مقالات

مواهب خلف الجدران تتحدى الظروف

بقلمي : جمال القاضي

ربما هناك بعض الأشخاص ممن يمتلكون الكثير من المال ، يلهون بما لديه من هذا المال لينفقون منه في الحلال والحرام ، لكن هناك ايضا غيرهم بات حبيسا بقيود الظروف المادية والإجتماعية القاسية ، ربما كانت من أمنياتهم أن يمتلكون مثل غيرهم من المال ، لكن هذا هو قدرهم في الحياة وماكتب الله لهم ، فصاروا يعيشون تحت ستائر الفقر بألوانها السوداء التي تحجب عنهم أنوار الظهور أمام عيون الآخرين ، فهم لايرون الحياة أمامهم بنفس المفهوم المادي الذي يراه غيرهم .
هؤلاء الأشخاص يمتلكون من المواهب مالم يمتلكها غيرهم ممن يمتلكون المال ، ربما لو كانت هناك سعة مادية بين يديهم لتغير حالهم إلى حال غير ماهم عليه، يعيشون بين تروس تدور ،تسحق أحلامهم ، وتطحن أمنياتهم ،ورغم كل مايعانون منه ومن تلك الظروف لم تنتهي أحلامهم .
فتلك السيدة والتي تدعي سحر محمد محمود أو ( سحر الصعيدية ) هي واحدة من هؤلاء النسوة ، رغم أنها تعيش واقعا مريرا تعاني فيه من ظروف صعبة من الفقر ،ورغم كلمات الإحباط التي كانت تسمعها كل يوم ممن حولها من أصدقائها حين تعرض عليهم مارسمته ، ساخرين منها ، قائلين لها ( أن ماترسمين هو مجرد شخطبة على الأوراق ) لكنها رغم ذلك راحت تتحدى تلك الظروف ، وكلمات السخرية وبين الجدران منزلها البسيط في إحدى محافظات الصعيد وفي ليل تعاني فيه من المشقة والإرهاق مابين وظيفتها ( كونها إدارية بوزارة التربية والتعليم )وبين الروتين اليومي والذي لاينتهي فيه العمل بيوم فيه تستريح لتلتقط أنفاسها بالحياة .
أخذت تمسك بوريقات تتبقى من إبنها الذي يمتلك نفس موهبتها لتترجم أفكارا تجوب في خواطرها ، معبرة عنها وفوق هذه الأوراق برسم أخذت تبدع فيه بتلك الموهبة، مستخدمة أدواتها البسيطة من الجرافيت والألوان البسيطة ، لتنتهي هذه الترجمة برسم يعكس مدى ماتمتلكه من الموهبة .
لكن ماتعيشه ومايشغلها من أحلام ليس هذا وحسب فهي مازالت ترغب في أن يظهر ماترسمه إلى النور ليراه الجميع أو أن ترى من يتبنى تلك الموهبة ليعلمها تعليما أكاديميا معه تصبح فنانه مبدعة متقنة لأحد هذه الفنون والمواهب وهي موهبة الرسم بقواعده الصحيحة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock