لوحة بلا ألوان ….!
بقلم الكاتب/أشرف فتحي عبد العزيز
يا أنت كل الألوان الباقية لك بقلبي باهتة لا فرح فيها ولا أمل تركت لي الأسود والرمادي ألوان الحزن والوجع وكأنك تعمدت أن لا تترك خلفك لون مفرح يشفع لك عند قلبي حين أرسم لوحة وجعي…!
أوجعتني بشدة كتلك الدموع التي تنزف على لوحتي بالسواد تبكي وتئن وترتجف كلما مسكت فرشتي لأحفر تضاريس الألم الماكث بروحي يتمزق قلبي بداخلها بين ألوان الوجع…!
لوحتي لا تحمل معالم واضحة لتبهر النظر لكن بداخلها تلك الجراح النازفة على ملامحها حين تنظر إليها لا تملك أن تشيح نظرك بعيداً عنها وكأنك جَزًّا منها تجذبك إليها فتبكي وتقرأ الفاتحة على من فيها وانت بمن فيها رحيم بلا علم من أكون …!
نعم جعلت من تلك اللوحة مقبرة أرقد فيها، دافن بها رفات ما تبقي مني لأشاهد مأساة حياتي التي سلبتها مني حين خدعتني وخنتني واوجعتني ، أرقد فيها وأنا أبعثر حولي ورود انكساراتي وأرش من حولي تراب ضعفي بلا أي مشاعر أو إحساس باقي فيني ينبض بالحياة …!
يا هذا حين تمر هنا تقصد أن ترى قبر حزني أبتسم بكل قوتك، وحين تقرأ تلك السطور أبتسم بفخر وقل أنا من قتلت هذا القلب ، ولأنك جمادً حي لن تشاهد قطرات دموعي التي لا تجف فوقها ولن تسمع صرخات قلبي الذي يعذب فيها، وأنت أصم القلب و الروح …!
فابتعد الآن عن لوحة قبري بلا سلام مقبول منك ولا فاتحة تؤجر عليها، لأني ذنبك الذي لن يغتفر أبدأ …!