دين ودنيا

الله ….اشتقاق لفظ الجلالة الله:

محمد الشيخ عضو الهيئة العالمية للاعجاز العلمى فى القرآن والسنه
الشرقيه

هل كان اسم الله موجود قبل الاسلام:
ما هو أصل الكلمة الله في اللغة وفي الدين الإسلامي؟ وكيف تم اشتقاق لفظ الجلالة الله حتى أصبح بصيغته؟ وهل كان موجوداً قبل الإسلام؟، تعرف على هذا من خلال مقال اليوم على موسوعة.

اصل كلمة الله :
كلمة الله في الأصل آية من الإيل أو من إله فهي عبارة عن اسم علم لم يتم اشتقاقه، وإنما أتت من مصطلح إله الذي يستعمل منذ القدم ومعناه معبود أي من يتم التقرب إليه بمختلف السبل من أجل نيل رضاه، وعندما نقول الله فالمقصود هو الله الذي لا إله إلا هو ولا شريك له في الملك.
كما أن كلمة الله مأخوذه من يأله لأن العقول تندهش من شدة عظمة الله سبحانه وتعالى وقوته وقدرته التي تحير العقول وتذهل الأبصار مما يدل على عجزنا الشديد أمام قوة الله والمعجزات التي أتى بها الأنبياء، فالله وحده من له القدرة والمكانة والقوة والحكمة ونواصينا بيده ومن ضمن صفاته المعرفة التي لا نهاية لها فهو يعلم ما نفعل في كل مكان وفي كل زمان.
الله في الاسلام:
الله في الإسلام هو الإله الواحد الأحد الذي لا شريك له، فكما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ فقال معاذ: الله ورسوله أعلم فأجابه: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ، أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله – عَزَّ وَجَلَّ -، أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ” من الأحاديث المتفق عليها.
لذا فمن المهم الحرص على عبادة الله سبحانه وتعالى والامتثال لاوامره والبعد عن ما نهى الله عنه، ومن الأحاديث التي رواها معاذ عن حديث الله مع الرسول حيث امره “سل” فأجاب الرسول الحبيب “اللهم اني اسالك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وان تغفر لي، وترحمني وإذا اردت فتنة قومي فتوفني غير مفتون، اسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقرب غلى حبك، وعند ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنها حق فادرسوها ثم تعلموها”.
كما أن من فوائد قول لفظ الجلالة الله أنه يجلب المحبة والبهجة والسعادة إلى نفس الإنسان المؤمن والموحد بالله عز وجل كما ورد في كتاب الله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾. سورة الرعد الآية 28.
اشتقاق لفظ الجلالة الله:
بالنسبة لاشتقاق لفظ الجلالة الله تبعاً لما ورد في المعجم الغني فهو الأصل منها هو إلاه، ومن ثم تم إدخال الف ولام التعريف وتم حذف الهمزة الموجودة في الكلمة ليكون في النهاية الله، أما بالنسبة لقول إله، فهي على وزن فعال عن طريق كسر حرف الفاء بمعنى “مفعول”، وأي معناها إله أو مألوه أو معبود ووحده الجدير بالعبادة، وينبغي ان يقيد بكونه الوحيد الذي يستحق عبادته كإمام، بمعنى مأموم، فهو من يؤتم به سبحانه وتعالى والأمان والسلام من عند الله.
كما قد اكد العالم ابو السعود رحمة الله عليه على ذلك المعنى حيث قال: الإله في الأساس عبارة عن اسم جنس، يقصد به كل من تتم عبادته سواء بوجه حق أو بباطل، أي بدون الالتفات إلى حقيقة استحقاقه العبادة ام لا، ومن ثم يغلب على المعبود بالحق الحقيقة، وأما الله بحذف الهمزة فهو من الأعلام التي تتعلق بالله وحده ولا تطلق على غيره.
كلمة الله عبارة عن اسم مشتق من الإلاهة أو الألوهة أو الألوهية، ومعناه التضرع والخوف والعبادة تبعاً لما قيل عن الجوهري، حيث وضح أنه عبارة عن اسم معناه المألوه، وهو مشتق منه كاشتقاق الكتاب من المكتوب، والله تعالى أعلى وأعلم.
أما بالنسبة لوزن كلمة الله فوزنها هو العال، والأصل منها هو كلمة إله على وزن فعال فبعد حذف الهمزة يحذف المقابل لها وهو حرف الفاء ليكون الوزن هو العال.
هل كان اسم الله موجود قبل الاسلام؟
لفظ الله بصورته الموجودة اليوم والمذكورة في الديانة الإسلامية لم يكن موجوداً قبل الإسلام لكن في الحقيقة فهو عبارة عن جذر من اللغة الكنعانية من كلمة إيل أو كلمة الاها، وقد استعمله العرب في احاديثهم وفي الإشارة إلى عباداتهم للأصنام قبل مجيء الإسلام أي في أيام الجاهلية، وقد ورد لفظ الله في صيغ مختلفة في المعاجم العربية وكتب التفسير من أهم صوره:

الإله: وهو كل من تتم عبادته.
الإله: حذف العرب الهمزة كنوع من التخفيف وفي النهاية ظهرت الكلمة التي نعرفها اليوم الله.
الإله: يقال ان الإله هو الأصل من كلمة الله، بمعنى مألوه أو رب، وقد اطلق اللفظ على كل ما تتم عبادته سواء بحق أو بباطل، أما في حالة قولنا الله فالقصد منها هو الله عز وجل وليس أي شيء آخر في الكون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock