الشباب. . ومستقبل الأوطان

الشباب … ومستقبل الأوطان :

قلم.. الدكتور محمد حجازي
مع بداية الالفية الثالثة ونحن نؤكد علي ان اهم تحدي سيواجه الدول هو كيفية استيعاب الشباب وادخالهم مبكرا في دوائر صنع القرار . ومنذ تلك اللحظة قفز الي الاجندة السياسية مصطلح تمكين الشباب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا . وتباينت مواقف الدول تجاه هذا الأمر .
فهناك دول امنت بان الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في العنصر البشري وانتهجت هذه الدول استراتيجية التنمية البشرية المتواصلة وفي مقدمة هذه الدول ماليزيا ومجموعة دول جنوب شرق اسيا والتي استندت مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها علي الاستثمار في راس المال البشري في مجالي الصحة والتعليم . ولهذا حققت هذه الدول معدلات نمو اقتصادية سريعة ومتواصلة .
أفضل ما يقدمه السياسيون
للوطن هو الإعتناء بفئة الشباب و تأهيلهم على جميع المستويات فهم الإستثمار الحقيقي الذي يقوم عليه الوطن و هم الدعامة الحقيقية للوطن و هم مستقبل الوطن وهم الأكثر استعداداً لتقبل الجديد والتعامل معه، والإبداع فيه، وهم الأقدرعلى التكيف بسهولة مع المتغيرات الجديدة السريعة والمتلاحقة دون إرباك، مما يجعل دورهم أساسي في إحداث التغيير، ويضمن النجاح والتقدم للمجتمع بمختلف قطاعاته .
وبالمقابل اهملت دولا اخري مسألة استثمار الشباب واحتواء مشاكلهم .
ان أفشل الدول و أكثرها تخلفاً تلك التي لا تحتوى شبابها و التي ليس لديها خطة لتأهيل شبابها و التي لا تزيل العوائق و العقبات من امام طريق شبابها ليشقوا طريقهم الى النجاح من اجل ديمومة نهضة الوطن و عدم انتكاسته .
إهمال الشباب و إثقالهم بالهموم هو إهمال لوطن بأكمله و إثقال وطن بأكمله .
ان التاريخ السياسي يقول :
إذا أردت أن تهدم وطن فأثقل شبابه بالمشاكل و الهموم و الديون واتركهم بدون وظائف
الشباب المثقلون بالديون و يشتكون من الغلاء و يشتكون من سوء التعليم و يشتكون من طول انتظار التوظيف و يشتكون من طول انتظار السكن و يشتكون من الغلاء ، بالتأكيد لن يهتموا لوضع الوطن . فلا تطلب من شباب مثقلون بالهموم و مشغولون بمشاكلهم ان يبدعوا .
وان يستشعروا المسئولية تجاه الوطن .
اعود فأقول ، يجب علي السياسيين ان ينتبهوا لخطورة اهمال الشباب وتهميش ادوارهم
وان يبادروا الي ادراج قضايا الشباب ضمن الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .