مقالات

ظاهرة التسول مهنة لا مهنة له

كتبت : الشيماء منصور
يعد التسول هو طلب المعونة كالمال والطعام من عامة الناس واستعاطفهم بعبارات وأساليب متعددة، وهو من الوسائل التي تَجلب للمتسولّين المال دونَ عناء بِمجرّد تكلمهم عباراتٍ معينة، وارتدائهم لثياب ممزقة، فيمارسون التسول كمهنةٍ لهم، وتَعاطُف النّاس معهم، وتقديم المساعدة لهم يرفع نسبة دخلهم مما يجعلهم يقبلون على التسوّل بشكلٍ كبير، وبالتالي تنتشر ظاهرة التسوّل وتزداد يوماً بعد يوم.
عضو مجلس شورى سابق ورأية فى ظاهرة التسول بمطروح :-
حيث قال صافى عبدالستار، عضو مجلس شورى سابقا بمطروح، لابد من وجودحزم من قبل شرطة النقل، لأن الكثير من المتسولين يأتون من خلال القطار وكذلك المرضى النفسيين، بالاضافة أن يكون هناك دور مشترك بين المباحث والشئون الاجتماعية، وسيتضح من خلال التحريات لمساعده تقوم الشئون الاجتماعية .
وأضاف “عبدالستار”، أنه من الضرورى أن يتم الكشف على الأطفال من خلال شهادة الميلاد، هل هم ابناء المنسوب ؟ام من المفقودين؟.
أشكال التسول :-
وأوضح ، أن هناك عدة أشكال للتسول، مثل تسوّل الشّخص العاجز، وفي هذه الحالة يُسمى بالاضطراري، لأنه لا يَملك مالاً أو وظيفةً، ولا يتوفر له مصدرٌ للدّخل، فلا يتمكن من تلبية حاجاته ومتطلباته إلّا عن طريق التسوّل.
و التسوّل المُتخفي أو المقنع، ويكون بِبيع سلعٍ مُعينة، أو تقديم بعضِ الخدمات كمسح زُجاجِ السّيارات.
والتسوّل الواضح، ويكون بطلبِ المال بشكلٍ مُباشر.
بالاضافة الى التسوّل في مواسمِ الأعياد، أو في شهر رمضان المبارك، أو عند مواجهة ظرفٍ مُعين ويُسمى بالتسوّل العَرَضي، أو المَوسمي.
وأخيرا التسوّل الحِرَفي، وهو مُمارسة التسوّل كمهنةٍ دائمة، وبشكلٍ يومي.
بينما قال الشيخ محمد مصطفى، رئيس المساجد الحكومية بمرسى مطروح، أنه انتشرت مؤخرا ظاهرة التسول بشكل ملحوظ وقد ازدادت معالمها حيث شهدت المحافظات فتايات كثيرات يتسولن بالنقاب مما ادى الى انتشار هذه الظاهرة و ممارسة هذه المهنة، السائد ة لدى النساء ومن هنا انطلقت ظاهرة ارتداء النقاب، ولست ضد الفتاة او السيدة التي ترتدي النقاب فهذه تعد حرية شخصية بارتداء الزي الذي يعجبها وتراه مناسبا لها، الا ان ما حصل مؤخرا هو ارتداء النقاب والتسول، وهذا ما استوقفني واثار التساؤلات حول السبب الرئيسي الذي دفع فتاة شابة بأن تعمل بهذا العمل، فحينما توقف صاحب سيارة لمسح زجاج السيارة وهي ترتدي النقاب وقد اظهرت عينيها حتى ان صوتها وهيئتها توحي بانها لم تتجاوز العشرين من العمر، وكثيرا ما يزعج ذلك المنظر وهي تعمل بعمل لا يليق بها كأنثى بعيدا عن العمر وعن اي شيء اخر.
والنساء اللواتي يعملن في اي مجال في الشارع وهن يرتدين النقاب ، لا يمكنني ان اعمم هذه النظرة على الكل فلربما كانت مضطرة للعمل فالعوز هو من دفعها الى ان ترتاد الشارع لتعمل به بأي شيء، وان كان البعض منهن انقاد الى طريق اخر فهذا بحث اخر، لا يسعنا ذكره، الا اني لا اتمنى ان تصل المرأة الى هذا المستوى لتعمل بهذه الطريقة التي تثير الجدل بين الناس وحتى الشكوك وخصوصا الرجال.
ان ظاهرة ارتداء النقاب شيء جميل وأراه سترا وليس شيئا خارجا عن المألوف، لكن ما يثير الكلام والامتعاض لدى البعض هو ارتدائه للمتسولات، واخر ما طرأ هو ارتداء الفتيات الشابات له والعمل به في التقاطعات اما لبيع المناديل الورقية او مسح زجاج السيارات، وهذا بحد ذاته عمل لا يليق وليس هذا فحسب بل هناك توسع بهذا الموضوع فمن الممكن ان تدس ما بين هذه النسوة اخريات من قبل جهات ارهابية من اللواتي يفجرن انفسهن وسط الاسواق او الطرقات المزدحمة والتي يذهب ضحيتها اناس ابرياء وذلك تحت مسميات العمليات الجهادية الزائفة، والكثير من النساء المنقبات استغلن ارتداء النقاب وقمن بعمليات سرقة وتكوين عصابات وخطف الاطفال والتهريب وغيرها من الجرائم.
تعد هذه الظاهرة نوعا من انواع التسول وليس الفقر، ان الفقير ممكن يعمل بأي شيء اخر غير ان بنت صغيرة وبهذا العمر تجوب الطرقات وفي اوقات متأخرة من الليل ونسمي ذلك عمل، فلا والف لا وكثيرا ما شاهدت بنفسي تعرض بعض الفتيات الى التحرش والاساءة وغيرها.
وتعتبر الموضوع طبيعيا بالنسبة لها فهل هذا فقر؟ الفقير يكون متعفف ويحافظ على عرضه ودينه، وكذلك مزاحها مع الشباب الذين يبيعون المناديل ومسح زجاج السيارات وهذه ظاهرة خطيرة جدا ممكن تؤدي الى الرذيلة.
فهنالك صبية صغار ينامون في الشوارع، الغرض الظاهر تسول ولكن ان اطلعت على عدة حالات تجدهم قد تعرضوا للاعتداء وقد قمنا بإرسالهم الى دار المتشردين في بغداد وخصصنا برنامجا علاجيا نفسيا لهم، وقد انتشرت ظاهرة عمل الشابات المنقبات مؤخرا واغلب هذه الفتيات من النازحين على الرغم ان الجهات المعنية ساهمت كثيرا بتوفير رواتب ومساكن لهم.
*وهناك رؤية دينية لظاهرة التسول :-
قد يتفنن المتسولون والمتسولات في ابتكار وسائل استدرار عطف الناس بهدف الحصول على الاموال وما طرأ مؤخرا في الشارع يعد نوعا جديدا من التسول بما يخص الفتيات ومن هذه المبتكرات استخدام ما يستر شخصيتهم، فتستخدم النساء النقاب).
رغم ان بعضهن غير مستحقات للصدقة بل انهن ميسورات الحال و لكي لا يتعرف البعض عليهن فأنهن يتسترن بهذه الوسائل وليس لأسباب دينية.
والصحيح عدم التصدق على هؤلاء بل ايصاله الى مستحقيه وهو ما امر الله به.
حيث أشار “مصطفى” إلى طرق مكافحة التسوّل:-
فرض الزكاة على الأغنياء، فالزكاة فريضة أمرنا الله تعالى بها للتقليل من الفقر، وللوقاية من الجرائم.
تَدوين قوائمَ بأسماءِ الأُسر الفقيرة، وتضمينها بكافةِ المعلومات؛ كمكان السكن، وعدد أفراد الأسرة، ومصدر دخلها، ويكون ذلك من خلال الجمعيات الخيرية المَعنية بهذا الشّأن، ومن ثمّ يتم توزيع المُساعدات النقدية والعينية بشكلٍ شهري.
تَقديم قروضٍ حسنةٍ للأسر الفقيرة، فَتكون مُيسرة الدّفع وبلا فوائد؛ لِيتمكن من خلالها رَبّ الأسرة من إنشاء مَشروع خاصٍ به، يُغنيه عن المُساعدات.
تَوفير فرصِ العمل للمتسوّل من قبل المؤسسات الحكومية والشّركات الخاصة، أو تعليمه حرفة مُعينة بذلك يُصبح مُنتجاً.
وضع عقوبات للمتسولين.
نشر الوعي بين الناس من خلال وسائل الإعلام، والمدرسة، وكافة الطُّرق المتاحة لبيان أهمية منع تقديم مساعدات للمتسولين، وبالتالي تختفي ظاهرة التسوّل.
تقديم المنح الجامعية للطلاب غير قادرين على إكمال دراستهم نتيجة الفقر.
توفير العلاج المجاني لِكافة الأُسر الفقيرة.
منح الجوائز للشركات، ورجال الأعمال، وأصحاب الأموال، والجمعيات الخيرية لِمساهمتهم في مساعدة الفقراء، وتقديم المعونات لهم.
مواسم التسول:-
ويقول ربيع إدريس السرحانى، أحد أهالى مطروح ، إن الفقراء الحقيقيين لديهم عزة نفس، ولكن ما نراه حاليا، فى إشارات المرور تحديدا، هو مهنة، وأكثر ما يؤرق هو تعذيب الأطفال في الشوارع، فهم يتأثرون بالعوامل الجوية، وتتابع: في أحد الأيام رأيت طفلتين في أحد الإشارات وكانت السماء تمطر، فقامت الفتاة بالجلوس على الأرض وأمسكت بطرف “إيشارب” وغطت نفسها به تفاديا للصقيع ومعها أختها الصغيرة التي لا تتعدى الثلاثة أعوام، والتي قامت بالنوم على رجلها.
وأضاف، أن أكثر ما تلاحظه هو تغيير الورديات بين أكثر من سيدة في إشارة واحدة، وجميعهم لديهم أطفال، كما لاحظت أنه في أحد الساعات المتأخرة رأيتهم عند بقالة الجمهورية لهم رئيس وينتظرون توزيع المال فيما بينهم، فكانت محافظة مطروح المحافظة الوحيدة التي لا ينتشر بها التسول على عكس القاهرة والإسكندرية.
وأوضح “السرحانى”، أن مطروح محافظة موسمية يأتي إليها المتسولون في فصل الصيف لممارسة مهنة التسول فأحدى المتسوليين الذين يتواجدون في شارع الإسكندرية رأيته في محطة الرمل بمحافظة الإسكندرية، مضيفة: لابد من مواجهة هذه الظاهرة وتقويم الأطفال اجتماعيا و سلوكيا.
وقد أصبحت ظاهرة منتشرة بكثرة، ولابد من إيجاد حلول للحد منها اولا وعلاجها فى سبيل القضاء عليها نهائيا
لان الحل الأمنى فقط لايكفى، فلابد من مشاركة الشئون الاجتماعية والمحافظة وكافة الجهات المعنية، وذلك لإيجاد قاعدة بيانات عن هؤلاء المتسولين والتفرقة بين من يمتهنون ذلك ومن هم بحاجة فعلا إلى المساعده

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock