قايتباى بالأسكندرية وحافظ على دولته من السقوط ،فقضى على حركات التمرد واصطلح مع العثمانين فوضعت الحرب أوزارها فأخر ذلك سقوط دولته قرابة قرن من الزمان. 
