المرأة والطفل

خواطر . أبوح لمن لايملك قلب وروح “

خواطر .
أبوح لمن لايملك قلب وروح “
=========

يعيش الإنسان حياته في الدنيا طيبًا مع كل الناس ويظل يعطي دون أن ينظر أن يأخذ من أحد شيء فهو فقط يتمنى ابتسامة تسعد قلبه، يتمنى أن يتعامل بالمعاملة الحسنة والطيبة، ولكنه قد يقابل هذا كله بالعكس، فيجد المعاملة بجحود وقسوه وكأن ما يفعله هو واجب عليه وليس تكرمًا منه، وبذلك يكسر خاطر الإنسان ويحرم من الابتسامة، فالإنسان في لحظة وجعه وألمه يتمنى بأن يجد اليد التي تمسح الدمع من على وجنته، ليتخلص وقتها من حزنه وآلامه.

في ليلي الطويل وفي ركن من أركان غرفتي امسكت قلمي لأخطّ ما بداخلي لاسكب كل مشاعري لصديقي الوفي قلمي فإذا بقلمي يسقط منّي ويبتعد عنّي، فسعيت لأستردّه، فإذا به يهرب عنّي وعن أصابع يدي الرّاجفة، فتعجّبت، وتحدثت له قائله لماذا تبتعد عني صديقي الحنون وما الذي يجعلك تتهرب منّ بين اناملي فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى، تعبت من كتابة معاناتك ابتسمت، وقلت له: يا قلمي أنترك جراحنا، وأحزاننا دون البوح بها، قال: اذهب لإنسان مثلك وبُح بما في أعماق قلبك لعلك تجد انه يستطيع أن يلملم جراحك ويبدل أحزانك بدلاً من تعذيب نفسك، وتعذيب من ليس له، قلب أو روح، سألته، وإذا كانت هذه الجراح بسبب إنسان كان أعزّ من الرّوح، فلمن أبوح؟ فتجهّم قلمي حيرة، وسقط عليّ ورقتي البيضاء، فأخذته وتملّكته وهو صامتٌ، فاعتقدت أنّه قد رضخ لي، وسيساعدني في كتابة خاطرتي، فإذا بالحبر يخرج من قلمي متدفّقاً، فتعجّبت! ونظرت إليه قائلاً: ماذا تعني قال: ألا أنني بلا قلب ولا روح، أتريدني أن أخطّ أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح؟ كلّ شخص في هذه الحياه فاقد شيئاً يحبّه في حياته، حتّى لو ضحك كثيراً ورأيته سعيداً، يَبقى شيءٌ بداخله كلّما تذكّره تألّم وضعف واحتاج لمن زرع الجرح داخله بأن يحصد الحزن ويزرع بدلا منه الأمل والحياه..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock